Site icon IMLebanon

محاولة لزجّ الجنوب في معركة “عين الحلوة”؟

 

 

كتب علي داود في صحيفة “الجمهورية”:

حربٌ حقيقيّة شهدها مخيّم عين الحلوة طوال عشرين ساعة من القتال الضاري بين حركة «فتح» والمجموعات الارهابية التابعة لـ«جند الشام» و«فتح الاسلام» بقيادة الارهابيّين بلال بدر واسامة الشهابي، وهيثم ومحمد الشُعبي.

شنّ التكفيريون الموزعون على مربعات امنية في المخيم، هجوماً على معقل «فتح» في البركسات، من حيّ الطوارئ، محاولين التمدّد والسيطرة على بقع جديدة، مستخدمين قوة نارية غزيرة، إلّا أنّ «فتح» دفعت بجميع قياداتها الى الميدان، فتولّى اللواءان صبحي ابو عرب ومنير المقدح إدارة صدّ الهجوم والحفاظ على مواقع «فتح».

وفي وقت قاتلت «فتح» وحدها، وقفت القوى الاسلامية التي تُسمّي نفسها «معتدلة» موقف المتفرّج، وأقفل ابو طارق السعدي والشيخ جمال الخطاب وابو النايف وصلاح اليوسف هواتفهم، ما أغضب الاهالي في المخيم.

وقالت مصادر فلسطينية لـصحيفة «الجمهورية» إنّ «فتح» اتخذت قراراً بالحسم مهما كلف ذلك لأنّ النزيف الحالي يؤدّي الى إصابة جسدها بالشلل.

وأوضحت المصادر أنّ المقدح قاد المعارك من غرفة العمليات وكانت الأوامر واضحة بالتصدي للارهابيّين حتى الاستشهاد، وقد سقط العنصران من «فتح» فادي خضير وعلاء عثمان،

ونحو 20 جريحاً، مشيرة الى أنّ «التكفيريين ومن خلال قصفهم محيط المخيم والفوار والاميركان ومحيط سراي صيدا وقنص مواقع الجيش، أرادوا زجّ صيدا والجنوب في المعركة، خصوصاً أنّ رصاص القنص أصاب سيارة النائب نواف الموسوي  وجرح مرافقه، لكنّ اتصالات لبنانية رفيعة المستوى أجمعت على ضرورة الحياد والطلب الى سفارة فلسطين التدخل لانهاء الاشتباكات».

بعد ذلك، تراجعت الاشتباكات الى أن توقّف إطلاق النار ظهر أمس، إلّا أنّ المسلحين في الطوارئ ظهروا بسلاحهم ما أزعج اللجنة الامنية العليا التي طلبت من القوى الاسلامية اعادتهم الى مواقعهم، ثمّ خرق التكفيريون وقفَ إطلاق النار ما أدّى الى إصابة القيادي الفتحاوي «أبو علي طلال» وعنصرين آخرين.

وكان الاجتماع الذي عقدته اللجنة الامنية الفلسطينية العليا في المخيم خلص الى إعلان وقف اطلاق النار، وتشكيل لجان ميدانية للتأكد من التزامه، وقامت لجان بجولة ميدانية، واحدة في اتجاه «فتح» وأخرى نحو الاسلاميين، وثالثة نحو مفرق سوق الخضار، ورابعة من أجل صياغة البيان وإعلانه في المساجد على أن يتولّى الشيخ جمال خطاب متابعة اللجان.

لكنّ مصادر فلسطينية قالت لـ«الجمهورية» إنّ الخطأ الاكبر كان الايعاز لخطاب بمتابعة اللجان وهو المشهود له وقوفه الدائم مع «جند الشام» و«فتح الاسلام» وهو مَن شرعَن وجودهم في المخيم وساهم بتكبير حجمهم واطلق عليهم تجمّع «الشباب المسلم».

وقد كشف الصباح حجمَ الاضرار الكبير في الممتلكات داخل المخيم فيما بقيت مئات العائلات الفلسطينية نازحة من منازلها حيث باتت ليلتها في مساجد مدينة صيدا.

وأكدت النائب بهية الحريري أنّ الإستقرار في مخيّم عين الحلوة جزءٌ من أمن صيدا ولبنان واستقرارهما، وأنّ تثبيت الأمن والهدوء في المخيم مسؤولية مشترَكة بين كلّ القوى الحريصة على الشعب الفلسطيني وقضيته وعلى السلم الأهلي اللبناني.

وكانت الحريري تواصلت هاتفياً مع كلٍّ من سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور وأمين سرّ حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أبو العردات وممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، وأبو عرب وخطّاب، والناطق باسم «عصبة الأنصار» الشيخ ابو الشريف عقل.

وتابعت الوضع هاتفياً مع رئيس فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد الركن خضر حمود وقائد منطقة الجنوب الاقليمية في قوى الأمن الداخلي العميد سمير شحادة.