Site icon IMLebanon

فرنجية يحذر… هل تنتج الجلسة 33 رئيساً؟

sleiman-frangieh

 

نقلت صحيفة “النهار” عن مصدر متابع ان الجلسة المقبلة التي تحمل الرقم 33، إما ان تحمل رئيساً للبنان وإما ان تكون المساعي قد فشلت، فتدخل البلاد مجدداً في النفق الطويل في انتظار تطورات اقليمية غير مضمونة.

وفيما علق مصدر كتائبي لـ”النهار” على مواقف فرنجية من دارة النائب جنبلاط، بالقول: “أصبحنا في حاجة الى مزيد من الضمانات”. أوضحت مصادر نيابية في كتلة “المستقبل” ان ما قاله فرنجية “يدل على ان التسوية المطروحة للإتيان به الى رئاسة الجمهورية تمضي قدماً ويجب ألا نستبعد أن ينتخب في جلسة مجلس النواب في 16 من الجاري”.

وعلى ضفة الرابية الصامتة أيضاً حداداً على شقيق العماد ميشال عون، أبلغت مصادر “النهار” أن لقاء فرنجية ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل تخلله كلام صريح، كرر فيه باسيل ما كان السيد حسن نصرالله قاله لفرنجية، داعياً إياه الى أن لا يكون جسر عبور لمزيد من استهداف فريق يعتبر فرنجية جزءاً منه، اذ يتمّ تهميش مكوّنين أساسيين منه، الاول المكون الشيعي عبر العقوبات والقضاء الدولي والارهاب والدم، والثاني المسيحي عبر تهميشه في السياسة، وفي ما عدا ذلك لا مشكلة البتة مع فرنجية.

من جهتها، كتبت صحيفة “الأخبار” أن الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط يستعجلان انتخاب رئيس تيار المردة، خلال أسابيع!

وقالت: “ظهرت أمس مؤشرات استعجال من الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط لانتخاب النائب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية. وبحسب أكثر من مصدر متعددي الانتماءات السياسية، فإن الحريري سيخرج علناً، الأسبوع المقبل ليعلن ترشيح فرنجية رسمياً إلى الرئاسة”.

وبحسب المصادر، فإن الحريري سيقول كلمة متلفزة، قبل أن يجري مقابلة على واحدة من الشاشات اللبنانية. وقد انشغلت أمس أكثر من جهة سياسية وإعلامية بالتدقيق بشائعات تحدّثت عن ظهوره اليوم، بعد زيارته الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، على شاشة المؤسسة اللبنانية للإرسال، وهو ما تبيّن عدم صحته.

وتشير الرؤية “المتفائلة” بـ”تسوية انتخاب فرنجية” إلى أن إعلان الحريري رسمياً ترشيح رئيس تيار المردة، ستتبعه خطوة حل عقدة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، المعارض بقوة لوصول فرنجية إلى بعبدا.

وبعد أن تحل هذه العقدة، بحسب رأي المتفائلين، سيعلن الجنرال ميشال عون موافقته على وصول حليفه إلى رئاسة الجمهورية. لكن مصادر أقل تفاؤلاً لا تزال ترى الكثير من العقد. ليس من السهل إقناع سمير جعجع بتأييد فرنجية.

مصادره تؤكد أنه ماضٍ في معارضته “حتى النهاية، ولو بقي وحيداً بلا حلفاء”. ولا يزال رئيس القوات ينتظر تحديد موعد له لزيارة السعودية، مراهناً على عرقلة مسعى الحريري الرئاسي من الرياض. وفي الرياض أيضاً، من المنتظر أن يلتقي رئيس المستقبل حلفاءه اللبنانيين بعد مغادرته العاصمة الفرنسية باريس، لمحاولة إقناعهم بدعم توجهه لانتخاب فرنجية قريباً.

الركن الثاني المستعجل انتخاب فرنجية هو النائب وليد جنبلاط، الذي استقبل النائب الزغرتاوي أمس في كليمنصو. وأكّد فرنجية قبل تناوله العشاء على مائدة جنبلاط أن ترشيح الأخير له إلى الرئاسة يفتح الباب على “أن نكون معاً بطريق واحدة، بصرف النظر عن نتيجة التسوية”. وأكّد فرنجية أنه لن يكون مع العماد ميشال عون “إلا سوياً، والعماد عون أخ وصديق”. ولفت فرنجية إلى أن التوافق على اسمه قد يكون “الفرصة الأخيرة”، مؤكداً أن الحريري صادق معه.

وقال إنه “إذا كان للمسيحيين عذر مسيحي برفضي فأنا سأؤدي التحية وأمشي، أما إذا كان (العذر) شخصياً، فهذا موضوع آخر”. أما جنبلاط، فقال: “سأساعد على طريقتي في تذليل العقبات ضمن الإمكانات، وأياً كانت نتائج التسوية، فالعلاقة مستمرة مع فرنجية”.

