Site icon IMLebanon

اسرائيل قلقة من النشاط الروسي في سوريا!

 

بعد ثلاثة شهور من الاطمئنان إلى روسيا وتنسيق النشاطات معها في سوريا٬ كشف النقاب عن قلق يساور قادة أركان الجيش الإسرائيلي وشعور بأن التنسيق يبدو سطحيا بينما الدور الروسي يتأسس ويصبح قاعدة ثابتة في المنطقة.

وقال ضابط رفيع في مقر القيادة العامة للجيش الإسرائيلي٬ أمس الاثنين٬ إن سلاح الجو الإسرائيلي لم يحلم حتى في كوابيسه بأنه سيعمل في الساحة الخلفية للدولة جيش روسي يتسلح بأفضل الطائرات والصواريخ٬ ويعمل على تقوية أعداء إسرائيل.

وبلغ القلق الإسرائيلي أوجه٬ في ظل الكشف عن الاتفاق الروسي ­ السوري الذي يسمح لروسيا بالوجود العسكري غير المحدود على الأراضي السورية.

في تل أبيب اعتقدوا في الماضي أن هذا الوجود سيكون موقتا٬ وسيتبخر مع استقرار النظام في سوريا والمنطقة. إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برهن على انه مصٌر بشكل أكبر٬ ويتضح أن هذا الاتفاق نتج عن ضغوطات سياسة طويلة مارسها الروس طوال عشرات السنوات لتثبيت وجودهم٬ والجيش الإسرائيلي يتخوف من تقويض تفوقه الجوي في المنطقة.

وحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” فإن الكرملين عمل من خلف الكواليس ومارس الضغوط الشديدة على الأسد وقادة النظام السوري كي يصادقوا على الحلم العسكري الروسي٬ وهو إنشاء قاعدة دائمة لسلاح الجو الروسي في الشرق الأوسط. ونقلت عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله٬ إنه “في الوقت الذي انشغلت فيه أجهزة الاستخبارات الغربية في مسألة ما إذا ستتحول شواطئ اللاذقية إلى ميناء منزلي للأسطول الروسي٬ نجح بوتين بتمرير خطوة سترسخ قوته في المنطقة وتضخم القوة السياسية للكرملين٬ وتقلص من تفوق سلاح الجو الإسرائيلي.

وعلى الرغم من أن جهات في الجهاز الأمني تقول إن الجيش الإسرائيلي يطبق خطوطه الحمراء من دون أي إزعاج٬ بشكل خاص في مسألة إرساليات الأسلحة من إيران إلى حزب الله٬ عبر سوريا٬ إلا أن إعلان الكرملين عن تجديد الاتفاق مع سوريا وما حققه الكرملين٬ ترك أفواه المسؤولين في الجيش الإسرائيلي فاغرة.

ويسود التقدير بأن إنشاء قاعدة سيشمل إقامة برج رقابة كبير يساعد على استيعاب طائرات وأجهزة رادار روسية مختلفة. وسيكون أول معيار إسرائيلي يتضرر من هذا التوسع الروسي٬ هو السرية٬ إذ يسود التخوف الآن من تسرب معلومات استخبارية بشأن إسرائيل٬ قامت بجمعها المنظومات الروسية٬ ويمكن أن تصل إلى إيران وحزب الله وحلفاء موسكو في الحرب في سوريا. كما تتخوف إسرائيل من تقييد مسارات عملها خلال العمليات المترامية الأطراف وذات الحساسية الاستخبارية العالية.

في السياق ذاته٬ أعرب ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي عن اعتقاده بأن الوجود الروسي في سوريا أدى إلى تحسين قدرات حزب الله العسكرية٬ خاصة في المجال الهجومي. وهذا هو أول تصريح من نوعه يصدر عن مسؤول رفيع في الجيش الإسرائيلي بشأن الوجود الروسي في سوريا.

وجاء تصريح هذا الضابط في دراسة أعدها لمعهد واشنطن للدراسات الشرق أوسطية٬ وحملت توقيع الباحثين الإسرائيليين نداف بولك والعميد موني كاتس. وكان كاتس قد شغل كثيرا من المناصب الرفيعة في الجيش الإسرائيلي٬ وحتى الصيف الماضي٬ بقي قائدا لعصبة الجليل الناشطة على الحدود اللبنانية٬ والتي ستقف في مقدمة الجبهة في حال اندلاع حرب أخرى مع حزب الله. ويوجد كاتس في واشنطن في إطار بعثة دراسية. ويكتب كاتس وبولك٬ أنه٬ لأول مرة في تاريخه يقوم حزب الله بمناورات هجومية كبيرة في إطار مشاركته في الحرب السورية.

وحسب أقوالهما فإن الوجود العسكري الروسي المتزايد الذي بدأ بنشر طائرات حربية في شمال سوريا٬ في نهاية آب الماضي٬ واتسع لاحقا٬ ليشمل إرسال عدد كبير من المستشارين لقوات الأسد البرية٬ سيضخم من تجربة حزب الله ويزوده بدروس قيمة تساعده في الاستعداد للمواجهات المقبلة.