Site icon IMLebanon

الاثنين موعد الحسم؟!

 

 

اذا كان التصعيد على محور الرابية – عين التينة قد يكون تمهيداً لاصلاح الحال قبيل الحوار، فقد توقعت مصادر وزارية لصحيفة “النهار” ان ينعقد مجلس الوزراء الاثنين قبيل الحوار الثلاثي الايام بدءاً من الثلثاء، اذا تهيأت له ظروف النجاح التي تبدو معقدة بعض الشيء في ضوء التصعيد الذي لوّح به العماد ميشال عون أمس مهدداً بمقاطعة الحوار، وقوبل باستياء ورد من عين التينة.

وأبلغت مصادر “تكتل التغيير والاصلاح” “النهار” ان كلام العماد عون جاء رداً على وضع شروط مسبقة عليه، وعلى تسريب سلّة لا علاقة لها بما هو مطروح عليه، ولذلك، إذا كانت جس نبض كان الجواب عنها واضحاً، إلا إذا كانت وسيلة لتحسين شروط التفاوض.

ولاحظت مصادر التكتل أن ما اعلنه عون يتضمّن ثلاث حقائق: لا حوار بعد اليوم، ولا تسوية قبل بت الترقيات العسكرية، ولا تفعيل لعمل الحكومة ولا لمجلس النواب في ظل عدم الشركة الحقيقية وسيكون هناك اصرار على الذهاب الى انتخاب رئيس من الشعب ثم الى انتخابات نيابية ليبدأ بعدها تكوين السلطة.

وعُلم ان مشروع التسوية الذي يجري العمل عليه بدفع من السفيرين الأميركي والسعودي وبموافقة من الرئيس سعد الحريري محصور أصلاً ببندين: تعيين أعضاء المجلس العسكري وترقية ثلاثة عمداء الى رتبة لواء ليصير عددهم ثمانية وفقاً لجدول ملاكات الجيش المنصوص عليه في قانون الدفاع، وليكون هذا المدخل الى اعادة تفعيل عمل الحكومة، بحيث لا يبقى حق الفيتو في يد أي فريق ليعطّل عمل الحكومة ساعة يشاء. وأفادت مصادر “المستقبل” أن الترقيات يعارضها عدد كبير من الوزراء يصل الى نحو تسعة، واقرارها يعني ان أحداً يجب ألا يعطّل عمل الحكومة ولا ان يحتفظ بحق الفيتو، وأن القرارات تتخذ وفق الأصول الدستورية.

وأوضحت هذه المصادر أن الكلام عن تسوية من تسع نقاط لا يعني أنها كلها قد بتت، وأن تعيين المدير العام ومجلس القيادة لقوى الأمن الداخلي ليس مكسباً لـ”المستقبل” في وجه الطرف الآخر، لأن اللواء ابرهيم بصبوص يطالب بأن يتقاعد لأسباب شخصية.

وعلم أن السفيرين الاميركي والسعودي دخلا أيضاً على خط الدفع في اتجاه انقاذ التسوية على طريق انقاذ الحكومة، وشملت الاتصالات الرئيس ميشال سليمان والنائب سامي الجميّل. ونتيجة هذه الاتصالات، إما أن يتفق على ترقية ثلاثة عمداء الى رتبة لواء، شيعي وسني وماروني هو العميد شامل روكز، وإما أن تطير التسوية ككل، ويكرّس التعطيل الحكومي، وتتفاقم حدّة التأزم.

وقالت مصادر الرابية إن القبول بالحل يقوم على أن تكون الترقية للعميد روكز مقرونة بوظيفة، وبإكمال عقد التعيينات للمجلس العسكري ليتسم الحل بالصفة الشمولية. أما اشتراط تغيير آلية العمل الحكومي فغير مقبول، والممكن هو العودة الى التوافق المرن.

في الضفة المقابلة، ذكرت “النهار” من مصادر وزارية ونيابية في 14 آذار أن الموقف الذي صدر عن العماد عون أمس أقفل الافق في الوقت الراهن أمام عمل الحكومة والحوار. وبدا واضحاً لـ”المستقبل” ان ما نشر من أفكار تشي بأن الرئيس بري قريب منها وخصوصاً في ما يتعلق بمجلس قيادة قوى الامن الداخلي وهو أمر يوافق عليه “المستقبل”. لكن المفاجأة جاءت من الرابية عندما أسقط عون هذه الافكار وكأنه يسقط ما اعتبره أفكاراً من “المستقبل”، علما انه، قبل إعلان عون مواقفه، كانت المعلومات تشير الى إمتعاض قائد الجيش العماد جان قهوجي مما يطرح على مستوى المؤسسة العسكرية، ووصل هذا الامتعاض الى حد التهديد بالاستقالة، مما استدعى تحركاً للسفير الاميركي ديفيد هيل في اتجاه اليرزة لتطويق التداعيات.

وفي شأن متصل، سجلت أمس مراجعة في مجلس شورى الدولة تحت الرقم 20 – 519 يطعن فيها العميد في الجيش حميد اسكندر بواسطة المحامي ميشال حنوش في قرار وزير الدفاع سمير مقبل تأجيل تسريح قائد الجيش العماد جان قهوجي. وقد فند كل بند في قرار التمديد، معتبراً انه لا يجوز لقهوجي ان يقترح لنفسه، كما ان القرار لا يتخذ إلا في حالات الحرب والطوارئ.