Site icon IMLebanon

هكذا ساهم وليد جنبلاط في التمديد لإميل لحود! (بقلم طوني أبي نجم)

كتب طوني أبي نجم

لم يتّسع صدر النائب وليد جنبلاط لانتقاد سياسي من موقعنا (IMLebanon). لم نكن في وارد إعطاء دروس في التاريخ، معاذ الله، فأين نحن من “بيك المختارة” الذي يقرأ التاريخ جيداً ويعرف الكثير من الخبايا والتفاصيل التاريخية، وخصوصاً أنه عايش مرحلة طويلة من التاريخ اللبناني كزعيم، وكابن بيت سياسي عريق من عراقة جبل لبنان، وكوريث قصر المختارة الذي يختزن تاريخاً من تاريخ لبنان.

ولكن أن لا يتقبّل زعيم المختارة أي انتقاد سياسي، فهذا ما يثير الريبة في رئيس حزب يُفترض أنه اشتراكي وبالتالي ديمقراطي، وخصوصاً حين يردّ وليد جنبلاط عبر “تويتر” على نقطة واحدة من أصل نقاط عديدة أثارتها حلقة برنامج “كلام بمحلو”، وحين تسارع جريدة “الأنباء” الالكترونية التابعة للحزب التقدمي الاشتراكي للرد على النقطة نفسها.

في “كلام بمحلو” قلنا في ختام الحلقة حرفيا ونحن نتوجّه الى جنبلاط: “ويمكن البداية بتكون منيحة عبر إنعاش شامل للذاكرة بلا ما تقفّي منّا تاريخ 2 أيلول 2004، تاريخ فرض التمديد لإميل لحود يللي أنت شاركت فيه، ويللي كانت إحدى نتايجو 14 شباط الـ2005… وصحيح بوقتا استشهد الرئيس رفيق الحريري، بس كانت بداية نهاية النظام السوري عبر انسحابو من لبنان. مش دايما محاولات الفرض بتظبط يا وليد بيك، وإنعاش الذاكرة ضروري تا تضل النصايح بمحلا“! (لمشاهدة الحلقة إضغط هنا)

إذا قلنا إن جنبلاط ساهم في التمديد ولم نقل إنه صوّت لمصلحة التمديد، وثمة فارق شاسع بين الأمرين. فصحيح أن وليد جنبلاط كان من ضمن “لائحة الشرف” للنواب الـ29 الذين صوّتوا ضد التمديد لإميل لحود، لكن الصحيح أيضاً أن جنبلاط نفسه، وبحسب شهادته أمام المحكمة الدولية كما كل مقابلاته حول هذا الموضوع  تحديداً، أصرّ على الرئيس الشهيد رفيق الحريري أن يصوّت وكتلته مع التمديد تفادياً للأسوأ (اغتيال الحريري الذي حصل لاحقاً في 14 شباط 2005). والجميع يعرف أن الحريري لو صوّت وكتلته ضدّ التمديد للحود لكان سقط مشروع تعديل الدستور للتمديد والذي كان يتطلّب أكثرية الثلثين في مجلس النواب. والسؤال الكبير هنا: ألا يكون وليد جنبلاط ساهم في التمديد لإميل لحود عبر إقناع الحريري بالتصويت مع التمديد؟ وهل يكفي أن يكون صوّت وكتلته ضدّ التمديد؟

طبعاً لا، جنبلاط ساهم في التمديد لإميل لحود من دون أن يتمكن تصويت الحريري لمصلحة التمديد من تأمين الحماية له، فتمّ اغتياله في 14 شباط. ولو خُيّر الرئيس الشهيد رفيق الحريري بين أن يستشهد بعد أن صوّت بـ”نعم” للتمديد أو أن يستشهد بعد أن يكون صوّت بـ”لا” وأسقط التمديد للحود، لكان يقيناً اختار الخيار الثاني.

بالمناسبة، ومن المفارقات المذهلة أن وليد بيك جنبلاط لم يجبنا على كل النقاط الأخرى التي أثرناها في حلقة “كلام بمحلو”، بدءًا من دعم حليف بشار الأسد ليصل الى رئاسة الجمهورية في لبنان، بشار الأسد نجل حافظ الأسد الذي اغتال كمال جنبلاط، مروراً بصداقته المتجددة مع جميل السيّد الذي قال في تحليله في سيارة ميشال سماحة العائد بمتفجرات علي المملوك من دمشق، إن وليد جنبلاط يجب أن يُقتل… وغيرها من النقاط، وذلك فقط توضيحاً لعِبَر التاريخ وما يجب أن نتعظ منه جميعاً!