Site icon IMLebanon

وزير البيئة: لوقف الحديث عن ترحيل النفايات والعمل على الحل المستدام


عقد وزير البيئة محمد المشنوق اجتماعا تشاوريا، بعد ظهر اليوم مع بعض هيئات المجتمع المدني وممثلي الجمعيات البيئة شارك فيه رئيس “الحركة البيئية” بول ابو راشد، سمير سكاف، بيار ابي شاهين ، جوزيان يزبك، عفت إدريس وعن “تجمع وحدتنا خلاصنا” كل من ملحم خلف، شاكر نون، أسعد الشفتري. وتناول البحث موضوع معالجة النفايات الصلبة.

وقال وزير البيئة في كلمة في مستهل الاجتماع: “نرحب بكم جميعا من حركة بيئية، وحراك مدني، ووحدتنا خلاصنا في وزارة البيئة.

أنتم تمثلون مجموعة كبيرة لها دور أساس في موضوع الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة، تماما كما الشركاء الآخرين من إدارات رسمية وسلطات محلية وقطاع أكاديمي، وإعلام، وهيئات اقتصادية، وأخيرا وليس آخرا المواطن. هؤلاء هم الشركاء السبع في موضوع الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة.

لذلك، نحن ننظر إلى لقائنا اليوم كجلسة تشاور مع شريك أساسي من هؤلاء الشركاء لنحضر سويا لمؤتمر يجمع كل الأفرقاء للبحث في كيقة تحويل المبادئ البيئية إلى أعمال إجرائية”.

واضاف: “قبل أن أتابع في موضوع المؤتمر الذي نطرحه، أود أن اركز على نقاط ثلاث:

1 – نحن لا نريد العودة إلى الوراء، ولا نريد أن نفتح أوراقا نعتبرها من الماضي. أنتم أعلنتم عن مبادئ بيئية نحن نؤمن بها، وعملنا على أساسها منذ اليوم الأول لتسلمنا حقيبة وزارة البيئة منذ ما يقارب العامين، فنود أن نذكر بأن المناقصات التي أجريت في العام الفائت كانت لغاية تاريخه الإجراء العملي الوحيد الذي احترم السلم الهرمي لإدارة النفايات الصلبة، إذ نصت دفاتر الشروط على استرداد نسبة 60 في المئة إلى 75 في المئة من النفايات واستخدام العوادم لتأهيل المواقع المشوهة بيئيا، ولو طبقت، لكنا اليوم قد أصبحنا جاهزين للبدء بالتنفيذ، وبالتالي تطبيق مبدأ التعامل مع النفايات كمورد. ولذلك أصدرنا التعميم رقم 8/1 تاريخ 16/11/2015 المتعلق ببعض الإرشادات للبلديات واتحاداتها والقائمقامين والمحافظين في موضوع الإدارة المتكاملة للنفايات المنزلية الصلبة – وهو بين أيديكم.

2 – نحن على يقين أننا انطلقنا من مكان في موضوع النفايات، ووصلنا إلى مكان آخر أدى إلى البحث في خيار الترحيل، وهنا أتمنى عليكم الإصغاء جيدا إلى ما سأقوله:

إن الحل المرحلي الذي اتخذه مجلس الوزراء (حل الترحيل)، وبالرغم من كل مساوئه وبالرغم من أننا لسنا من تابعه خلال الفترة الأخيرة، هو قرار اتخذه مجلس الوزراء وبالتالي على وزارة البيئة السير به.

إن كل دقيقة إضافية نخصصها لمناقشة موضوع الترحيل ستكون نتيجتها المباشرة إطالة مدة هذه المرحلة الانتقالية، عوضا عن تقليصها إلى أقصى الحدود الممكنة، لأننا نكون قد أضعنا الوقت في تكرار مساوئها، عوضا عن الاستثمار في تفعيل المرحلة المستقبلية المستدامة؛ فدعونا نكف الحديث عن الترحيل ونركز على العمل من أجل الحل المستدام لكي لا يصبح المرحلي مستداما “فتكون الضلالة الأخيرة أكثر شرا من الأولى”، وتاريخ لبنان حافل في هذا المجال.

