Site icon IMLebanon

صناعة الهواتف الذكية تبحث عن واقع جديد


دانيال توماس

يجب أن نشعر بالقليل من الأسف على شركات صناعة الهواتف الذكية العالمية. فالجميع في هذا العالم تقريبا يملك هاتفا الآن، والذين لا يملكون من غير المرجح أن يدفعوا الكثير على جهاز خيالي جديد.

معظم الناس يستخدمون جزءا صغيرا من قدرات هواتفهم، ما يعني أن الحيل الإضافية التي كشفت عنها شركات التصنيع في المؤتمر العالمي للهاتف الخليوي السنوي في برشلونة، غالباً ما يبدو أنها مُصممة لإبهار البُلهاء، أول المحرِّكين، من أمثالي.

ولهذا السبب – باعتباري ذلك الأبله – فوجئتُ عندما أظهرت “سامسونج” في الأسبوع الماضي هاتفها الذكي الجديد، جالاكسي S7، في احتفال فخم إلى درجة العبث. الهاتف الأحدث يبدو كثيراً مثل هاتف S6 Edge. انطباعي الأول كان أن لديه حافة أكثر استدارة قليلاً وشاشة أكبر.

بعد ذلك اتضح لي – أني كنت أحب هاتف S6. لقد كان بسهولة أفضل هاتف ذكي في العام الماضي من وجهة نظري، لذلك بطبيعة الحال أعتقد أن الجهاز الجديد ممتاز أيضاً، خاصة أن سامسونج تجنّبت ميلها لإضافة الكثير من الإضافات غير الضرورية والتركيز بدلاً من ذلك على ما يهتم به الناس.

إذن، جهاز S7 يملك بطارية أكبر، وذاكرة قابلة للتوسّع، وهو مقاوم للماء. هذه باختصار، هي الأشياء الثلاثة التي يُريدها مستخدمو الهواتف الخليوية من أجل الاستخدام اليومي. الشيء الرابع، إذا حسبت الشاشة المُضاءة دائماً.

الشعور بالضغط: كانت بعض التصميمات اللافتة للنظر أكثر معروضة في أماكن أخرى. أحببت هاتف Cat S60 من إنتاج “بوليت جروب” البريطانية، الذي يسمح لك بأخذ صور حرارية مُفصّلة.

وتعد هذه المرة الأولى التي يتيح فيها هاتف ذكي سلسلة من الاستخدمات تمتد من رصد مواقع فقدان الحرارة عند عزل غرفة ما، إلى العثور على حيوان أليف ضائع في الحديقة، أو التأكد من أن طهي النقانق قد انتهى. بالتالي ابتكرت بدون قصد “ثيرمي” – صورة شخصية “سيلفي” مع حرارة الجسم المُضافة.

لقد أسرني نهج أنموذج G5، من شركة إل جي، الذي يُمكِّنك من تبديل قاعدة الهاتف في حال كنت ترغب في التركيز على الاستماع إلى الموسيقى، من خلال جعل جودة الصوت أفضل، أو جعل “الزووم” وحزمة البطارية في حالة أفضل من أجل التقاط الصور.

وسأشعر بالدهشة إذا نجح هذا في الاستخدام اليومي، لأن عددا قليلا من الناس سيرغبون في إزعاج حمل ومبادلة المكونات. وعلى أية حال، الشاشة والكاميرا في جهاز G5 جيدة بما فيه الكفاية بالنسبة لمعظم المستخدمين.

لكن هذا العام العديد من شركات التصنيع الرائدة في المعرض كانت أكثر تركيزاً مما درجت عليه العادة، على ما يُمكن أن يفعله الهاتف الذكي – بدلاً مما كيف يبدو – فضلاً عن الإكسسوارات المُتّصلة والخدمات الجديدة.

لذلك، في حين أن جهاز إكسبيريا إكس الجديد من سوني لم يكُن مُثيراً للاهتمام، إلا أن المركز وشاشة العرض “إيجينت” المُتصلة في المنزل تعد أكثر متعة بكثير. الفكرة هي أنه سيعمل على أتمتة بعض المهام العادية في جميع أنحاء المنزل من خلال ربط الأجهزة، بدءا من جهاز تنظيم الحرارة إلى التلفزيون، وإضافة القليل من تعلّم الآلة حتى يلتقط عادات الأسرة.

أفضل شيء حتى الآن هو شاشة العرض التفاعلية، التي يُمكن عرضها على أي سطح مستو – تقويم أو قائمة المهام التي يُمكن تعديلها، مثلا، أو قائمة الأسماء التي يُمكن استخدامها لإجراء مكالمة من خلال المركز.

مع ذلك، سماعة الأذن المُتّصلة المُصاحبة، التي يُمكن أن تأخذ الأوامر وتقديم الاقتراحات، يبدو كأنها خطوة إلى الوراء. أي شركة تكنولوجيا تزعم أن مستقبل الربط ينطوي على سماعة أذن متصلة عبر البلوتوث – نظرة تُنادي على سائق “أوبر” بدوام جزئي- ينبغي أن تُفكّر مطوّلاً بشأن خفض أجهزتها.

السماعات في الطليعة: تركيز مُجدّد على تطبيقات الهواتف الذكية القوية كان يعني أن المؤتمر العالمي للهاتف الخليوي قد غمره الواقع الافتراضي وأجهزة الواقع المُعزّز.

مع ذلك، من وجهة نظري لم تعمل أي منها على تحسين ما هو مُتاح بالفعل من جهاز “جير في آر” من سامسونج، المدعوم من هواتفها الذكية، الذي تحسن نسخته المُحدّثة مع جهاز جالاكسي S7 من تجربة الانغماس الافتراضي.

انتشار أجهزة الواقع الافتراضي في المعرض – مثل وفرة الأجهزة التي يُمكن ارتداؤها العام الماضي – جعل المشاكل التي يواجهها الواقع الافتراضي واضحة للغاية. لم يكُن هناك أي تطبيق قوي، أو تغذية محتوى من شأنها إقناعي بارتداء أي منها لأي فترة من الوقت.

في الواقع، الرئيس التنفيذي لشركة سوني موبايل، هيروكي توتوكي، أكّد هذه النقطة عندما أخبرني عن السبب في أن سوني، على الرغم من جاهزية الأجهزة، أجلت الأمر حتى الوقت الذي كان فيه إصدارها القائم على بلاي ستيشن جاهزا،ً بسبب الألعاب التي يُمكن أن تصاحبها.

وتأمل سامسونج في المساعدة في التحايل على عدم وجود الأشياء الافتراضية التي ننظر إليها، من خلال تشجيع الناس على استحداث الأشياء الخاصة بهم، مع إطلاق كاميرا الواقع الافتراضي “جير 360” التي يُمكن أن تلتقط صورة مُحيطة واحدة، أو فيديو عندما تقترن بالهاتف عبر نظام البلوتوث.

وهذا يبدأ بالإشارة إلى إحدى النسخ المحتملة لسوق الواقع الفتراضي الشاملة. سأكون قادراً على تصوير حفلة عيد ميلاد ابني الصغير بالفيديو بانغماس بدرجة تبلغ 360، ومن ثم في الأعوام المُقبلة مشاهدته يُطفئ الشموع على كعكته، وإدارة رأسي لرؤية أصدقائه يهتفون.

إذا كنتُ لا أزال أخجل من بعض الصور التي تُحب والدتي عرضها لي عندما كنت طفلاً، تخيّلوا الإحراج المُحتمل الكامل بدرجة تبلغ 360 عندما يكون هناك 18 شمعة على الكعكة.