ميليسا لوكية
يشكو أحد سائقي سيارات الأجرة في بيروت لركابه من تفشي ظاهرة جديدة في أوساط وسائل النقل العام تتمثل في استعمال سيارتين بالمواصفات عينها مع رقم اللوحة عينه، ولكن بدفتر واحد أو نسخة عنه. بهذا، يصبح لبنان ملجأ للمخالفات بكلّ أنواعها وأشكالها، فيفيد أصحاب الدفتر الواحد والسيارة الواحدة من سيارة أخرى أو أكثر مجاناً، على أن تكون مطابقة لمواصفات الأولى.
“يتوجّه عدد من سائقي سيارات الأجرة في الآونة الأخيرة إلى مصلحة تسجيل السيارات “النافعة” بذريعة أنّهم أضاعوا دفاترهم، فيحصلون على آخر شرط أن يتعهّدوا إعادته فور العثور على الدفتر المفقود”، وفق أحد سائقي سيارات الأجرة في بيروت.
ويروي هذا السائق لـ”النهار” أنَّ من يقوم بخطوة مماثلة يشتري سيارات جديدة بالمواصفات نفسها، وتالياً يصبّ لوحة مطابقة، ما يعطيه فرصة للعمل بسيارتين متشابهتين ولكن بدفتر واحد! ويرى أنَّ “التعرّف إلى هذه المخالفة صعب جداً نظراً إلى التطابق في ما بين السيارتين”، مؤكّداً أنَّ هذه القصة باتت معروفة من معظم السائقين، وقد لاحظها عندما كان يمر عبر أحد حواجز الدرك، فرأى سيارتين متوقفتين بالمواصفات نفسها، مشدّداً في الوقت عينه أنَّ مرور السيارتين “المخالفتين” في الوقت عينه لا يحصل إلا نادراً.
من جهته، اكد نقيب أصحاب السيارات العمومية بسّام طليس في اتصال مع “النهار”، أنَّ الحصول على دفتر بدل عن ضائع من مصلحة تسجيل السيارات ليس أمراً بهذه السهولة، إذ ثمة اجراءات يُفترض اتباعها في هذا السياق، مشيرا الى أنَّ هؤلاء السائقين ينسخون دفاترهم بطبعة ملونة ويعملون على هذا الأساس بسيارات مطابقة للسيارة الاساسية. وفي حين لا تقتصر هذه المخالفات على اللبنانيين، بل تتعدّاهم لتشمل سائقين من جنسيات أخرى، وجّهت النقابة كتابا إلى وزارة الداخلية والبلديات وقوى الأمن الداخلي تطالبها فيه بوضع حدّ لهذه المخالفات التي يتعدّى عددها العشرات، لكن لا تجاوب ولا إجابة، وفق طليس.
وتعمل هيئة إدارة السير حاليا على مشروع يُمكن إختصاره باللوحات الذكية التي تحمل شيفرة خاصة، بطريقة يصبح فيها من الصعب إصدار أكثر من لوحة تحمل الرقم عينه. ويهدف المشروع إلى ضمان سلامة المواطنين عموماً والحد من المخالفات والتحايل على القوانين.
وقالت رئيسة هيئة إدارة السير المديرة العامة هدى سلّوم لـ”النهار”، إنَّ الهيئة أطلقت مناقصة قبل نحو سنة تقريباً لتنفيذ هذا المشروع وفازت شركة محلية بها. ومن المفترض أن ينجز المشروع في غضون 6 أشهر، لكن المشكلة تكمن في الحصول على هذه اللوحات، اذ قد يستغرق هذا الامر جهدا ووقتاً. واشارت الى أنَّ عناصر قوى الأمن الداخلي سيتولون ضبط السائقين الذين يستخدمون أكثر من سيارة متشابهة ومزودة بلوحة تحمل الارقام نفسها.
