Site icon IMLebanon

اجتماع ثلاثي “مصيري” لأزمة النفايات!

 

أبلغ زوار رئيس الوزراء تمام سلام صحيفة “النهار” أنه بعد الاتصالات واللقاءات التي عقدت الجمعة لمعالجة ملف النفايات أحرز تقدم جيد وعملاني يسمح بالقول إن اختيار المطامر بات نهائياً ولكن تبقى هناك التفاصيل المالية التي ستواكب عملية الاختيار. وتقرّر لهذه الغاية عقد اجتماع اليوم في السرايا برئاسة الرئيس سلام يشارك فيه وزير الزراعة أكرم شهيّب ووزير المال للبحث في الأمور الاجرائية والمالية والتشجيعية وفي ضوء النتائج ستوجه الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء الاثنين. وعلم ان الاجتماع سيتناول تفصيلاً الجانب المالي من الخطة من أجل تحديد الكلفة اذ ان هناك تقديرات أولية للكلفة بعد التعديلات التي ادخلت عليها ولا بد من اعادة تحديدها لوضعها في تصرف الوزراء قبيل انعقاد جلسة مجلسهم قبل ظهر الاثنين.

وفي سياق متصل تساءلت مصادر وزارية عبر “النهار” عما قيل عن شؤون مالية في خطة النفايات وهل يعني ذلك أن أموالاً سترصد من جديد على غرار الـ200 مليون دولار لعكار والبقاع؟

ونقل زوار رئيس الحكومة تمام سلام لصحيفة ”المستقبل” تفاؤله بقرب تنفيذ خطة معالجة الأزمة لكنه لا يزال يفضّل “ما يقول فول تيصير بالمكيول”، في حين رجحت أوساطه لـ”المستقبل” انعقاد مجلس الوزراء بعد غد الاثنين لبت الأطر التنفيذية للخطة في جلسة ستكون مخصصة فقط لملف النفايات. واليوم يعقد سلام اجتماعاً في السرايا الحكومية مع الوزراء المعنيين بمشاركة مجلس الإنماء والإعمار لوضع “اللمسات الأخيرة” على التفاصيل ذات الصلة بجلسة الاثنين لناحية تحضير وتحديد ماهية المراسيم اللازمة في إطار إقرار وقوننة عملية تنفيذ خطة معالجة الأزمة.

وبينما تؤكد مصادر اللجنة المختصة لـ”المستقبل” أنّ عمليات نقل وطمر النفايات في المواقع المحددة والمُدرجة في الخطة “ستنطلق اعتباراً من مساء الاثنين في حال إقرار الخطة في مجلس الوزراء في اليوم نفسه”، أفادت معلومات موثوقة “المستقبل” أنّ موقع “كوستابرافا” أدرج مساء أمس على خارطة المطامر القابلة للاعتماد لا سيما في ضوء تبلّغ الجهات المعنية أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله” يبحثان في إمكانية استخدامه بدلاً من موقع الكفور في الجنوب أو أن يتم استخدام الموقعين سوياً في مقابل اعتماد مطمر سرار في عكار. على أن يتلقى رئيس الحكومة والوزير أكرم شهيب الجواب النهائي في هذا الصدد اليوم.

وكشفت “المستقبل” في ما يتّصل بالاستعدادات المناطقية لإقرار وتطبيق الخطة، أنّ اجتماعاً موسعاً سيُعقد اليوم في بلدة منيارة في عكار بحضور نواب المنطقة وكافة رؤساء بلدياتها ومخاتيرها لمناقشة موضوع مطمر سرار واتخاذ موقف حياله.

في الغضون، تتجه أزمة نفايات مناطق كسروان والمتن إلى الحل بعد قبول الأطراف السياسية المعنية بطمرها في الموقعين اللذين سيُستخدمان لطمر نفايات العاصمة والمناطق الأخرى، تسهيلاً لتطبيق الحل الوطني المنشود وإيذاناً بانطلاق عملية تنفيذ المرحلة الانتقالية لمعالجة الأزمة.