وفي ظل رفض قواتي وعوني للتسوية الحريرية ــ الجنبلاطية، يُعوّل مؤيدو ترشيح فرنجية على موقف من البطريرك الماروني بشارة الراعي، يوفّر “غطاءً مسيحياً” لانتخاب الزعيم الزغرتاوي رئيساً للجمهورية.

ومن المنتظر أن يعقد الراعي، بعد عودته إلى لبنان الجمعة، لقاءات مع “الأقطاب الموارنة الأربعة”، لمحاولة التوصل إلى توافق على اسم مرشّح للرئاسة.

بانتظار ذلك، يستمر العماد عون بالتزام الصمت، تماماً كما حليفه حزب الله. كذلك يستمر الالتباس في تفسير كلام السفير السعودي علي عواض العسيري. فبعد بيانه أول من أمس الذي تحدّث فيه عن ضرورة تحقيق “إجماع مسيحي” على أي مرشح رئاسي، عاد وربط كلامه بما سبق أن اتفق عليه الأقطاب الموارنة في بكركي، لجهة تأييدهم أي مرشح يحظى بدعم القوى السياسية الأخرى. ثم دعا العسيري، عبر قناة “ام تي في” القوى السياسية المسيحية إلى عقد طاولة حوار للاتفاق على اسم مرشح رئاسي.

وفيما فسّر “المتشائمون” كلامه بأنه يطيح ترشيح فرنجية، أكّد مؤيدو وصول الأخير إلى بعبدا أن كلام العسيري يغطي تماماً مسعى الحريري. ولفتوا إلى أن السفير السعودي يدرك عملياً استحالة وصول جعجع أو الرئيس أمين الجميّل إلى الرئاسة، وكذلك تضع بلاده فيتو على عون، وبالتالي، فإنه يدعو إلى التوافق على فرنجية.

صحيفة “السفير” قالت: “يبقى النائب وليد جنبلاط في صدارة الساعين الى ايصال فرنجية الى القصر الجمهوري، بعد تأكده من سعي الحريري الى تحقيق هذا الامر. وقبل ان تسأل جنبلاط عن الزعيم الشمالي، يسارع الى فتح صفحات جده الرئيس سليمان فرنجيه وتعاونه معه ومع شخصيات اخرى في “جبهة الخلاص” آنذاك التي وقفت في وجه الرئيس أمين الجميل وعارضت اتفاق 17 أيار. ولا يسع جنبلاط في هذه الايام الا الاشادة بفروسية سليمان الحفيد. ويشير الى أنه التقى والد الاخير، طوني، لمرة واحدة، يوم جمعهما الوزير السابق جان عبيد في مكتبه في “دار الصياد” اوائل السبعينات. ويعترض جنبلاط على كل من لا يستغل هذه الفرصة لانتخاب رئيس. وعند سؤاله عما يمكن ان يفعله الحريري في الايام المقبلة، يترك سائله من دون جواب، افساحاً في المجال امام الخيار النهائي الذي يعمل عليه “تيار المستقبل”.

في المقابل، لن يحيد “حزب الله” عن خياره ترشيح عون، من دون ان يعكس في الوقت نفسه اي اشارة سلبية حيال حليفه الثاني فرنجيه، مع سعيه الدائم الى عدم حدوث اي شرخ في جدران فريق 8 آذار.

ويجمع من يتقن جيداً قراءة الحزب على انه لن يسير بفرنجيه قبل أخذ الكلمة النهائية من الرابية، وان هذا الخيار لن يمر على حساب حلف تاريخي كان عابراً للطوائف وتمثل في “ورقة التفاهم”. وان تحالف الحزب و”التيار الوطني الحر” لم يكن ظرفياً او لضرورات انتخابية، على الرغم من التحديات التي واجهت الطرفين. وكان عون قد سمع على لسان قيادة الحزب أكثر من مرة “أننا معك في مركب واحد”، وانه غير قابل للغرق، وفرنجيه يعي هذا الامر جيداً. وسمع هذا الكلام من السيد حسن نصرالله الذي لا يعارض ترشحه ما دام عون لن يغادر السباق، و”عندما يغير رأيه، لن نكون الا الى جانبك”. لم يصدم فرنجيه عندما استمع الى هذا الجواب، وتلقاه بروح رياضية. وكان “المستقبل” والحزب قد ركزا في جلستهما الاخيرة على اسم فرنجيه، ولم يصدر حياله أي جديد من الجهتين أكثر من مواقفهما المعروفة. ولا يزال الحزب يحرص على عدم الغرق في” لعبة التشاطر” التي تمارسها جهات محلية واقليمية، وان كان يرى ان الحريري قد لاقاه في منتصف طريق التسوية التي طرحها نصرالله، الذي لن يقبل بأقل من الاتفاق على السير بعناوين “السلة” التي طرحها، من قانون الانتخاب الى الحكومة، وان تكن البداية من الرئاسة.

