IMLebanon

درباس: الجمود كُسر لكن قلبي ليس مطمئنا

rashid-derbass

 

في اول قراءة حكومية لتطورات المبادرة الرئاسية، قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”النهار” ان لبنان “يعيش حالة التجاذب الكبرى بين محورين إقليميّين لا تنتهي في الوقت الحاضر الى استقطاب دولي”. وأعرب عن عدم اطمئنانه الى الوضع الراهن، لكنه اعتبر ان الجمود قد “كسر”.

وقال: “لا شك ان هناك جوا دوليا مواتيا يرافق هذه المبادرة، لكن في السابق عندما كان لبنان دولة حقيقية كان التأثير الدولي أكبر من حالته الراهنة. الان والدولة في حالة التمزق التي تعيشها، تجد ان العامل اللبناني هو عامل حاسم في تقرير الامور. ويا للاسف، ان التنابذ بين الاطراف يجعل من هذه الحرية تعطيلا بدلا من بدء تملص لبنان من التأثير الدولي على قراراته وتسمية رؤسائه”.

أضاف :”ما لمسته من خلال اتصالاتي بالجهات الدولية التي تزورني، ان المجتمع الدولي يشجع جدا على الخروج من المأزق بانتخاب رئيس، لكن هذا المجتمع لا يضع ثقله في هذا الموضوع. هو يرحّب ويفضّل لكنه لا يجد ان لديه تأثيرا. لبنان الان، ويا للاسف، يعيش حالة التجاذب الكبرى بين محورين إقليميّين، وهذا التجاذب لا ينتهي في الوقت الحاضر الى استقطاب دولي، لأن الحالة الدولية الان شبيه بتداخل الطائرات في سوريا ولا تعبّر عن استقطاب مهم يغطي التجاذب الاقليمي. وهذا التجاذب الاقليمي الذي لا يحظى بالرعاية الاقليمية يفضي بنا في لبنان الى حالة الجمود. ولذلك فإن الحريري سعى الى المبادرة وعبر من ضفة الى ضفة، وانتظر أن يتم تلقف مبادرته تلقفا حسنا، وربما هو فوجئ الان برفض الهدية او بالتريث او بتفحصها ظنّا منهم انها ربما تكون قنبلة موقوتة، او لست أدري ماذا يعوّقهم عن قبول مثل هذه الهدية، ولكن إن دلّ هذا على شيء فعلى جمود في المواقف السياسية لا تحرّكه المبادرات، وهذا قد يؤدي الى نتيجة في غاية الخطورة. فإما أن تفرض علينا حلول، ولست أدري ما هي، وإما أن ننتظر إتفاقات إقليمية، ولا يبدو ذلك في الافق، وإما أن نلتحق بركب الدول التي استبيحت سماؤها وبرّها وماؤها وتشرد أهلها في أصقاع الارض”.

وردا على سؤال قال: “أعتقد ان الكلام الذي قاله النائب فرنجية ينطوي على أمرين، الاول هو التأكيد ان الرئيس الحريري وجنبلاط قد دعما ترشيحه بلا لبس، وبنسبة مئة في المئة كما قال، والشق الثاني كما رأيته هو نوع من نداء لفريقه كي يكون هناك إجماع حوله، إذ لا يعقل أن يجد التأييد من فريق طالما ناصبه الخلاف ولا يجد ذلك من حلفائه”.

وما هي الحظوظ أن تكون جلسة 16 من الجاري مثمرة، أجاب: “كان لافتا ان الرئيس بري بحنتكه المعروفة أراد ان يوجّه رسالة ذات شقّين: الاول هو في تقريب الموعد لكي يقول إن المسألة جدية. والثاني هو في إعطاء مهلة اسبوعين ليقول لمن يعنيه الامر ان لديكم فرصة كافية لإنضاج ما لم ينضج بعد”.

وخلص الى القول: “لست مطمئن القلب بعد، لكنني أقرّ وأعترف بأن الجمود قد كسر، وان هناك حركة محمومة أرجو ان تفضي الى نتائج ملموسة، ولكن يمكن ان تفضي أيضا الى نتائج عكسية. لقد استمعت الى أحد المعنيين الكبار الذي قال لي إنه إذا لم تستغلّ هذه الفرصة فلن يكون لنا رئيس الى مدى غير منظور، وهذا ما أخافني جدا”.