Site icon IMLebanon

المصارف تقتنص المواهب من الانترنت لتجاوز الأزمة

JPMOrganChase
لورا نونان

تلجأ المصارف الاستثمارية في الوقت الحاضر إلى “مجتمعات الموهبة” وتعلم الآلة في الوقت الذي تصبح فيه خلاقة على نحو متزايد، في سعيها لجذب الأشخاص المناسبين لهذه الصناعة التي فقدت بعضا من بريقها منذ الأزمة المالية.

جيم كوكران، رئيس التوظيف العالمي في بنك جيه بي مورجان، أكبر بنك استثماري في العالم، قال لصحيفة فاينانشال تايمز، إن البنك يستحدث منتديات المواهب على الإنترنت، لموظفي المستقبل في محاولة لجذب العاملين في التكنولوجيا.

وقال مسؤول تنفيذي في البنك، إن بنك جولدمان ساكس في الوقت نفسه يستخدم تعلم الآلة لفحص مئات الآلاف من الطلبات المقدمة، التي لا يزال يتلقاها في كل عام من الأشخاص الذين يلبون الحدود الدنيا الملائمة الأساسية للبنك.

خريجو درجة ماجستير في إدارة الأعمال المتميزين هم أقل عرضة الآن بنسبة 40 في المائة لاختيار العمل في مهنة مصرفي ما كانت عليه الحال في عام 2008، في حين أن المصارف تكافح أيضا لجذب المختصين البارعين في أمور التكنولوجيا التي تحتاج إليها، لعزل مستقبل أعمالها بعيدا عن شركات وادي السليكون الأكثر جاذبية.

وقال كوكران، إن جيه بي مورجان يستخدم منتديات المواهب على الإنترنت ليبرهن لمجموعة مختارة من المهنيين المطلوبين “لماذا يعد من المثير للاهتمام العمل في شركة خدمات مالية” كما هي الحال بالنسبة لشركة التكنولوجيا، حتى يتمكنوا من الحصول على أشخاص تجاوزوا أصعب المراحل “حول الانتقال بين الصناعات.

البوابة مشابهة لموقع الشبكة الاجتماعية للأعمال التجارية لينكدإن، ولكن يجري جيه بي مورجان محادثات مع “مقدمي الواجهة الأمامية” الذين سوف يبيعون له واجهة خاصة للمجتمعات.

أعضاء مجتمعات المواهب تشمل أناسا لديهم سابقا مقابلات مع البنك، وقرروا عدم الانضمام، وكذلك خبراء صناعات أخرى. المواد المنشورة على المنتدى تتضمن معلومات عن العمل المصرفي، فضلا عن رسائل شخصية من كبار المديرين تبين ما هو عليه العمل هناك ومناقشات حول مواضيع الصناعة.

وقال كوكران، “نحن بصدد إنشاء مصدر توريد، ومجتمعا حول هذا الموضوع، بحيث يمكن اختيار الموظفين من المجتمع”.

من جهته قال مهندس أمضى أكثر من عشر سنوات في بنك من الدرجة الأولى قبل أن ينتقل إلى شركة تكنولوجيا كبيرة، إن الأمر سيتطلب أكثر من مجتمعات المواهب لإقناع الناس مثله للانتقال إلى الخدمات المالية.

وقال، إن المصارف تتعامل مع الهندسة كما لو أنها “مركز تكلفة” في حين أن شركات التكنولوجيا تضع الهندسة في قلب أعمالها. وأضاف، “وكان من بين الأشياء التي كانت تسعى إليها المصارف التقليدية أن هناك مساحة كبيرة متغيرة في الأجور. بعد عام 2008 بدأت تلك المساحة بالإغلاق وأصبح (العمل المصرفي) حجة أقل إقناعا من ذلك بكثير”. أصر اكوكران على أن المسألة لم تكن نقصا مطلقا في السير الذاتية القادمة إلى مصرفه، الذي يتلقى 40-50 طلب تقديم على كل وظيفة يعلن عنها. وقال كوكران، “هناك الكثير من السير الذاتية التي تنهمر علينا، إلا أننا نريد الأشخاص المناسبين لبنك جيه بي مورجان”.

يتعامل بنك جولدمان أيضا مع البريد الوارد الذي يفيض بالطلبات، جاذبا بذلك 313 ألف طلب تقدم للوظائف العام الماضي على مستوى العالم للعمل في 9700 وظيفة. وعلى الرغم من الانهيار المالي، المصارف من الدرجة الأولى مثل جولدمان تستمر في جذب عدد كبير من طلبات التقديم لأشخاص يرون العمل المصرفي مهنة مربحة ومثيرة، حتى عندما لا يكون لدى هؤلاء الناس المهارة الأساسية لهذا المنصب.

وقال مسؤول تنفيذي، إن البنك يستخدم برامج “التعلم الآلي” لتقليل أعداد السير الذاتية إلى عدد أكثر قابلية للإدارة، وبعد ذلك تحوَّل إلى شركات التوظيف ومديري التوظيف. وامتنع البنك عن إعطاء المزيد من التفاصيل عن كيفية عمل التعلم الآلي.

كوكران يرى أن بنك جيه بي مورجان يستخدم مقابلات الفيديو باعتبارها “وسيلة لإدراك أحجام” السير الذاتية التي يجتذبها. المتقدمون يستخدمون برنامج يسمى هاير فيو لتسجيل أنفسهم والإجابة على الأسئلة المكتوبة.

وكانت المصارف أيضا تعزز جاذبية الموظفين الناشئين من خلال تسريع دورات الترقيات، وتوظيف المزيد من الأشخاص لتوزيع عبء العمل. وقال، إن بنك أوف أميركا ميريل لينش يوظف صغار الموظفين الآن بنسبة 30 في المائة، أكثر ما كان عليه في عام 2007، وكشف النقاب عن ترقيات سابقة لمحللين وزملاء في كانون الثاني (يناير) الماضي.