في موازاة ذلك، ثمة من يدور في فلك الحزب ويقدم تحليلاً مفاده ان الحريري عندما وصل الى طريق مسدود لايصال مرشح من 14 آذار، لجأ الى الاستعانة بفرنجيه ليضمن رئاسة الحكومة له، اضافة الى الابقاء على بري تحت شعار ان الاخيرين هما الاقوى تمثيلا عند السنة والشيعة، مع طرح سؤال “خبيث” من نوع لماذا استثناء عون من هذه المعادلة؟.

وقالت “السفير”: من المؤكد أن الفترة الفاصلة عن 16 الحالي ستكون حافلة بالاتصالات والمفاوضات سعياً الى تحرير قصر بعبدا من أسر الشغور، وتمهيد الطريق أمام انتخاب النائب سليمان فرنجية، على قاعدة محاولة “إقناع حلفائه في 8 آذار وطمأنة خصومه في 14 آذار”، وهي المعادلة التي أطلقها رئيس “تيار المردة”، نفسه قبيل تناوله طعام العشاء أمس الى مائدة “المبشر” الاول بترشيحه، النائب وليد جنبلاط في كليمنصو، مؤكدا ان الخيار هو بين التقاط الفرصة الحالية، أو الذهاب الى وضع أسوأ من السائد حاليا.

وإذا كان لا يمكن تحميل تعزية فرنجية للعماد ميشال عون بوفاة شقيقه الأصغر حمولة سياسية زائدة، إلا أن هذا الواجب الاجتماعي كسر على الأرجح جليد علاقتهما، الذي ازداد سماكة بعد لقاء باريس بين فرنجية والرئيس سعد الحريري، الأمر الذي قد يمهد لجلسة مصارحة سياسية بين “الجنرال” ورئيس “المردة” قريبا.

وفيما يلتقي الرئيس سعد الحريري اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس، يُنتظر أن تعطي عودة البطريرك الماروني بشارة الراعي الى لبنان زخماً للمشاورات على الساحة المسيحية برعاية بكركي، وسط معلومات تفيد بأن الراعي سيلتقي الأقطاب الأربعة، كلٌ وحده، سعياً الى تأمين بيئة مسيحية حاضنة للاستحقاق الرئاسي.

وبينما أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق “وجود تقدم جدي في البحث حول إمكانية الاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية”، أبلغ مصدر بارز في صفوف مسيحيي “14 آذار” “السفير” أن الطريقة المتبعة في ترشيح اسم فرنجية ولّدت جواً من عدم الارتياح في الشارع المسيحي عموما، والماروني خصوصا، بعدما ظهر أن الأقطاب المسلمين يشكلون رافعة هذا الترشيح.

ولفت المصدر الانتباه الى ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أسقط معادلة اختيار الرئيس من بين الأقوياء الاربعة، عندما أعلن في مطلع حزيران الماضي عن استعداده لسحب ترشيحه والبحث في انتخاب رئيس توافقي، وبالتالي فإن حصرية الاربعة لم تعد سارية المفعول منذ ذلك الحين، ولا يمكن الاستمرار في الاستناد اليها لتبرير طرح اسم.

لكن المطران سمير مظلوم أكد لـ “السفير” ان الأقطاب الاربعة كانوا قد اتفقوا خلال اجتماعات تمت برعاية البطريرك الراعي وحضوره على أنهم مرشحون جميعاً الى رئاسة الجمهورية، “والذي يستطيع من بينهم أن يجمع حوله الأكثرية النيابية المطلوبة يدعمه الآخرون ويؤيدون ترشيحه”.

وأشار الى ان النائب فرنجـية هـو أحد هـؤلاء الأقـطاب، وبالـتالي فإن الاتفـاق هو قيد الاختـبار حاليا، آملا أن تؤدي اللـقاءات والحوارات الى نتيـجـة إيجابيـة، “لان الأولويـة بالنسـبة الى الكنيـسة هي الإسـراع في انتخـاب رئـيس الجمهورية بعد عام ونصف عام تقريبا من الشغور الذي ترك تداعيات سلبية على المؤسسات الدستورية المعطلة والمشلولة”.

وفيما أكد مظلوم ان بكركي ليس لديها مرشح محدد، ولا تضع في الوقت ذاته “فيتو” على أحد، اعتبر ان فرنجية هو بالنسبة الى بكركي رجل قريب من الكنيسة، “ولديه من الصفات والتاريخ ما يؤهله لتولي الرئاسة، من دون ان نكون في موضع مقارنته مع أحد، ذلك ان الاقطاب الاربعة يتحلّون بالصفات التي تجعلهم مرشحين، ومن يستطيع أن يحظى بالأفضلية، فنحن نؤيده”.