IMLebanon

انقسام لبناني حيال “فيينا السوري”…بري مرتاح: تحققت معادلتي

 

nabih-berri

 

كتب رضوان عقيل في صحيفة “النهار”:

عند انعقاد مؤتمر فيينا الاسبوع الفائت تحت مظلة الولايات المتحدة وروسيا ومشاركة أكثر من وزير خارجية دولة معنية بالملف السوري ومن بينهم الوزير جبران باسيل، انطلقت عاصفة تحذيرية في وجه الرجل من وزراء حزب الكتائب وقوى أخرى في قوى 14 آذار اضافة الى الحزب التقدمي الاشتراكي، ولم يأخذ الموضوع حيزاً كبيراً من السجال بسبب الضجة حول الخلافات الأخرى، فأزمة النفايات وقضية رواتب العسكريين وإمكانية حصول “معجزة” التئام الجلسة النيابية التشريعية كانت ولا تزال تخيم على المشهد الداخلي.

وتحيل أوساط قيادية في 14 آذار، إثارة هذا التحذير حيال باسيل الى رغبة في الحؤول دون اتخاذ خطوات أو اطلاق مواقف لا تعبر عن حقيقة مجلس الوزراء، ولا سيما أن باسيل درج على عدم التنسيق في السياسة الخارجية مع الرئيس تمام سلام، ولذلك صدرت المواقف الاستباقية قبل أن يقدم الوزير على أمر ما. وثمة من يرى أن سلام “يتساهل” مع باسيل ولا يفرض عليه التنسيق معه قبل أن يصدر أي موقف عن وزارة الخارجية، الا أن مؤيدين لباسيل، وليسوا من فريقه السياسي يرون أنه يقوم بواجباته ونجح في الجلوس الى جانب “الكبار” وحمل معه ملف اللاجئين السوريين، وأن مجرد وجوده في فيينا وطرحه هذا الملف الضاغط على لبنان يشكل ربط نزاع مفتوحاً وعلى الدول المعنية ألا تتجاوز الموقف اللبناني في ما يرسم لمستقبل سوريا.

ويبقى في الشكل أن أكثرية القوى تجمع على أهمية حضور لبنان هذا المؤتمر واحتلاله مقعداً رئيسياً وسط الطاولة، علماً أن جهات أخرى مثل حزب “القوات اللبنانية” لا ترى أي تأثير للبنان – ليس انتقاصاً من شخص باسيل – في مثل هذه اللقاءات، باعتبار أن مفاتيح الأزمة السورية والحرب الدائرة مربوطة بأيدي الدول الكبرى.

ولرئيس مجلس النواب نبيه بري نظرية لبنانية أخرى حيال مؤتمر فيينا اذ يصفه في دردشة مع “النهار” بأنه “خطوة متقدمة ولا بد من الاستفادة منها” في التوصل الى حل سياسي في سوريا يساهم في إطفاء النار المشتعلة على خريطتها.

ويكشف بري أنه كان في مقدم سياسيي لبنان والمنطقة بدعوته قبل خمسة أشهر في لقاءاته الديبلوماسية الى التئام هذا النوع من المؤتمرات، وكان قد بدأها مع شخصيات أوروبية وأميركية ولاسيما مع الالمان لتحقيق معادلته، وآخر شخصية تناول معها الموضوع، كان الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس في بوخارست، الناشط على مستوى الاتحاد الاوروبي. ولذلك جاءت دعوته المتكررة الى تطبيق طبعة ثانية من الـ5 + 1 (النووية الايرانية) لتجمع اليوم أميركا، روسيا، الاتحاد الاوروبي، ايران، السعودية وتركيا. تضاف اليها مصر، نظراً الى ما يمثله موقعها الجيو – سياسي والعلاقات التي تربطها بالرياض ودمشق في آن واحد.

ويكتفي بري بهذا الموقف حيال مؤتمر فيينا، الذي فسره اللبنانيون كل على طريقته وميوله السياسية، حيال الرئيس بشار الاسد. وعلى خط آخر ورئيسي يمثله “حزب الله”، فانه تلقى بـ”ايجابية” حصيلة الجولة الاولى من اجتماع فيينا وضرورة التوصل الى حل سياسي ومكافحة الارهاب واجراء انتخابات والحفاظ على وحدة التراب السوري والاجماع على عدم تقسيمها، وهذا كله يشكل مكسباً للرئيس الأسد والحلقة التي تتحالف معه. وعلى الرغم من هذا التحليل يعرف الحزب سلفاً أن الحل والربط في الموضوع السوري يتعلق بالاميركيين والروس والسعوديين والايرانيين، ومن دون ان يقلل من حضور الاوروبيين وبلدان الجوار في المؤتمر، وان دعوة ايران لم تأت من باب الواجبات الديبلوماسية وانما فرضت نفسها أكثر بعد الاتفاق النووي، ولم تستطع الرياض ابعادها من مشهد فيينا ولم تعد معزولة.

وثمة نقطة يتوقف عندها “حزب الله” هي ان الدماء التي “سكبها” مقاتلوه في الحرب السورية ساهمت في جملة العناصر التي أوصلت الى مؤتمر فيينا، وان الروس ردوا على القائلين بأنهم وقعوا في مستنقع، بينما هم في الحقيقة يلازمون العملية العسكرية والسياسية معاً.

ويلاحظ الحزب انها المرة الاولى في خضم العملية العسكرية التي يواكبها الروس في سوريا تنطلق الاتصالات السياسية بغية تحقيق نتائج ايجابية في فيينا في الاجتماعات اللاحقة.