IMLebanon

الجميل: نعيش انقلاباً أبيض على الدستور!

amine-gemayel-5

 

رأى الرئيس امين الجميل أن المشكلة الأساسية في لبنان هي تداخل البعد الخارجي بالبعد الداخلي، والمؤسف أن البعد الخارجي ينتصر دائماً على البعد الداخلي. وردّ عدم القدرة على انتخاب رئيس للجمهورية إلى التأثير الخارجي على الداخل اللبناني. وشدد على ضرورة إعطاء الأولوية للبعد الداخلي لحل المشكلات، لكن طالما هناك أفرقاء لبنانيون يربطون لبنان بالبعد الخارجي، ستبقى المشكلة قائمة.

وقال “للبنان الحر”: “منذ اتفاق القاهرة عام 1969، التاريخ المشؤوم في تاريخ لبنان، علق الدستور والنظام اللبناني على خشبة، وبدأت الإشكالات. وتورط كل طرف بلبنان، وبالنظام اللبناني، من الفلسطينين إلى السوريين وصولا إلى الايرانيين اليوم”.

الجميل شدد على أنه من المفترض ان يكون “حزب الله” قد اقتنع بعد سنة ونصف على الفراغ، بأن هناك استحالة لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً، وبالتالي هذا يدلّ على ان الهدف ليس انتخاب عون بل هو تعطيل الانتخابات الرئاسية. وأضاف: ” إن “حزب الله” في الوقت الحاضر يمسك بالساحة كلها وهو يملك السلاح ولديه سلطة في مجلس الوزراء وعلى الارض، وبالتالي هو ليس مستعجلا لاجراء انتخابات رئاسية”، لأنه يعتقد ان الامور تتطور لصالحه ويفضل الانتظار ربما يغيّر النظام لصالحه او يجلب رئيسا لصالحه، وإن صح هذا الأمر، فالأكيد لن يكون العماد عون هو الرئيس.

واعتبر الجميل ان حديث السيد حسن نصرالله عن ان الميدان يحدد المسار، امر خطير، ويعني به ان الواقع العسكري يوجّه الامور، وإن كان لا يمارس هذا المنطق على الارض لكنه يستخدمه للضغط السياسي.

وفي هذا الإطار، شدد الرئيس الجميل على أن لبنان لا يحتمل مغامرة بأن يأتي فريق ويسيطر على كل شيء، فـ”الفسيفساء” اللبناني لا يحتمل أن يسيطر فريق معين على مقدرات البلد، وخلال التاريخ حاول البعض القيام بذلك لكن الامور انقلبت ضدهم.

الجميل الذي رفض مقولة ان يتفق المسيحيون على رئيس، لأن رئيس الجمهورية هو رئيس كل لبنان وليس رئيس المسيحيين فقط، قال: “على المجلس النيابي ان يجتمع وإذا لم ينجح اي شخص من الدورة الاولى تتواصل المفاوضات في الدورة الثانية والثالثة للوصول الى رئيس لكن ما يحصل اليوم هو تعطيل الانتخابات الرئاسية”.

وأضاف: “نعيش انقلاباً ابيض على الدستور، فالبنود الدستورية التي كتبها المشرّع لمصلحة حسن تطبيق الدستور وحسن تسيير المؤسسات الوطنية نستعملها للانقلاب على الدستور، فالمشرع لم يكن بذهنه ان هناك من سيعطل النصاب كما هو حاصل حالياً”.

واعتبر أن هناك مسؤولية تقع على المسيحيين لأننا جزء من التعطيل خصوصا ان هناك فريقا مسيحياً يشارك في تعطيل الانتخاب، مؤكدا ان العماد عون لما نجح بتعطيل النصاب لولا حصوله على دعم “حزب الله”.

واكد ان البطريرك بشارة الراعي يقوم بكل ما بوسعه بجمع القيادات وقدّم كل الحجج لتشجيع الاطراف، ونحن تعاونا معه وسهلنا الامور لكن هناك عقدة تتمثّل بعون الذي يصرّ على ترشحه وهناك من يعطيه الضمانات بأن مكانه محفوظ. واضاف “كنا نفضل ان ينزل عون وحزب الله الى مجلس النواب ولتأخذ الحياة الديمقراطية البرلمانية مجراها الطبيعي، وهناك قوة اخرى تعتبر ان انتخاب عون هو انتصار لمحور على اخر ولا احد سيعطي هدية مجانية بهذا الشكل.

وعن التعيينات الامنية، قال: “لا نعادي عون او غيره، والعميد شامل روكز صديق للنائب سامي الجميّل، لكن هناك اصول معينة بالجيش ولا يمكن تغيير هيكلية الجيش من اجل مصلحة سياسية بحتة، وانا احيي العميد روكز واقول انه المنتصر الاكبر بالموضوع لانه لم يقبل بالتسوية، فهو حافظ على كرامته وكرامة الجيش”، واكد ان “الكتائب” لا تتصرف في السياسة ضد احد او بخصومة مع احد بل نتصرف انطلاقا من قناعاتنا وحسنا الوطني، وعلاقاتنا مع الرئيس السابق ميشال سليمان اولا لاننا نحترمه وثانيا لانه رئيس جمهورية سابق واول لقاء تنسيقي حصل في مجلس الوزراء لتنسيق المواقف.

وبشأن ملف النفايات، اعتبر ان خطة وزير الزراعة اكرم شهيب وجيهة، وحزب الكتائب يطالب بعقد جلسة لمجلس الوزراء واقرار هذه الخطة، واذا لم يُطرح هذا الموضوع على طاولة مجلس الوزراء فهذا يعني اننا نميّع الموضوع، ولا يمكن ان ننعي اي شيء، فهناك قوى سياسية مدركة لخطورة الوضع وتعمل على ايجاد حل، داعيا لانشاء لجنة تحقيق برلمانية او لجنة يشكلها رئيس الحكومة او المدعي العام لمعرفة السبب الذي اوصلنا الى ازمة النفايات.

October 28, 2015 10:45 AM