استبعدت مصادر مواكبة لزيارة رئيس الحكومة تمام سلام الى باريس ان يجتمع سلام مع الرئيس فرنسوا هولاند بسبب انشغالات الاخير بعد الضربة الارهابية الموجعة التي سددها تنظيم “داعش” في قلب العاصمة الفرنسية،الا انه سيلتقي حكما رؤساء آخرين ومسؤولين فرنسيين وغربيين من بينهم رئيس وزراء كندا الذي تطرح بلاده استضافة نحو 12 الف لاجئ سوري من الموجودين في لبنان راهنا.
المصادر قالت لـ”المركزية”: “لن تخلو الزيارة من اثارة ملف هبة الثلاثة مليارات السعودية للجيش اللبناني التي طرأ عليها بعض التأخير في مواعيد التسليم نتيجة انهماك فرنسا في تصنيع بعض الاسلحة التي طلبتها المملكة سريعا وادخال الجانب اللبناني تعديلات على لائحة السلاح المطلوب بعدما حصل على جزء منها من المساعدات العسكرية التي تصله من دول اخرى من بينها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والاردن وغيرها.
وإستغربت المصادر الى الضجة الاعلامية التي تثار بين الحين والاخر حول الهبة لتؤكد ان لا عرقلة بل مجرد تأخير للاسباب المشار اليها اعلاه مضاف اليها الهم الفرنسي المستجد لمواجهة الارهاب الذي يركز كل الجهود الامنية والعسكرية على مكافحته. وتكشف لـ”المركزية” ان وفدا عسكريا لبنانيا سيزور الاسبوع المقبل المملكة العربية السعودية في اطار التنسيق في ما يتصل بالهبة بعدما زار وفد آخر باريس منذ نحو اسبوعين لادخال التعديلات على قائمة السلاح المطلوب.
واعتبرت ان الصفقة لا يمكن ان تتوقف بعدما ابرمت الاتفاقية ورصدت الاموال لها فهي ليست اتفاقية بين شركتين او مؤسستين تجاريتين بل بين ثلاث دول لها تاريخ في المصداقية والالتزام بالتعهدات والعقود المبرمة، مدرجة ما يثار اعلاميا في خانة الضجيج المتعمد والغبار الذي سينجلي بعدما تصل المساعدات ولئن تاخرت لكنها آتية لا محالة.
ونقلت المصادر عن سلام تأكيده، ان الدبلوماسيين الذين يلتقيهم تباعا لا ينفكون يؤكدون الحرص الدولي الشامل والكامل على الاستقرار في لبنان وعدم السماح بتعريضه للانهيار بمن فيهم سفراء الدول المتنازعة اقليميا لا سيما السعودية وايران وحتى السفير السوري، فالكل مهتم باستقرار لبنان لان اي انهيار على المستوى الامني لن يقتصر على الداخل فحسب، بل سيصيب دول المنطقة بشظاياه . ولكن ودائما بحسب الرئيس سلام الحصانة الدولية لا تلغي مسؤوليتنا في تحصين وضعنا السياسي وتركيز كل جهودنا في سبيل وضع حد للفراغ الرئاسي واعادة تفعيل المؤسسات الدستورية لتبقى لنا دولة تسهر على امنها وتؤمن لاجهزتها العسكرية والامنية المناعة الكافية لمواجهة الخطر الارهابي.