Site icon IMLebanon

جينبينغ بدأ جولة افريقية في زيمبابوي على خلفية تباطؤ استثمارات الصين

chinapresidentzimbabwe

وصل الرئيس الصيني شي جينبينغ الثلاثاء الى زيمبابوي في مستهل جولة افريقية تستمر خمسة ايام في وقت تخشى الحكومات الافريقية عواقب تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني.
وهذه الزيارة من الزيارات الرسمية النادرة لرئيس دولة الى هذا البلد الذي غالبا ما يندد به الغرب بسبب انتهاكاته لحقوق الانسان.
وكان في استقبال شي جينبينغ في المطار رئيس زيمبابوي روبرت موغابي (91 عاما) الذي يحكم البلاد منذ الاستقلال عام 1980 وكذلك مئات الاطفال الذين حملوا اعلام البلدين على طول طرقات هراري.
وهي اول زيارة لرئيس صيني الى زيمبابوي منذ 1996 والشخصية الابرز التي تزور البلاد منذ عدة سنوات. ويقيم موغابي علاقات جيدة مع الصين منذ استقلال بلاده.
وموغابي المتهم بانتظام بانتهاك حقوق الانسان عبر قمع معارضيه بالقوة، نال في تشرين الاول/اكتوبر جائزة كونفوشيوس التي تعتبر في الصين بانها تعادل جائزة نوبل.
وقبل المشاركة في مأدبة تقام على شرفه، سيجتمع الرئيسان لبحث الاستثمارات المستقبلية الصينية.
وتعتبر الصين منذ 2009 الشريك الاول لافريقيا وهي تضاعف الاستثمارات في هذه القارة وتستورد منها المواد الاولية لتلبية حاجات نموها الهائلة.
وقال وزير مالية زيمبابوي باتريك شيناماسا الثلاثاء “لدينا اكثر من مئة شركة صينية تستثمر في زيمبابوي وهناك الكثير من المصالح في كل قطاعات الاقتصاد من جانب مستثمرين صينيين”.
واضاف ان “هذه الزيارات تعطي ضمانات للمستثمرين الصينيين حول واقع ان زيمبابوي هي وجهة آمنة للاستثمارات”.
وبعد زيمبابوي يتوجه شي جينبينغ الثلاثاء الى جوهانسبورغ حيث سيلتقي الرئيس جاكوب زوما على ان يشارك الجمعة والسبت الى جانب رؤساء دول افارقة في المنتدى السادس للتعاون الصيني الافريقي.
وتعقد هذه القمة في وقت سجلت الاستثمارات الصينية في افريقيا تراجعا بنسبة 40% في النصف الاول من العام 2015، جاء بعد انخفاض كبير في طلب العملاق الاسيوي على المواد الاولية.
وقد شكلت المشاريع الصينية في هراري احد الدعائم الكبرى لاقتصاد عانى في السنوات الـ15 الاخيرة من عواقب الاصلاحات التي اقرها الرئيس روبرت موغابي، ومنها الاصلاح الزراعي الذي شكل ضربة لقطاع اساسي في اقتصاد هذا البلد.
وقال جوي بيما سكرتير الدولة لدى وزارة خارجية زيمبابوي في مقابلة اجرتها معه صحيفة هيرالد المؤيدة للحكومة “سيتم توقيع اتفاقات وعلى الاخص في قطاعات الزراعة والمواصلات والبنى التحتية”.
واضاف ان “العديد من رؤساء الشركات الصينيين سيلتقون رجال اعمال محليين وهذا ما سيقود الى المزيد من الاستثمارات الصينية والمزيد من المبادرات المشتركة وسيعود على زيمبابوي بمزيد من المكاسب الاقتصادية”.

اوضاع اقتصادية صعبة

تبقى الصين المستورد الاول للتبغ من زيمبابوي وهي استثمرت في هذا البلد كما في العديد من البلدان الافريقية الاخرى في قطاعي المناجم والتصنيع وفي مشاريع للبنى التحتية.
وشيدت الصين في الثمانينيات ملعب هراري الوطني وكذلك ابرز مركز تجاري في البلاد فضلا عن مستشفيات. واقرضت زيمبابوي اموالا لبناء محطات كهربائية ومد شبكات لتوزيع المياه.
وقال الرئيس الصيني لصحيفة هيرالد ان “الصين وزيمبابوي حافظتا رغم المسافة الشاسعة التي تفصل بينهما، على صداقة كبيرة ومتينة”.
غير ان بعض الخبراء يحذرون من ان بعض الاستثمارات الصينية الجديدة لن تحل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها زيمبابوي حيث وصلت نسبة التضخم الى 500 مليار بالمئة عام 2009 قبل ان يتم تبديل دولار زيمبابوي بالدولار الاميركي.
وقال انتوني هوكينز الخبير الاقتصادي في معهد التجارة في جامعة زيمبابوي ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان “هذا لن يغير مستقبل اقتصادنا على المدى القريب”.
وتابع انه “على ضوء ما حصل مع الاتفاقات الاقتصادية السابقة، فاننا نشكك في الوعود بتحقيق مشاريع ضخمة. سبق ان حصلنا على وعود صينية كثيرة في الماضي، لكن التحسن الذي تحقق فعليا يبقى ضئيلا”.