وكتبت صحيفة “الأخبار”: ارتفع منسوب التفاؤل في الوسط السياسي مع الإعلان عن التوصّل إلى “شبه اتفاق” على حلّ أزمة النفايات، بعد زيارة وزيري الصناعة والمالية حسين الحاج حسن وعلي حسن خليل السرايا الحكومية، وإبلاغهما رئيس الحكومة تمام سلام مكان المطمر الثاني المحتمل الذي تكفّل الرئيس نبيه بري تأمينه، إلى جانب مطمر سرار في عكّار.

ومع أن نغمة “مطمر لكلّ طائفة” التي استمرت طوال الفترة الماضية، ومع أن البحث عن مطامر في المناطق إلى جانب مطمر سرار مردّه إلى سعي بعض القوى السياسية لـ”مذهبة” ملفّ النفايات بالبحث عن مطامر للطوائف في مقابل مطمر سرار “السنّي”، ولا سيّما احراج حزب الله بمطمر “شيعي” في مناطق بيئته الحاضنة، إلّا أن الاكتفاء بمطمر ثانٍ فحسب، أعطى طابعاً مناطقياً أكثر منه طائفياً، في توزّع نفايات اللبنانيين على مطمرين، وخصوصاً أن نفايات اللبنانيين، سنّة وشيعة ومسيحيين ودروزاً وأقليات و”كُفّاراً”… قد تختلط! من دون الحاجة إلى فحص طائفة كلّ “كيس زبالة” قبل ترحيله إلى الطمر!

وبحسب مصدر وزاري في قوى 8 آذار، فإنّ “من المخجل الحديث بهذه اللهجة في ملفّ النفايات، والذين يحاولون تطييف الأزمة ومذهبتها معروفون ومعروفة غاياتهم”. وأضافت المصادر أن “حزب الله وحركة أمل لا يقبلان هذا المنطق، هل نقسّم البلد بالنفايات”؟ ولا تزال مصادر حزب الله وحركة أمل تتكتم على الإعلان عن مكان المطمر الجديد خشية عرقلة الخطة. وأكّد خليل مساءً أن كل ما قيل عن الأماكن المحتملة للمطمر غير صحيح، لكنّه أكّد لصحيفة ”الأخبار” أن “المطمر المقترح هو لنفايات اللبنانيين من كل الطوائف، كما أن مطمر سرار هو لنفايات اللبنانيين من كل الطوائف، والحديث بهذا المنطق معيب”. بدوره، رفض وزير الزراعة أكرم شهيّب الإفصاح عن مكان المطمر للهواجس نفسها. وعلى الرغم من جرعات التفاؤل، رفض شهيّب في اتصال مع “الأخبار” أن يبدي تفاؤلاً كبيراً على قاعدة “ما تقول فول ليصير بالمكيول”، لكنّه أكّد أن “خطوات كبيرة قد قطعت”.

وأكّد أكثر من مصدر وزاري أن الإعداد لجلسة للحكومة الأسبوع المقبل لمناقشة ملفّ النفايات جارٍ على قدمٍ وساق، وأن اجتماع اليوم في السرايا الحكومية بين سلام والوزير أكرم شهيب وخليل سيضع الإطار العام للجلسة، التي “من المفترض أن تعطي خطة شهيّب الدعم الكافي للبدء بتطبيقها لرفع النفايات من الشوارع وبدء العمل في المطمرين، وتمنح سلام الغطاء السياسي الذي كان يطالب به”.

وكشفت صحيفة “الجمهورية” انّ اجتماعاً يعقد اليوم في السراي الحكومي بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الزراعة اكرم شهيّب ووزير المال علي حسن خليل ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر وبعض المعنيين بخطة النفايات لوَضع اللمسات الاخيرة على الاجراءات الواجب اتخاذها لتنفيذها، على ان يدعو سلام الى جلسة لمجلس الوزراء مطلع الاسبوع المقبل.

