سألت أوساط سياسية في “14 آذار” عن مصير “حزب الله” بعد التسوية في سوريا والى أين سيتجه في ظل الحصار المفروض عليه خليجيا وشد الخناق الغربي لا سيما الاميركي ماليا وحال التململ داخل بيئته الحاضنة لبنانيا بفعل تساؤلات لم تعد خافية على أحد عن ثمن “الدم اللبناني” المهدور في سوريا مع وصول الامور الى ما وصلت اليه.
ورات الاوساط عبر “المركزية” ان المسألة تخضع لمعاينة داخلية دقيقة وتشكل احدى الاشكاليات الرئيسية الموضوعة على مشرحة النقاش في اجتماعات كوادر الحزب على المستوى القيادي وتتجاذبها وجهتا نظر تقول الاولى بأن “حزب الله” انخرط في الميدان السوري كشريك في الصراع الى جانب النظام وما يسري عليه من مفاعيل التسوية يفترض ان ينطبق على الحزب ليس لناحية تحصيل مكاسب ميدانية او جغرافية بإعتباره غير سوري لكن لا بد من ان يؤخذ في الحسابات السياسية ويكافأ بتعزيز موقعه في التسوية وهو ما يفترض بقاءه في الميدان الى حين انقشاع الصورة الضبابية وبروز معالم الحل بوضوح بحيث يحصّل أقصى ما يمكن من مكاسب تجعل عودته الى الداخل اللبناني قوية ومحصّنة.
اما وجهة النظر الثانية، فتركز على ان التسويات الدولية قد لا تحجز مكانا للقوى غير السورية في قطار الحلول، وهو خيار مرجح بقوة، على الاقل ليس على مستوى الاحزاب اذا ما ارتؤي اقحام الدول المنخرطة في الصراع السوري في مشروع التسوية، بما يفترض والحال هذه الانخراط في تسوية سياسية لبنانية من ضمن اتفاق شامل يبدأ برئاسة الجمهورية ويكفل الغطاء الشرعي الضروري لعودة مريحة للحزب من سوريا وحجز موطئ قدم في المعادلة التي ستتحكم بالوضع السياسي اللبناني لسنوات.
وسط هذا المشهد، لفتت الاوساط الى ان وجهة النظر الثانية قد تشكل النقطة التي قد يرسو عليها القرار في ظل هواجس لدى الحزب من امكان ان تستفيد اسرائيل من اللحظة الحرجة الدولية عبر تضييق الخناق عليه والاقليمية العربية بمحاصرته والداخلية بافتقاده دعم المكونات السياسية والشعبية لافتقاده ركائز الانتصار في سوريا وعدم قدرته داخليا على قلب الموازين في ظل وجود نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون سني في لبنان مع النزوح السوري اليه بما يجعل متعذرا اللعب على الوتر المذهبي لتنفيذ 7 ايار جديد، لتوجه ضربة تعتقد انها ستكون موجعة وربما قاضية مع عودة مقاتلي الحزب منهكين من صراع عسكري ضار في سوريا، وعدم استعداد اي طرف دولي او اقليمي او حتى محلي للدفاع عنه بعدما فقد الغطاء والمظلة الواقية التي أمنت له الاحتضان الواسع والتعاطف الشامل اثر حرب تموز 2006. كل هذه الاعتبارات تقول الاوساط ان الحزب يضعها في حساباته لاتخاذ القرار الكبير.
