أشار المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى انه لا خيار أمام اللبنانيين، سوى التفاهم والتوافق، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالتواصل والحوار، واعتماد الخطاب الرصين والمتزن، الذي يؤكد الشراكة، ويعزز روحية التعايش بين اللبنانيين، ويوحد الصف في مواجهة ارتدادات ما يحدث في المنطقة من تحولات تهدد كيانية ووحدة هذا البلد.
قبلان، وفي خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، دعا اللبنانيين إلى حزم أمرهم، ووقف الجدليات العقيمة، والذهاب إلى الدولة من خلال إعادة هيكلة المؤسسات، وتفعيل عملها، بدءا من رئاسة الجمهورية، فالظرف عصيب، والمرحلة لا تحتمل المزيد من المناورات السياسية، والرهانات على التوافق الإقليمي والدولي، فالبلد ينهار، والمؤسسات تتداعى، وسنة 2016، سنة استحقاقات كبرى في المنطقة، ولبنان في أصعب مربعاتها، لذا لا يجوز ترك الأمور رهينة المزاجيات، ووفق رغبات وإصرار البعض على الحرب وإثارة الفتن، في ظل مرحلة اشتباك إقليمي تعيشها المنطقة، بل تكاد تكون الأخطر على الإطلاق، سيما أن البعض ما زال يفكر بطريقة إلغاء الآخر من الوجود، معتمدا على عضلات غيره.
وقال: “إن الكرة اليوم في ملعب القيادات المارونية، وعليها أن تختار بين لبنان الواحد الموحد، لبنان التعايش والأمن والاستقرار والازدهار، أو لبنان الفوضى والفساد والساحة المفتوحة من أجل إمرار وتحقيق غايات ومصالح الآخرين على حساب مصالح اللبنانيين ومصيرهم. نعم، عليكم أخذ القرار أيها الشركاء في الوطن وبأسرع وقت، فالرهان على تنازلاتكم لبعضكم بعضا، لأن اللعبة ليست لصالحكم، ولا لصالح أحد في لبنان، ولهذا ننصحكم وننصح الجميع بأن يقرؤوا في المعطيات، وأن يتعقلوا في المواقف، وأن يتفقوا ويتوافقوا من دون إبطاء على إطلاق مسيرة الدولة وبناء مؤسساتها، وبخاصة مؤسسات الجيش والقوى الأمنية والعسكرية، وتمكينها من القيام بدورها بعيدا عن المحاصصة والتسييس، وبالتعاون والتنسيق مع المقاومة دفاعا عن لبنان، وصونا لسيادته”.
