Site icon IMLebanon

الرابية… ستبقى صامتة!

كتبت ألين فرح في صحيفة “النهار”:

ما زالت مفاعيل لقاء الحريري – فرنجية الباريسي في صدارة الاهتمامات والتداولات. يبدو الى الآن، وفي خلاصة هذه الأيام “الرئاسية” أنه ما من شيء جديد. الرابية، باقية على صمتها، ولن يُستدرج “عمادها” الى أي موقف ما دام أحد لم يعلمه، بمن في ذلك المعني مباشرة، أي فرنجية، بترشحه لرئاسة الجمهورية، وما دام أي معطى رئاسي لم يتغير، أي ان حليف “التيار الوطني الحر” سليمان فرنجية لم يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية ولا يزال يرشح العماد عون. وبالتالي، مهما كثرت التأويلات، لن يكون لعون أي موقف قبل أن يستقرّ الأمر على معطى ما، علماً أنه لم يتعامل سلباً ولا ايجاباً مع الموضوع، اذ انه غالباً ما كان عون يتخذ موقفاً من الحدث وليس من الخبر.

منذ ما قبل “الطبخة” الرئاسية، ثمة ثابتة أو موقف مبدئي في الرابية، وهو قانون انتخاب يعتمد النسبية ويؤمن المناصفة الفعلية والحقيقية، وانتخابات نيابية تعيد تكوين السلطة وتسبق الانتخابات الرئاسية، ثم حكومة جديدة. اذاً النسبية في قانون انتخاب عادل ومنصف من المرتكزات الاساسية في الرابية، ومن الواضح أن أعضاء مؤسسين آخرين لـ”تكتل التغيير والاصلاح” يشاركونه الرأي، بدليل ما نادى به النائب طلال ارسلان في مؤتمره الصحافي أول من أمس لجهة اعتماد النسبية حكماً في قانون الانتخاب مع رفض كلي للأكثري والمختلط، وهو، أي ارسلان، أقرب الحلفاء الى فرنجية. فالنسبية في قانون الانتخاب تعتبر المرتكز في السلة المتكاملة، التي تكلم عليها الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، وأعطاها مساحة كبيرة في النقاش وربطها بإعادة تكوين السلطة، كما تطرق الى الرئاسة والحكومة وشكلها ورئاستها. لذا تعتبر مصادر أن الطرح الرئاسي على فرنجية جدي، لكن ثمة الكثير للاتفاق عليه، اذ ان مفهوم السلة المتكاملة لم يتبلور بعد، ومن المبكر الجزم بخواتيم سعيدة لإنهاء الشغور في رئاسة الجمهورية.

في رأي فريق 8 آذار ان تسريب الخبر بهذه الطريقة، وخصوصاً من فريق “المستقبل”، هدفه ضرب تعددية الصف الواحد. وفي نظر الرابية تحديداً، واهم من يحلو له أن يعتقد أنه يدق اسفيناً بينها وبين حلفائها، ولا أحداً يمكنه أن يحشر أحد في الفريق الواحد مهما كثر الطباخون. ويقول أحد سياسي 8 آذار أن أبرز رد على ذلك هو ان بيان كتلة “الوفاء للمقاومة” من 3 صفحات، كان مدروساً ولم يتضمن ولو ايحاء في الموضوع الرئاسي. كما ان فرنجية كان ذكياً في تصريحه بعد جلسة الحوار عندما قال ان العرض الرئاسي جدي لكنه في انتظار العرض الرسمي، وعندما يأتي الرسمي يبنى على الشيء مقتضاه، كما انه أعطى اشارات واضحة على ضرورة التفاهم والتنسيق الكامل بين مكونات فريق 8 آذار.

مع ذلك، ثمة أسئلة تطرح في كواليس 8 آذار منها: ما تفسير ما يقال عن موافقة سعودية على التسوية، وفي وقت متزامن تضع المملكة العربية السعودية 12 شخصية من “حزب الله” على لائحة الارهاب؟ وماذا يشتمّ من موقف وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي قال ان الرئيس الأسد لن يكون جزءاً من مستقبل سوريا؟ فهل هي مقدمة لشدّ حبال ثم تنازلات رئاسية على أساس السلة المتكاملة؟ فلننتظر ونرَ.