Site icon IMLebanon

هل تتحوّل استقالة نديم حكيم إلى كرة ثلج لا فائز فيها.. بل خاسر واحد هو الحكمة؟

 تقرير خالد مجاعص

هل يكون تاريخ 20 آب 2015، نهاية حلم الحكمة في كرة السلّة؟ وهل يتحوّل هذا التاريخ إلى نقطة سوداء في  الرياضة اللبنانيّة، بتخلّيها عن فريق أدخل على مدار 20 عاماً الفرحة والمتعة والحماس إلى كلّ بيت في لبنان، وفي لعبة أصبحت سريعاً اللعبة الأولى، بحيث سرقت معها ألأضواء مراراً إلى أبعد من الرياضة؟

نعم، الفريق الأخضر ليس في خير، وغياب الحكمة عن كرة السلّة اللبنانيّة سيكون عاجلاً أم آجلاً نهاية سطوع كرة السلّة آسيويّاً،عربيّاً  وحتّى… لبنانيّاً. فالفريق الذي عانى قبل انطلاق كلّ موسم من أزمات وخضّات، يبدو اليوم أمام أزمة مختلفة جدّاً لا بل مستعصية. فقبل سنوات، كانت أزمة الحكمة الحقيقيّة في تهافت المتموّلين ورجال الأعمال وتزاحم التيّارات السياسيّة والأحزاب على رئاسة النادي لتتحوّل اليوم إلى تقاذف كرة الحكمة كما كرة النار.

فمع الإعلان المفاجئ للرئيس نديم حكيم عن استقالته من رئاسة الحكمة مع الفريق الذي يمثّله أي عائلة المرحوم هنري شلهوب والتي كما اعتبر حكيم ضخّت مبلغ 4 ملايين دولار أميركيّ، ومن خلال الطريقة التي أعلنها، يبدو أنّها نهائيّة ولا رجوع عنها، وهذا ما أكّده حكيم لاحقاً إلى موقعنا.

ذهب نديم حكيم  ذهب بعيداً بكشفه عن حرب خفيّة  شنّت عليه طوال فترة إدارته، بدءاً من الأمور الإداريّة والماليّة، وصولاً إلى تهريب اللاعب جوليان خزّوع لضرب مسيرة الفريق وعدم السماح له بإحراز لقب بطولة لبنان لكرة السلّة. فما سرده بيان حكيم من اتّهامات  ستتحوّل حتماً إلى كرة ثلج، وستعيد سريعاً الشرخ إلى العلن وستجرّ حملة مضادّة، حيث لن يكون فيها رابح وإنّما خاسر وحيد هو… الحكمة.

وتعتبر أوساط المعنيّين بكلام حكيم أنّ ما سرده الأخير هو هروب إلى الأمام، خصوصاً بعد إعلان بيار كخيا وفريق القوّات اللبنانيّة عن توقّفهما عن تمويل فريق الحكمة، والهروب من  الالتزامات الإداريّة والماليّة إن كان لفريق كرة القدم عشيّة انطلاق بطولة لبنان، أو للتنصّل من عقود عدد كبير من لاعبي كرة السلّة المحليّين للموسم المقبل والتي يشاع أنّها تفوق لوحدها المليون ونصف المليون دولار أميركيّ.

فهل يكون شعار حلم إنشاء الأكاديميّة الرياضيّة من خلال استثمار أرض الحكمة في منطقة عين نجم لتأمين التمويل الذاتيّ البوّابة التي سيهجر منها المموّلون الحكمة بدلاً من أن يأتوا من خلالها؟

أمّا الأهمّ، فهو كيف ستكون ردّة فعل القيّمين على نادي الحكمة أي مطرانيّة بيروت وسيّدها المطران بولس مطر الذي استقبل الرئيس حكيم وتسلّم منه كتاب استقالته؟ وهل صحيح أنّ سيادة المطران بولس مطر مستاء جدّاً عدم الاستقرار الإداريّ في نادي الحكمة  منذ  رحيل المرحوم أنطوان شويري صانع أمجاد الفريق الأخضر؟ فقد شهد فريق  الحكمة في ظرف أقلّ من عشر سنوات تبديلات بالجملة لا بل جذريّة في لجانه الإداريّة مع قدوم الرؤساء هنري شلهوب، طلال مقدسي جورج شهوان وإيلي مشنتف وهجرتهم، ناهيك عن تهافت التيّارات السياسيّة والمبادرات الفرديّة ومبادرات   رجال أعمال منهم وديع العبسي وبيار كخيا. كلّ ذلك يعكس طبعاً حال اللااستقرار في نادٍ يملك أكبر قاعدة جماهيريّة في لبنان.

تتسارع وتيرة الأمور في الفريق الأخضر، حيث من المتوقّع أن ينعقد مساء اجتماع استثناءيّ للجنة الإداريّة في الحكمة بناء لدعوة أمين السرّ العام  جوزيف عبد المسيح للوقوف على آخر المستجدّات في القلعة الخضراء بعد استقالة نديم حكيم، وهو كان قد تمنّى على سيادة المطران مطر ثني حكيم عن الاستقالة. فالأمور في الحكمة مفتوحة على الاحتمالات كافّة، خصوصاُ مع إعلان المدرّب فؤاد أبو شقرا أنّه كما لاعبي الحكمة  تفاجأوا باستقالة حكيم وأنّهم في انتظار معرفة خطوات اللجنة الإداريّة في الفريق الأخضر، ليبنوا على الشيء مقتضاه ويكون لهم خطوات يعلنون عنها في حينها.

ويبقى أنّ الأمور قد تذهب إلى أبعد من استقالة وأزمة. فهي متّجهة إلى نقاط استفهام عدّة تبدأ بـ”هل هناك من مموّلين مستعدّين إلى دخول عاصفة الحكمة”؟ ولا تنتهي بـ”من سيتحمّل مسؤوليّة انهيار أعرق فريق في حال وصلت الأمور إلى هذا الحدّ ومن سيتحمّل مسؤوليّة العقود التي تربط نجوم الفريق الأخضر مع نادي الحكمة؟

كرة الحكمة التي تقاذفها من عشقها لن يقبل جمهورها بأن تتحوّل من حالة وطنيّة إلى حالة مهدّدة بأن يكتب لها نهاية غير سعيدة. فالأيّام المقبلة ستقرّر حتماً مصير الفريق الأخضر والقلعة الخضراء.