نحن نريد أن نفكر سويا في طريقة استرداد أكبر نسبة ممكنة من النفايات وصولا إلى الاقتصاد الدائري – مع التذكير دائما ودوما بأن الطمر الصحي هو في أسفل الهرمية واسترداد الطاقة يعلوه شأنا. هذا لا يعني أننا هواة محارق، لكن استرداد الطاقة هو عنصر من الدورة المتكاملة لإدارة النفايات، علما أن التدابير التي نشهدها حاليا من حرق عشوائي وكب عشوائي ليست موجودة أصلا في هذه الهرمية لأنها مرفوضة بيئيا، بالتالي يجب ان نعمل سويا لتغيير المنطق الذي يقبل بالمكب العشوائي ويرفض المطمر الصحي، هذا المنطق الذي أوصلنا، مع عوامل أخرى كعدم تعاون القوى السياسية، إلى حل الترحيل. فها هو مطمر الناعمة، أليس أفضل من المكبات العشوائية المنتشرة في كل مكان؟ أما قمنا بتوليد الطاقة من هذا المطمر، واستصدار قانون حول الحوافز المالية للبلديات المحيطة وصرفنا المستحقات؟

3 – نحن نريد التعاون معا للحد من حال الكسل التي يتعرض لها اللبناني في موضوع النفايات، المواطن لديه دور أساسي في هذا الموضوع وعلينا العمل المتواصل لتوضيح هذا الدور والتوجيه في طريقة تأديته.

-إذا، وبالعودة إلى اقتراح المؤتمر الذي نطرحه بمشاركة الشركاء السبع، أريد أن أعود لأوكد أنه يجب أن يكون لدينا تفكير مستقبلي واحد، مع معالجة للوضع الآني للحد من السلوكيات المعيبة التي نشهدها في جبل لبنان وغيره من المناطق. دعونا نفكر في جدول أعمال هذا المؤتمر، كي يساعد فعليا في تحويل المبادئ البيئية التي تجمعنا إلى أعمال إجرائية.

– هدفنا اليوم ليس إصدار بيان إعلامي، فجميعنا باستطاعته أن يقوم بذلك حينما يشاء. نحن هنا اليوم لتكريس أهمية التصور المشترك والتعاون العملي للانتقال من الأقوال إلى الأفعال، وأنا أود التركيز على نقطتين في هذا المجال:

1- إنشاء مشروع ريادي نموذجي في العاصمة أو إحدى مناطق محافظة جبل لبنان هو أساسي.

2 – الرقابة الصارمة لتفادي الكب العشوائي داخل نطاق البلدية أو خارجها هي أكثر من أساسية. وهنا لا بد من الأخذ في الاعتبار قدرات الوزارة، وبالتالي ضرورة مبادرة جميع المعنيين، وعلى رأسهم أنتم هيئات المجتمع الأهلي والمدني، للتفكير في الأساليب الابتكارية الأمثل لهذه الغاية”.

وختم مجددا “أهلا وسهلا بكم في وزارتكم سأعطي الكلام للجميع”، آملا احترام الوقت إفساحا في المجال للجميع للادلاء بمداخلته”.

“وحدتنا خلاصنا”
وكانت كلمة بإسم ” تجمع وحدتنا خلاصنا” ألقاها نون جاء فيها: “كنا في مرحلة انقطاع منذ اشهر وإفتقدنا الى الى دور الوسيط وما حصل هو جنون من الجهتين، ولن ندخل في من معه حق ومن ليس معه حق. ويفترض أولا عدم التخلي عن الحوار وثانيا يفترض بنا عدم التعميم فليس كل البيئيين بيئيين عشوائيين وليس كل البيئيين ايضا قديسين، وليس كل الحكومة قديسين وليس كل الحكومة فاشلين ونحن نأتي لنسمع بعضنا ونستعيد أدوارنا وأعطونا فرصة لنعود الى التلاقي والتكلم مع بعضنا البعض من دون أي تشنج”.

خلية أزمة
واستغرق الاجتماع ساعتين خرج بعده ممثلو المجتمع المدني والجمعيات البيئية بأجواء ايجابية، وتحدثوا عن “تقارب في وجهات النظر وعن تبني قواسم مشتركة لحل مستدام لأزمة النفايات يستند الى الخطط المقترحة من الوزارة والجمعيات ال 225 الموقعة خارطة طريق بعنوان “التدوير”.

وتخلل الاجتماع نقاش تفصيلي في بعض الاقتراحات العملية لمعالجة الازمة، وأعلن المجتمعون “التوافق على تشكيل خلية أزمة وإبقاء الاجتماعات مفتوحة”.