IMLebanon

جنبلاط غير متحمّس لـ”التحالف” وقلبه على السوريين

walid-jumblatt

كتب رضوان عقيل  في صحيفة “النهار”:

لم يكن ينقص الطبقة السياسية في لبنان إلا المناقشات في شأن الانضمام الى التحالف الاسلامي العسكري لمواجهة ارهاب تنظيم “داعش” واخواته، وارسال قوات خاصة الى سوريا. وكان من الطبيعي ظهور الانقسام بين الافرقاء الذين لا يتفقون على تعيين مدير عام في إحدى الوزارات او سفير في الخارج، فكيف اذا كان القرار في حجم انضمام لبنان الى هذا المحور؟

لم تكن مستغربة مسارعة الرئيس سعد الحريري الى وصف ولادة هذا التحالف بـ” الخطوة التاريخية”. وتوقف الجميع عند ما ورد في الكلام السعودي عن الدعوة الى إنشاء هذا الحلف وضمه 35 دولة. واخذت الاسئلة تدور حول ما يقصده ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بالهدف من محاربة “داعش” والتصدي له وجماعات ارهابية اخرى ، ولا سيما ان المملكة تضع “حزب الله” والحوثيين وقوات الحشد الشعبي في العراق على لائحة الارهاب. فهل تشملهم في حملتها الجديدة هذه؟

لذا لم تبد جهات عدة ارتياحها الى هذا التحالف وطريقة الاعلان عنه واخراجه، الى درجة ان رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط لم يعلن ترحيبه به، او بالاحرى ” اطمئنانه “الى نجاحه، على عكس المرات الكثيرة التي رحب فيها بالخطوات التي اتخذتها السعودية.

وثمة من توقف عند مسارعة الحريري الى الترحيب بالدعوة وربطها بترشيحه النائب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية والاعتراض على مقاربة الرئيس تمّام سلام الذي سارع بدوره الى اعلان الموقف نفسه.

وتعترض جهات في 8 آذار على سياسة “الاستمزاج الهاتفي” في الرأي الذي مارسه سلام حيال موقف لبنان من هذا التحالف، بعد حديثه ووزير الدفاع السعودي في لحظة سياسية هشه يمر فيها البلد، ولا سيما في ظل عدم وجود رئيس للجمهورية. وتعتقد أن هذا التحالف “ولد قيصرياً وغير طبيعي، وتكوّن بهذه السرعة للتستر على تعثر دول التحالف العربي في اليمن، بعد فشله في اقتلاع الحوثيين والقضاء على مشروعهم وتمددهم في مساحات كبيرة، وان التجربة لن يكتب لها النجاح هذه المرة ايضاً، في وقت لم تعمل فيه الرياض على تقديم تعريف واحد وواضح للارهاب”.

وتنسحب عدم الحماسة اللبنانية لطرح “التحالف الاسلامي” على جنبلاط لكن من منظور يختلف عن رأي قوى 8 آذار. ولم تعجبه هذه “الزحمة في الجيوش واكتظاظها من كل حدب وصوب”. ويعبر لـ ” النهار” عن حزنه “لاستمرار الشعب السوري في العيش تحت وطأة النظام وجحيم الجماعات الارهابية التي تتقاتل على الارض السورية”. ويقول: “ثمة جيوش أممية تحضر لمحاربة داعش ولن ينقصها الا مشاركة الجيشين الصيني والياباني”.

ويستغرب “عدم الالتفات الى اوجاع السوريين ومعاناتهم”، ويقول: “لم نسمع بعد بالجيوش العربية التي لم تر النور حتى الآن”. ويشير الى ان ” الجيوش الاسلامية على الطريق وهي لا تعد ولا تحصى لمحاربة داعش، في ظل كل هذه الزحمة التي يتم فيها تناسي السوريين وتركهم لمصيرهم”.