احمد منتش
امران ثابتان في انتخابات غرفة التجارة والصناعة والزراعة في صيدا والجنوب التي ستجري اليوم السبت. الامر الاول هو عدم توصل الجهات المعنية بانتخابات الغرفة، بشكل مباشر أو غير مباشر، الى اتفاق على لائحة توافقية، ولو تم ذلك كان يكفي ان يحضر اعضاء اللائحة الى مقر الغرفة في صيدا، والاعلان عن فوزها بالتزكية. والامر الثاني، صعوبة اجراء الانتخابات في دورتها الاولى، نتيجة عدم توافر النصاب القانوني لأسباب كثيرة. لذا من المتوقع تأجيلها الى الدورة الثانية المقررة يوم الاحد في 20-9-2015 بحيث سيعتبر النصاب قانونياً بمن حضر.
وكان باب الترشح لانتخاب مجلس ادارة جديد لغرفة صيدا والجنوب، لمدة اربع سنوات، اقفل على 22 مرشحاً، ينتخب منهم 12 بطريقة الاقتراع، على قاعدة ثابتة وعرف معمول به، ان يكونوا متساوين 6 من صيدا و6 من الجنوب، وبمعنى ادق 6 سنّة و6 شيعة، يضاف اليهم ستة اعضاء يقوم وزير الاقتصاد والتجارة بتسميتهم بعد التشاور مع الجهات المعنية، على ان يكونوا ايضاً 2 سنّة و2 شيعة و2 مسيحيين. ومن يحق لهم الاقتراع، هم فقط من سددوا كامل اشتراكاتهم وبلغ عددهم 5229، من اصل نحو 20 الف منتسب للغرفة.
بري قلب المعادلة قبل 4 أعوام
استطاع الرئيس نبيه بري في انتخابات الغرفة التي جرت قبل اربعة أعوام قلب المعادلة في غرفة صيدا والجنوب، ونجح في كسر القاعدة التي كانت قائمة لسنوات طويلة، على اساس عدم التدخل وترك الساحة لـ”تيّار الحريري”، وخصوصاً للنائبة بهية الحريري، باختيار غالبية اعضاء المجلس وخصوصاً رئيسه، وذلك بالتفاهم معه. لذلك استمر رئيس الغرفة السابق محمد الزعتري متربعاً على عرش مجلس الادارة سنوات طويلة، كونه كان “مُرضى” عنه من الحريري ومن بري على حد سواء، علماً ان حصة بري في غرفة صيدا كانت “محفوظة”. غير ان الانتخابات النيابية الاخيرة، التي اوصلت النائبين فؤاد السنيورة وبهية الحريري عن المقعدين السنيّين في صيدا، عكس ما كان يأمله بري ويسعى اليه، بأن يكون احد المقعدين للنائبة بهية الحريري والآخر لأسامة سعد، جعله بعد فشل مسعاه على مسافة بعيدة من الحريري، ووعد حلفاءه وانصاره بأنه سيكون له رأي آخر في أي استحقاق مقبل يتعلّق بصيدا والجنوب. وبعد الانتخابات البلدية، لم يحصل اي توافق بين بري والحريري على انتخاب رئيس لاتحاد بلديات صيدا – الزهراني حتى الآن. وخلال استحقاق انتخابات غرفة صيدا، تمسّك بمرشح لرئاسة الغرفة محسوب عليه بشكل مباشر، وأعطى للأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري حصة مماثلة لحصة الحريري. ولأن نتيجة الانتخاب كانت معروفة سلفاً لمصلحة بري وحلفائه في “حزب الله” والتنظيم الناصري والدكتور عبد الرحمن البزري، طلبت الحريري من المرشحين المحسوبين عليها الانسحاب قبل بدء عملية الانتخاب.
غير ان ما يجري اليوم هو ان رئيس الغرفة الحالي محمد حسن صالح، والمرشح الوحيد لرئاسة الغرفة، سعى الى تشكيل لائحة توافقية حظيت بموافقة الرئيس بري والنائبة بهية الحريري، و”حزب الله” ومباركتهم، وذلك على اساس ان يكون المرشحون الشيعة محسوبين أو مقرّبين من “امل” و”حزب الله”، والمرشحون السنّة (3) من “تيّار المستقبل” ومن التنظيم الشعبي (3). غير ان سعد اعترض وطالب بأن تكون حصته اكبر، وهذا الامر رفضه المرشح الوحيد لرئاسة الغرفة.
وشدد صالح لـ”النهار”، على اهمية “التوافق في انتخابات الغرفة خصوصاً في هذه الظروف علما ان النائبة الحريري هي مع التوافق ايضاً. واذا لم نتوصل الى تفاهم مع سعد، ستجري انتخابات في الدورة الثانية”.

