Site icon IMLebanon

تحرّكات شعبية “مشبوهة” و3 احتمالات امام القوى الامنية اليوم

beirut-manifestation-10

تخوّفت مصادر ديبلوماسية من الحراك الشعبي اليوم وأبعاده، وقالت لـصحيفة “الجمهورية” إنّ مثل هذا الحراك وعلى شاكلته عادةً يُنذر بأنه مستمر وطويل وسيكون له عدّة أوجه مع الوقت. وتوقّعت أن يتدحرج ككرة ثلج ويكبر، من دون أن تستبعد أن يكون منظّماً ومشبوهاً، خصوصاً أنّه بدأ بعنوان محدّد وسرعان ما تطور إلى عناوين مفتوحة،

وكأنّ الهدف أن لا تكون المطالب واضحة وأن لا تعرف الطبقة السياسية ما هي غاية التظاهرات وأن تصابَ دائماً بالإرباك في رصد حركتهم ومعرفة مطالبهم والإبقاء على المشهد الضبابي للاعتصامات بشكل يتيح أن تبقى الأمور متدحرجة وغير واضحة المسار. كما لم تستبعد المصادر أن تتكرر الأحداث الأمنية بالتزامن مع تظاهرات اليوم ومع نفس المجموعات المطلوب منها أن تُبقي الخَلل الأمني سيفاً مُصلتا على رقاب أهل الحكم.

ووضَعت مصادر مطّلعة تواكب عملية أمن تظاهرة اليوم عن كثب، نصبَ عينيها ثلاث احتمالات تتحسّب لها:

الاحتمال الاوّل: ان يحاول متحمّسون من بين المتظاهرين تحدّي القوى الامنية، وقد تمّ اختبار هذا النوع من المشاكل في تظاهرة السبت الماضي قبل ان يدخل المندسّون على الخط. وكذلك يبقى احتمال دخول مندسين وارداً.

الاحتمال الثاني: حدوث مشاكل لدى انفضاض الاعتصام ومرور المتظاهرين في طريق عودتهم الى منازلهم، في مناطق يوجَد فيها حساسيات معينة.

الاحتمال الثالث وهو الأخطر: أن تكون هناك جهة لديها أجندة تخريب منظمة داخل التظاهرة.

الى ذلك، كشفت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـصحيفة “السفير” أن عدد عناصر قوى الأمن الداخلي اليوم السبت سيكون نحو 700 عنصر و43 ضابطاً، يتولى الإشراف على مهامهم قائد شرطة بيروت العميد محمد الأيوبي، مؤكدة أن هؤلاء العسكر لن يكون معهم بنادق، باستثناء الأمن المنتشر على مداخل السرايا القريبة من البوابة الرئيسية، وفي محيط مجلس النواب.

وفيما سينشر الجيش نحو 15 سرية عسكرية، مجموع أفرادها نحو ألف وخمسمئة بين ضباط وعناصر، إلا أن تدخله ميدانياً سيكون مؤازرة للقوى الأمنية بطلب منها لمساعدتنا في ظروف معيّنة اتفقنا مع قيادة الجيش على تفاصيلها، وفق إفادة المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص لـ”السفير”، الذي أكد أن إطلاق الرصاص على المتظاهرين ممنوع منعاً باتاً، حتى لو تعرض العسكر لرشق بالحجارة أو زجاجات فارغة، بينما التدخل الحاسم سيكون إذا تم الاعتداء على أي من الأملاك العامة أو الخاصة.

وأوضح مرجع أمني لـ”السفير” أن القوى الأمنية المعنية قامت بتشكيل مجموعات أمنية سرّية، مهامها السير بين المتظاهرين والانتشار في محيط ساحة الشهداء، بهدف مراقبة الأفراد المشبوهين المندسّين، الذين قد يقومون بأعمال شغب مباغتة، مشيراً إلى أن توقيفهم، في حال ضبطهم، سيكون مدروساً بحيث لا ينعكس سلباً على سلمية التظاهرة وتجنباً لإثارة الخوف لدى المتظاهرين.

وقال المرجع: “إن القوى الأمنية المعنية ستنتشر، إلى جانب ساحتي الشهداء ورياض الصلح، في بشارة الخوري ومحيط جسر فؤاد شهاب وبرج الغزال والصيفي، مضيفا: “اننا طلبنا من العسكر عدم الوقوف أمام المتظاهرين، وأبلغنا الاحتياط أن يكونوا في جهوزية تامة، بينما أخبرنا المنظمين الأساسيين في التظاهرة أننا مستعدون للتعاون والتنسيق معهم اليوم، سواء هاتفياً أو من خلال وفد مشترك، وذلك للتبليغ عن أي حالات مريبة”.

ويبدو التخوف من مجموعات غوغائية تابعة لأحزاب وحركات وتيارات سياسية مشروعاً، خصوصاً أن قاداتها، الذين يعتبرون أنفسهم مقدّسين وأنصاف آلهة، يعيشون قلقاً وخوفاً وهاجساً من الآتي اليوم وبعد اليوم.