أكد الأمين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري ان “تيار المستقبل” الذي يؤمن بمؤسسات الدولة وبحركتها وديمومتها، يعتبر نفسه الخاسر الاكبر من الفراغ الرئاسي المستمر منذ سنة ونصف، في حين أن تعطيل مؤسسات الدولة عن العمل يعني أن البلاد على شفير حرب اهلية.
الحريري، وخلال لقاء حواريا أقامه إتحاد جمعيات العائلات البيروتية، قال: “في ظل الفراغ الرئاسي في خضم الحرب المشتعلة في سوريا، ولا سيما على حدودنا في البقاع وفي عكار، جاءت المبادرة المزمع إطلاقها من الرئيس سعد الحريري لإنقاذ لبنان من الإنهيار، والتي تنطلق بشكل أساسي من أولوية الحفاظ على اتفاق الطائف، في ظل اعتبار البعض أن اتفاق الطائف فشل، وشهية بعض الأحزاب السياسية على تغييره، والتي منها من يريد المثالثة، في لحظة يُبحث فيها عن اتفاق شبيه باتفاق الطائف في سوريا لانهاء الحرب، وكذلك في العراق واليمن، لكن ثمة في لبنان من يريد أن يتخلى عن الطائف”، مشيراً إلى أن “تغيير الدساتير لا يأتي على “البارد بل على الحامي”، ولا اعتقد ان هناك من هو مستعد للعودة الى الايام السوداء، وخصوصاً الجيل الذي لم يعش أيام الحرب الأهلية”.
وأضاف: “بعد اجتماع الاقطاب المسيحيين الأربعة في بكركي، وهم الرئيس أمين الجميل، العماد ميشال عون، الدكتور سمير جعجع والنائب سليمان فرنجية، أطلق الرئيس سعد الحريري موقفنا بأننا لا نضع فيتو على أي مرشح من هؤلاء الاربعة، أو ما يتفقون عليه، تحت غطاء بكركي، ثم جاء ترشيح جعجع، ونزلنا معه إلى مجلس النواب، وصوتنا له، وتلاه الحوار مع عون الذي أدى إلى تشكيل الحكومة الحالية كحاضنة في مرحلة الفراغ الرئاسي”.
واذ اعتبر أن “شروط المبادرة لم تكتمل بعد، ولا حتى العناصر التي تجعل الأطراف تلتقي في منتصف الطريق، لإختيار فرنجية أو غيره”، سأل الحريري :”في ظل ما يعيشه البلد من مخاطر كبيرة، جراء الأزمة السورية التي لا يبدو أنها ستنتهي قريباً، هل يمكن أن يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية؟”، وأجاب :”لا اظن أن البلد قادر على تحمل فترة اضافية من عدم وجود رئيس، واذا فشلت المبادرة في الوصول إلى التسوية واستمر الفراغ لعدة اشهر مقبلة، فلن ينتخب رئيس للجمهورية على نار باردة، بل سيُنتخب بالدماء. فهل نريد أن نكرر حرباً أهلية ثانية؟ وفي حال عدم سريان التسوية ما الذي يضمن أن لا يكون هناك مثالثة”.
ولفت الانتباه إلى أن المبادرة يجب أن تأتي تحت سقف تسوية الأمن والاستقرار، لأننا على تواصل يومي مع قيادة الجيش وقادة الأجهزة الأمنية الذين، ورغم ما يقومون به من إنجازات، لم يعد لديهم القدرة على الاستمرار من دون غطاء سياسي، فلنتخيل مسار الأمور إذا حصل ذلك؟”، مشيراً إلى أن “الاعلان عن المبادرة رهن اكتمال شروطها، وعندها سيقوم الحريري بعرض تفاصيلها الاساسية كامةً”.
وقال: “جل ما نريده اليوم العودة إلى المكان الذي يمكننا من القيام بتسويات محلية لاعادة عجلة البلد والاقتصاد وفرص العمل إلى الدوران، لأننا حين نستعيد هذه الأمور، نكون قد استعدنا جزءاً كبيراً من مشروع رفيق الحريري. وفي حال نجحت المبادرة، الجميع سيربح، وفي حال لم تنجح، يكون ضميرنا مرتاح تجاه الاقطاب المارونية الرئيسية، لأننا تعاطينا مع كل الفرص المتاحة، ولم نضع فيتو على أحد”.
ولاحقا اصدرت منسقية الاعلام في “تيار المستقبل”، البيان الآتي:
“وزعت بعض وسائل الاعلام كلاماً مجتزأً للامين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري في اللقاء الحواري مع اتحاد جمعيات العائلات البيروتية، مفاده “أنه في حال فشلت المبادرة في الوصول إلى التسوية واستمر الفراغ لعدة اشهرمقبلة، فلن ينتخب رئيس للجمهورية على نار باردة، بل سيُنتخب بالدماء”.
يهم منسقية الاعلام في “تيار المستقبل” الإشارة إلى أن كلام أحمد الحريري جاء في سياق التأكيد على أن احترام المهل الدستورية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية هو الكفيل بإبقاء ضمانة الدولة للجميع، وأن أي تأخير في هذا الاستحقاق، كما حصل في السابق، يعني دخول لبنان في المجهول.
لذا تتمنى منسقية الاعلام في “تيار المستقبل” على وسائل الاعلام عدم اجتزاء كلام أحمد الحريري، ووضعه في سياقه الذي جاء فيه في الخبر الذي تم توزيعه”.