وبعدما كَثر الحديث عن تدخّل البطريركية المارونية على خطّ أزمة النفايات، وإعطاء إحدى قطع الأرض التي تعود ملكيتها للرهبنة المارونية في كسروان من أجل تأمين مطمر صحي للنفايات لمنطقتي المتن وكسروان لتسهيل تنفيذ الخطّة، أكدت مصادر بكركي لصحيفة ”الجمهورية” أنّ “هذا الأمر غير وارد حالياً، والبطريركيّة المارونية والرهبانيات تترك هذا الملفّ للأحزاب المسيحية التي تفاوض على خطة النفايات في كل لبنان”.

وإذا تعثّرت الأمور، تتدخل بكركي من اجل تسهيل الحلّ مثلما تدخلت في قضية الحوض الرابع، لأنه من غير الجائز ترك النفايات في الشوارع وامام المنازل، أو الذهاب الى محاصصات ومناقصات في ملف النفايات تزيد الهدر والفساد مثلما كان يحصل سابقاً”.

وتحفّظت مصادر وزارية على الاندفاع الأقصى في موجة التفاؤل في ملف النفايات التي برزت مع حلول مساء أمس، معتبرة لصحيفة “اللواء” أن اللقاء الذي سيعقد صباح اليوم بين الرئيس تمام سلام وكل من الوزيرين اكرم شهيّب وعلي حسن خليل له الكلمة الفصل في تثبيت أجواء التفاؤل، أو أن التفاصيل قد تحمل عقبات جديدة، خاصة في الجانب الإجرائي، في ضوء إصرار بعض جماعات الحراك المدني على اعتراض شاحنات “سوكلين” من نقل النفايات سواء إلى “سرار” في عكار أو الكفور في النبطية، وبعدما طرحت فكرة مؤازرة القوى الأمنية، أي استخدام القوة لفتح الطريق أمام الشاحنات، وهو أمر لا يحبّذه الرئيس تمام سلام أو وزير الداخلية نهاد المشنوق، معتبرين أن البديل هو تكثيف الاتصالات لإقناع المواطنين بالتعاون لتسهيل تنفيذ الخطة.

وأكدت مصادر الرئيس سلام لـ”للواء” ان الاجواء باتت ايجابية بعد ان ذللت العقد، وان الاجتماع الذي سيعقد عند العاشرة من صباح اليوم برئاسة سلام وحضور شهيب وخليل سيخصص لتحضير الجوانب الاجرائية لتنفيذ الخطة تمهيدا لطرحها في نسختها النهائية بشكل كامل على طاولة مجلس الوزراء التي من المتوقع عقدها مطلع الاسبوع المقبل.

واشارت المصادر الى ان الرئيس سلام بات مرتاحا بعد نجاح الاتصالات التي جرت في ربع الساعة الاخيرة والتي افضت الى تفهم الجميع لدقة المرحلة وضرورة تكاتف كل القوى السياسية من اجل انهاء هذا الملف الشائك والمعقد، املا بانهائه في اقرب وقت ممكن.

ولفتت الى ان الخطة التي ستنفذ هي الخطة الموضوعة في الاساس من دون اي تعديلات حيث سيكون هناك مطمر في الجنوب اضافة الى مطمر سرار في عكار على ان يفتح مطمر الناعمة لسبعة ايام كما كان متفقاً.

وعن امكانية ان يطرح رئيس الحكومة موضوع رواتب العسكريين على الجلسة أشارت المصادر انه من المنطق طرحه خصوصا انه موضوع ملح ولكن الجلسة التي سيدعو اليها سلام اليوم مخصصة للنفايات والامر يرجع لرئيس الحكومة.

وأكد الوزير علي حسن خليل في حديث لصحيفة ”اللواء” الاقتراب من الوصول إلى حل لأزمة النفايات، وأننا “أصبحنا على الطريق الصحيح”.