Site icon IMLebanon

“جنبلاط” أكثر من متحمّس لـ”فرنجيه”

كتب رضوان عقيل في صحيفة “النهار”:

لا تزال الدوائر السياسية في 8 و14 آذار تبحث في ترشيح النائب سليمان فرنجيه وما ستحمله الاتصالات المستمرة في هذا الشأن، ومن دون ان يسرع المتحمسون للرجل في التوصل الى استنتاجات مسبقة، ولا سيما ان القنوات مفتوحة، بحسب احدى الجهات التي تأمل في اتمام الاستحقاق وعدم إطالة أمد الشغور، والعمل جار على محوري الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع من جهة وفرنجيه والعماد ميشال عون من جهة اخرى.

لم يؤد اللقاء الاخير الذي جمع فرنجيه والوزير جبران باسيل الى نتائج ملموسة. وأجلت وفاة شقيق عون الاتصالات بين الطرفين الى الاسبوع المقبل، لمتابعة هذه “المفاوضات الشاقة” في شكل اعمق والتصدي لكل من يردد ان فرص نجاح فرنجيه بالرئاسة باءت بالفشل.

ويبقى النائب وليد جنبلاط في صدارة الساعين الى ايصال فرنجيه الى القصر الجمهوري، بعد تأكده من سعي الحريري الى تحقيق هذا الامر. وقبل ان تسأل جنبلاط عن الزعيم الشمالي، يسارع الى فتح صفحات جده الرئيس سليمان فرنجيه وتعاونه معه ومع شخصيات اخرى في “جبهة الخلاص” آنذاك التي وقفت في وجه الرئيس أمين الجميل وعارضت اتفاق 17 أيار. ولا يسع جنبلاط في هذه الايام الا الاشادة بفروسية سليمان الحفيد. ويشير الى أنه التقى والد الاخير، طوني، لمرة واحدة، يوم جمعهما الوزير السابق جان عبيد في مكتبه في “دار الصياد” اوائل السبعينات. ويعترض جنبلاط على كل من لا يستغل هذه الفرصة لانتخاب رئيس. وعند سؤاله عما يمكن ان يفعله الحريري في الايام المقبلة، يترك سائله من دون جواب، افساحاً في المجال امام الخيار النهائي الذي يعمل عليه “تيار المستقبل”.

في المقابل، لن يحيد “حزب الله” عن خياره ترشيح عون، من دون ان يعكس في الوقت نفسه اي اشارة سلبية حيال حليفه الثاني فرنجيه، مع سعيه الدائم الى عدم حدوث اي شرخ في جدران فريق 8 آذار.

ويجمع من يتقن جيداً قراءة الحزب على انه لن يسير بفرنجيه قبل أخذ الكلمة النهائية من الرابية، وان هذا الخيار لن يمر على حساب حلف تاريخي كان عابراً للطوائف وتمثل في “ورقة التفاهم”. وان تحالف الحزب و”التيار الوطني الحر” لم يكن ظرفياً او لضرورات انتخابية، على الرغم من التحديات التي واجهت الطرفين. وكان عون قد سمع على لسان قيادة الحزب أكثر من مرة “أننا معك في مركب واحد”، وانه غير قابل للغرق، وفرنجيه يعي هذا الامر جيداً. وسمع هذا الكلام من السيد حسن نصرالله الذي لا يعارض ترشحه ما دام عون لن يغادر السباق، و”عندما يغير رأيه، لن نكون الا الى جانبك”. لم يصدم فرنجيه عندما استمع الى هذا الجواب، وتلقاه بروح رياضية. وكان “المستقبل” والحزب قد ركزا في جلستهما الاخيرة على اسم فرنجيه، ولم يصدر حياله أي جديد من الجهتين أكثر من مواقفهما المعروفة. ولا يزال الحزب يحرص على عدم الغرق في” لعبة التشاطر” التي تمارسها جهات محلية واقليمية، وان كان يرى ان الحريري قد لاقاه في منتصف طريق التسوية التي طرحها نصرالله، الذي لن يقبل بأقل من الاتفاق على السير بعناوين “السلة” التي طرحها، من قانون الانتخاب الى الحكومة، وان تكن البداية من الرئاسة.

في موازاة ذلك، ثمة من يدور في فلك الحزب ويقدم تحليلاً مفاده ان الحريري عندما وصل الى طريق مسدود لايصال مرشح من 14 آذار، لجأ الى الاستعانة بفرنجيه ليضمن رئاسة الحكومة له، اضافة الى الابقاء على بري تحت شعار ان الاخيرين هما الاقوى تمثيلا عند السنة والشيعة، مع طرح سؤال “خبيث” من نوع لماذا استثناء عون من هذه المعادلة؟