Site icon IMLebanon

هل يصب “رفع العقوبات” في مصلحة روحاني في الانتخابات؟

hassan-rouhani

 

كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:

 

بموجب بدء تنفيذ الاتفاق النووي بين الغرب وايران، بدأ رفع العقوبات عن ايران، المالية منها والاقتصادية، ما خلا تلك المتصلة بالارهاب وحقوق الانسان.

وتفيد مصادر ديبلوماسية، انه من المؤكد ان ايران ستحصل على نحو مئة مليار دولار، ستضخ في الاقتصاد على مراحل، ولن تستثني منها حلفاءها في المنطقة. لكن السؤال انه بعد اقل من شهر هناك استحقاق انتخابي في ايران، فهل جاء توقيت رفع العقوبات لصالح الرئيس حسن روحاني وتعزيز سلطة المعتدلين والاصلاحيين، من جديد، ام ان الهدف امور اخرى؟ فاذا كانت ايران قد استطاعت وفي ظل العقوبات، ان تقوم بما تقوم به في المنطقة، فكيف يمكن توقع دورها بعد رفع العقوبات واستعادة اموالها؟

لدى ايران تحديات داخلية، لكن فور الاعلان عن رفع العقوبات، هبطت اسعار الاسهم في العديد من الاسواق المالية. وهذا نتيجة الاستعداد لدخول ايران التجارة الدولية. الانظار متجهة الى دور ايران في المنطقة بعد ازالة عزلتها الدولية. الدول بدأت مجدداً تطالب ايران بلعب دور ايجابي للحؤول دون حصول تصعيد، ودفع الاطراف حلفاءها نحو الحوار. والتصعيد الخليجي الايراني، ليس جديداً على الرغم من اشتداده، انما بعد معركة اليمن اتخذت الامور طابع تخفيف معدل التوتر والحفاظ على حدود معينة للتصعيد.

بعد ازالة العزلة الدولية عنها، ورفع العقوبات، تساءل الدول ماذا تريد ايران كدولة، وما هو مشروعها في المنطقة؟ المصادر لاحظت، ان رد فعلها على إعدام الشيخ نمر النمر، كان رد فعل مذهبياً، فاعتبرت انه ليس مواطناً سعودياً، بل انه زعيم شيعي لديه اتباع مناصرون في العالم وايران، متناسية بذلك ان انشطته مست السلم الاهلي في بلده، لا بل اكثر من ذلك، اذ ادعت ايران ان اعدامه حصل لأنه شيعي، وان الامر بمثابة هجوم مباشر عليها، وعلى الطائفة الشيعية اينما كانت. كل هذا الجو مضافاً الى مئة مليار دولار ورفع عقوبات وتجارة دولية، يطرح السؤال عما سيكون عليه برنامج ايران المستقبلي؟

قد لا يحصل دعم للحلفاء يغيّر موازين القوى، وقد يكون التركيز فقط على الاقتصاد، وقد يكون هناك مزيد من التطرف. لذلك الانتخابات الايرانية تشكل مفصلاً مهماً على صعيدي السياسة الداخلية والخارجية، وعندها ستتبلور صورة الخيارات الاستراتيجية للسياسة الخارجية الايرانية.

كل العالم الآن، يجهد لمكافحة الارهاب. لكن الخلاف على تعريفه، وتحديد من هو الارهابي. هناك عدو مشترك بين الولايات المتحدة وايران وهو “داعش”، والمفترض ايضاً انه عدو النظام السوري. وهذا امر مشترك بين الاطراف الثلاثة ايضاً. هناك تعقيدات للوضع في المنطقة، وهناك خطر امام العالم، وسيحصل تعاون بشكل او بآخر. كان لافتاً حديث الرئيس الاميركي باراك اوباما الاخير في خطابه حول حالة الاتحاد، والذي قال فيه ان “داعش” لا يمثل خطراً وجودياً على الولايات المتحدة. انه آخر خطاب له من هذا النوع كرئيس للجمهورية، لأن الانتخابات الرئاسية ستجرى في تشرين الثاني المقبل. السؤال كيف سيكون دور ايران في محاربة “داعش”، واين خطر “داعش” حالياً؟ هناك خطر في العراق وسوريا واليمن. فكيف ومتى سيتبلور دورها وهل سيكون سلبياً ام ايجابياً؟ وهناك نفوذ لايران في لبنان، فكيف ستكون صورة دورها في المرحلة المقبلة؟

الاتفاق النووي اتفاق تقني الطابع، لكنه اعطى دولة كانت خارج الاسرة الدولية اموالاً، واعادها الى الحظيرة الدولية. على المدى القصير قد لا يكون هناك تغيير جذري، لكن على المديين المتوسط والبعيد سيكون هناك تغيير. عندما بدأت محادثات جنيف حول سوريا لم تكن ايران مدعوة. اما الآن فقد دعيت قبل نهاية العام الماضي الى محادثات فيينا ونيويورك، وكانت لا تزال عملياً تحت العقوبات.

اول فعل قدمته ايران هو اطلاق اسرى، اي البحارة الاميركيين، جرى تفاوض وتبادل اسرى، ما يعني ان هناك اعترافاً بأنها محاور في هذا الموضوع، فما الذي يمنع الاعتراف بها كمحاور في مواضيع اخرى؟ صحيح انه اتفاق تقني، لكنه يفسح في المجال للتطبيع معها؟ ولاجراء نقاشات معمقة وبعيدة في قضايا اخرى. وللتوصل الى مكافحة الارهاب، والى حلول للملفات في لبنان واليمن والعراق وسوريا لم يعد بالامكان، بحسب المصادر، القول ان ليس لديها دور في المنطقة.