Site icon IMLebanon

تحرّك عالمي لفضّ التوتر بين الرياض وطهران!

 

بعد دعوة البيت الأبيض لكل من الرياض وطهران إلى ضبط النفس، من جهتها، صدرت دعوة روسية لكل من موسكو وواشنطن إلى اتخاذ موقف موحد لفضّ التوتر القائم بين إيران والسعودية.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض دوش إيرنست إن واشنطن تحثّ كلًا من الرياض والطهران إلى “ضبط النفس”. وفي مؤتمر صحافي قال إيرنست: “ما زلنا قلقين من أن على كل من السعوديين والإيرانيين أن يسعوا إلى تخفيف التوتر. وندعو كلا الجانبين إلى ضبط النفس، إذ إن بإمكانهما عمل المزيد لتجاوز خلافاتهما”.

اتصال كيري

وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اتصل هاتفيًا بنظيريه الإيراني محمد جواد ظريف والسعودي عادل الجبير، لحث القوتين الإقليميتين على الحدّ من التوتر بين بلديهما.

وقال دبلوماسي أميركي: “إننا نحثهما على التهدئة والحدّ من التوتر.. إنه وضع لا بد من تسويته”. وفي لندن، أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن قلقه إزاء تصاعد التوتر بين إيران والمملكة السعودية لكون هذا الوضع عائقًا أمام تسوية النزاع في سوريا.

وقال كاميرون أثناء جولة قام بها في أحياء لندن الشرقية: “إن كل ذلك يبعث على قلقنا، لأننا نريد بالطبع أن يسود الاستقرار منطقة الشرق الأوسط، ونريد أن تكون بين دول المنطقة علاقات طيبة، ومن أسباب ذلك أنه شرط لا بد منه تسوية الأزمة في سوريا، لكون هذه الأزمة مصدرًا لكثير من المشكلات”.

 دعوة روسية

وفي موسكو، دعا عضو مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير دجاباروف الاثنين كلًا من موسكو وواشنطن إلى اتخاذ موقف موحد لفضّ التوتر القائم بين إيران والسعودية.

واعتبر النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد (المجلس الأعلى للبرلمان الروسي) فلاديمير دجاباروف، أنه يجب على دول العالم الكبرى إتخاذ موقف موحد بشأن التوتر الحاصل بين طهران والرياض.

وطالب دجاباروف كلًا من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا بإطلاق مفاوضات بشكل عاجل بشأن استقرار الوضع في المنطقة، مشيرًا إلى أن ازدياد التوتر بين الخصمين الإقليميين، إيران والسعودية، قد تتمخض عنه أعمال قتالية.

 انقسام العالم الإسلامي

واعتبر دجاباروف أن التحاق دول عدة، ومن ضمنها البحرين والسودان، بالسعودية، والتي أعلنت عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، يظهر انقسام العالم الإسلامي إلى معسكرين بين الشيعة والسنة. وأعرب دجاباروف عن رفض البرلماني الروسي هذا الأمر، واعتبره مشابهًا للعصور الوسطى التي تميزت بالحروب الدينية.

كما لفت دجاباروف إلى أن توتر العلاقات بين إيران والسعودية سيؤثر سلبًا على السوق المالية والنفطية. ووصف البرلماني الروسي الوضع الحالي بالصعب، موضحًا أن روسيا من جانبها تقدم وكالمعتاد اقتراحات سلمية لخفض التوتر في المنطقة.

وكان مصدر دبلوماسي في الخارجية الروسية أعلن استعداد روسيا للوساطة بين الرياض وطهران لحل الخلاف بينهما.

موقف فرنسا

وكانت فرنسا حثت كلًا من السعودية وإيران، على الحدّ من التوترات، بعدما قطعت الرياض العلاقات مع طهران، في تصعيد لخلاف بين البلدين. وقال ستيفان لو فول المتحدث باسم الحكومة الفرنسية: “نحن بحاجة إلى اليقظة لما يحدث بين السعودية وإيران.. تدعو فرنسا الجانبين إلى الحد من التوترات”.

وأضاف أن تميز فرنسا هو قدرتها على الحوار مع الجميع، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية لوران فابيوس ذكر بالرغبة في وقف التصعيد بين الدولتين.

وساطة

وأشار المتحدث باسم الحكومة أن فرنسا مستعدة للتوسط بين الطرفين لتسوية هذه الأزمة الدبلوماسية. كما أعاد إلى الأذهان أن باريس تنتظر زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي سيجري محادثات مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند، وهي زيارة كانت مقررة في أواخر شهر تشرين الثاني الماضي، لكن روحاني ألغاها آنذاك (شأنها شأن زيارته إلى إيطاليا) بسبب هجمات باريس.

تركيا تحث البلدين على الحوار الدبلوماسي

وأبدت وزارة الخارجية التركية قلقها البالغ إزاء تصاعد التوترات بين المملكة العربية السعودية وإيران في أعقاب اعدام الرياض لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر ودعت إلى الهدوء والعودة للحوار الدبلوماسي.

وقالت الوزارة في بيان “تركيا تدعو لوقف التهديدات والعودة لحوار دبلوماسي. وتحث على الحذر المتبادل.”

المانيا تدعو التركيز على مناهضة الدولة الإسلامية

قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير لصحيفة بيلد إن السعودية وإيران مدينتان للمجتمع الدولي بتنحية خلافاتهما جانبا والتركيز على مناهضة تنظيم الدولة الإسلامية.

وحث شتاينماير الدولتين على التحلي بالمسؤولية والتركيز على تهدئة المنطقة ومناهضة التنظيم المتشدد.

واشار في مقابلة نشرتها الصحيفة الألمانية إلى انني”أتمنى أن ينتهي التوتر قريبا ويغلب العقل وتركز الرياض وطهران على ما هو مهم بالفعل وهو نزع فتيل الصراعات المسلحة والسعي إلى حلول سياسية في سوريا واليمن وغيرهما وبالتالي سحب البساط من تحت قدمي تنظيم الدولة الإسلامية.”

واضاف: “الشرق الأوسط بأكمله مدين لنا وخاصة السعودية وإيران. عمل المجتمع الدولي كثيرا لسنوات لإحلال السلام في الصراعات المتداخلة بالمنطقة، والآن نريد لاعبين مسؤولين في المنطقة يتصرفون بمسؤولية. في الرياض وكذلك في طهران”.