IMLebanon

الحركة في الأسواق متفاوتة والمطاعم تنتظر حجوزات اللحظة الأخيرة

beirutmarket-s

 

ميليسا لوكية

 

تعيد الأعياد هذه السنة التفاؤل إلى القطاع السياحي الذي يعوّل على هذه المرحلة لينهض بمؤسّساته، رغم كل الظروف الرمادية. وقد بدأت ملامح الحركة تتجلّى في أزمات السير على الطرق من جهة وفي المحال التجارية من جهة أخرى، إذ انكبّ المواطنون على شراء الهدايا، فيما راحت المحال التجارية تقدّم الحسومات بنسبة عالية. وفيما بقيت نسبة الحجوزات في الفنادق متدنية، تبقى الآمال معقودة على ارتفاعها في الأيام المقبلة.

يحتل المغتربون اللبنانيون والسياح الأردنيون والعراقيون والمصريون صدارة الوافدين إلى لبنان لتمضية عطلهم بين ربوعه، في ظلّ غياب الإقبال الخليجي والأوروبي، والأوضاع الأمنية المتردية في الآونة الأخيرة. ويبدو أنَّ نهاية سنة 2015 ستكون عادية جداً بالنسبة إلى الإقبال على التذاكر، إذ يشير رئيس نقابة المؤسسات السياحية والسفر جان عبود لـ”النهار” إلى أنَّ الحجوزات في الطائرات المتوجّهة إلى بيروت لم تتعدّ الـ85%، في حين لم تترجم هذه النسبة على أرض الواقع بعد بفعل احتمال تراجعها حين يقرر أصحابها تحويل وجهاتهم إلى دول أخرى.
وفي وقت تعذّر فيه إيجاد مقاعد فارغة في الطائرات الآتية إلى العاصمة بيروت خلال الفترة عينها من عام 2014، عانت هذه السنة تراجعاً في الملاءة، بدليل أنَّ الرحلات من لندن أو باريس إلى لبنان مثلاً ليست مكتملة. ورغم أنَّ نسبة الحجوزات في فنادق بيروت لا تزال عند حدود 30%، مع توقعات بأن تناهز الـ 60-70% في الأيام المقبلة، يحرص متابعو الشأن السياحي على إبقاء الآمال حيّة إيماناً منهم بقطاع يشكل رافعة للاقتصاد الوطني.
من جهته، يذكّر نقيب أصحاب المؤسسات البحرية جان بيروتي بالاجتماعين اللذين عقدهما المعنيون بالقطاع السياحي قبل بضعة أسابيع مع رئيس الحكومة تمّام سلام ووزير السياحة ميشال فرعون للمطالبة بتسهيل أمور القطاع وتنشيطه. ويقول بيروتي لـ”النهار” إنَّ عدد السياح الأردنيين الذين زاروا البلاد في العام 2010 وصل إلى 70 ألفاً جوّاً و220 الفاً عبر البر، في حين ان نسبة عددهم تناهز الصفر في الوقت الراهن، ما يحتّم على الدولة دعم أسعار تذاكر السفر لتشجيع هؤلاء على العودة إلى لبنان. ويؤكد أنَّ “الدولة ستسجل ارباحاً إذا مضت في مشروع الدعم، لأنَّ أسعار المردود المترتب من الإنفاق السياحي يفوق المبالغ التي تخصصها الحكومة لدعم الأسعار”، مشدّداً على “أنَّ الرئيس سلام وعد النقابات بأن يدرج هذا المشروع في جدول أعمال الحكومة فور اجتماعها، فيما تحضّر وزارة السياحة دراسة للمضي قدماً في هذا الاتجاه”.
توازياً، يمر قطاع الشقق المفروشة بفترة صعبة أيضاً، رغم أنَّ الأسعار التي يوفرها مدروسة جداً، وفق رئيس نقابة الشقق المفروشة زياد اللبان الذي يشدّد على أنَّ الإعلام الذي نقل صوراً وأخباراً سلبية عن التظاهرات والنفايات، “ساهم في ثني السياح عن المجيء إلى لبنان”.
اما بالنسبة إلى الحجوزات في المطاعم فإنَّها لم تتبلور بعد، إذ يرى نقيب أصحاب المطاعم طوني الرامي أنَّ الحجوزات قد تنفّذ قبل يوم أو يومين من العيد، لأنَّ اللبنانيين يفضلون شراء الهدايا والملابس وزينة العيد قبل ارتياد المطاعم. ويتوقع أنَّ يمضي اللبنانيون الذين لن يسافروا هذه السنة إلى أوروبا بفعل التهديدات الأمنية الأعياد في المطاعم، بما سيدعم هذه القطاع.

حركة متفاوتة بين الأسواق
اذا كانت الأعياد قد غذّت حركة الطرق وأدت الى تفاقم أزمات السير، فانها لم تفلح في تحريك الأسواق بطريقة تتلاقى مع توقعات التجار، خصوصاً أنَّ القدرة الشرائية للمواطنين تراجعت، ما حثّهم على خفض المبالغ المخصصة لشراء الهدايا. وقد كانت درجات الحركة متفاوتة بين منطقة وأخرى، إذ سجّلت أسواق جونية حيوية “جيدة نسبياً”، وفق رئيس جمعية تجار جونية روجيه كيروز الذي أشار إلى أنَّ المؤسسات التي تبيع منتجات خاصة بالميلاد حققت مبيعات أكبر من سواها.
وإذ يلفت”النهار” إلى “وجوب التعامل مع الأزمة التي يمر بها لبنان والإقليم بذكاء كي لا تشل الأسواق”، أكَّد أنَّ “غالبية المحال أجرت حسومات على بضائعها تراوح بين 30 و40%، محاولة بذلك استقطاب الزبائن، فنجحت في تشجيع المواطنين على الشراء رغم هبوط قدراتهم الشرائية”.
من جهته، يتساءل رئيس تجمع تجار جبل لبنان نسيب الجميّل عن الأسباب التي تدفع بعض الوسائل الإعلامية للتحدث عن الأحوال السيئة للأسواق، في حين أنَّه يراها “جيدة جداً، لأنَّ الجميع يريد أن يحتفل بالأعياد”. ويؤكد ان الافتتاح العشوائي للمحال التجارية يؤدي إلى إقفال بعضها، و”هذا غير ناجم عن الحركة الضعيفة”. ويشدّد على أنَّ المؤسسات الكبرى والمجمعات التجارية حلّت مكان بعض التجار، لكن “هذا لا يعني أنَّ الأوضاع متردّية”.
الأمر عينه لا ينطبق على شارع الحمرا، لأنَّ “الحركة لا تزال خجولة وضعيفة”، رغم العروض والحسومات التي لجأت إليها المتاجر، والتي قد تصل إلى 40-50%.
ويبقى العراقيون، وفق عيتاني، المحرّك الرئيسي للمحال في الحمرا، لكن “المشكلة تكمن في أنَّ الحركة تراجعت 25% مقارنة بالفترة عينها من عام 2014”.