وصفت مصادر سياسية محايدة لصحيفة “اللواء” خطاب الرئيس سعد الحريري بأنه “كان خطاباً مفصلياً، امتنع فيه عن الشعبوية والتعبئة السياسية أو المذهبية”، متوقفة عند “مفاصل رئيسية اختلط أمرها في الأسابيع والأشهر الماضية، وكادت تشوّش عقول اللبنانيين، بعدما أدخلت 14 آذار في مناخات غير مستقرة، وكادت أن تقلب الحقائق فتصوّر 14 آذار وتيار “المستقبل” بأنها المسؤولة عن الفراغ الرئاسي، وهذا مجافٍ للحقيقة”.
أما المفاصل التي توقفت عندها المصادر، في خطاب الحريري فهي:
1 ـ التأكيد على وحدة النهج بين خط الرئيس الشهيد والتيار الذي أسسه وعلى رأسه الرئيس الحريري، منطلقاً من “على نهجك مستمرون يا أبا بهاء ولو كره الكارهون”، لينتهي إلى “أن أحداً لن يتمكّن من السطو على الجمهورية اللبنانية لا بترهيب السلاح (في إشارة إلى حزب الله) ولا لإرهاب التطرّف (في إشارة إلى الجماعات الإرهابية) ولا بمخالفة الدستور (في إشارة إلى تعطيل جلسات انتخاب الرئيس) ولا بالأحكام العسكرية الزائفة (في إشارة إلى أحكام المحكمة العسكرية وآخرها ميشال سماحة).
2 ـ تحميل “حزب الله” معظم الموبقات: “فلتان السلاح، حماية المجرمين والهاربين من العدالة، تعطيل المؤسسات، تبرير الشغور الرئاسي، إسقاط إعلان بعبدا، وتقمّص أدوار الدول العظمى بتجنيد آلاف الشبان للتورّط في الحرب السورية”.
3 ـ امتلك الرئيس الحريري الشجاعة واعترف أن طاولة الحوار ليست قادرة على سحب “حزب الله” من صراعات المنطقة العسكرية، فناشد “أهل العقل والحكمة والوطنية في الطائفة الشيعية تفكيك الألغام التي تُهدّد سلامة العيش المشترك”.
4 ـ بالشجاعة والصراحة ذاتها، قدّم جردة حساب لمسار المبادرات الرئاسية من ترشيح جعجع إلى ترشيح فرنجية. وبالقياس المنطقي، اعتبر أن خلفية هذه المبادرات كانت أن “الفراغ كارثة”، داعماً وجهة هذا التفكير بإجراء مقارنة بين لحظة انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان واللحظة الحالية، وما حفلت به من تدهور في كل الحقول والمجالات.
5 ـ قارب الرئيس الحريري اللقاء مع النائب فرنجية، متوقفاً عند: التفاهم بين الرجلين لإنهاء الفراغ الرئاسي، أي تبنّي ترشيحه للرئاسة الأولى، وخلط الأوراق الذي سببته هذه الخطوات وما ترتّب عليها من خطوات أهمها كانت المصالحة بين “القوات” و”التيار الوطني الحر” في 18 كانون الثاني الماضي.
6 ـ وبالشجاعة والمصارحة التي شاء أن تكون سمة خطابه المفصلي، أو ما أسماه “بقّ البحصة”، داعب رئيس تيّار “المستقبل” حليفه جعجع بالقول: «يا ليتك أقدمت على هذه الخطوة قبل 28 عاماً لكم كنت وفّرت على المسيحيين”.
7 ـ ردّ تهمة التعطيل بصورة جازمة وقاطعة إلى الذين يتمنعون عن حضور الجلسات، ولا يرون في الأمر عجلة (في إشارة إلى ما قاله السيّد حسن نصرالله في اطلالته التلفزيونية الاخيرة)، فهم “يقولون إما المستقبل يعلن أن الجنرال عون مرشحه أو أن الفراغ سيستمر”، واصفاً هذه المعادلة بأنها “لا تركب على قوس قزح.. وهم يغطون السموات بالقبوات ويعطون دروساً بالوفاء”، ولن نقبل بالتالي أن يحملنا أحد مسؤولية الفراغ، رافضاً كل مبررات المقاطعة والغياب عن الجلسات ومعزوفة الحق الدستوري والغياب.
8 ـ طمأن الرئيس الحريري شريكه في تفاهم باريس نائب زغرتا الذي شارك لأول مرّة في إحياء ذكرى الرئيس الشهيد بإيفاد ممثّل عنه هو الوزير روني عريجي، إلى انه عند التزامه، “وعندما نعطي التزاماً نسير فيه حتى النهاية”.
