لأن “الاقتصاد اللبناني يتنفس من الرئة العربية والخليجية خصوصا، فإنه من الجيد توجيه الاهتمام الى كيفية تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية بدءاً بإجراء تقويم للمعوقات التي تؤثر على نموها، ثم وضع خطط عملانية حديثة تهدف الى تطويرها ورفعها الى أعلى مستوى”، هذا الكلام للسفير السعودي علي عواض عسيري ترجم الغاية من وراء مبادرة غرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان استحداث مكتب تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية فيها.
افتتح المكتب أمس في حضور عسيري وسفيري الكويت عبد العال القناعي، والإمارات حمد سعيد الشامسي، والقائم بالأعمال بالإنابة في سفارة قطر حمد بن حمد آل ثاني، والقائم بالأعمال في سفارة سلطنة عمان خالد بن علي حردان، وشخصيات ورجال اعمال. واعتبر رئيس الغرفة محمد شقير، ان المكتب هو “تحية من القلب الى دول الخليج العربي وقياداتها وشعبها، التي دعمت لبنان ووقفت الى جانبه في السراء والضراء. ولولا احتضان دول الخيلج لعدد كبير من اللبنانيين والتحويلات التي يرسلونها الى بلدهم وعائلاتهم، لكنا في أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية”.
وشكل “الحشد” الخليجي الذي شهدته الغرفة مناسبة لرئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار لأن يحملهم رسالة الى الدول التي يمثلونها: “أوصيكم بكل محبة أن تنقلوا ما تحملونه من مودّة ومحبة للبنان وعن لبنان إلى دولكم، وأن تنقلوا مشكورين رسالتنا، بأن أهل الخليج هم أهلنا، وشراكتنا معهم شراكة مصيرية مبنيّة على الثقة الغالية التي نعتز بها ونحافظ عليها برموش العيون”.
وجاء الرد الخليجي على لسان السفير القناعي الذي أكد “ان علاقاتنا أصيلة ومتجذرة، وهي ليست مصيرية بل أبدية. اؤكد انها ستستمر في هذا المستوى على رغم كل الظروف، لأن الإرادة موجودة والقرار موجود للاستمرار في هذه العلاقات الاخوية سواء على المستوى الرسمي أو على مستوى القطاع الخاص الذي يشكل رافعة اساسية لتدعيم العمل الحكومي بين دولنا”. وأكد ان “الاستثمارات ستستمر والتعاون التجاري سيستمر وروح المحبة والاخوّة ستتمكن من تجاوز ما استجدّ من مصاعب بسبب ما يمر به بعض الدول العربية لناحية نقل البضائع او إيصال المنتجات اللبنانية الى الخليج”.
وفي الختام، نصيحة سعودية لاستكمال الحوار بين الاطراف السياسيين، إذ قال عسيري “تعلمون ان تثبيت الوضع السياسي يبدأ بمواصلة الحوار بنيات طيبة، وبتمكين الحكومة من الاستمرار في أداء واجبها الوطني وبالتوصل الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لتستقيم هيكلية الدولة ويفعّل عمل المؤسسات ودورها، وتعود ثقة المجتمع الدولي بلبنان”.

