Site icon IMLebanon

خلايا نائمة لـ”استقبال داعش”!

 

 

 

 

كتبت صحيفة “الأخبار” أنه خلال الأسبوعين الماضيين، أوقف الأمن العام شبكة، مؤلفة من عدد من الأشخاص، مكلّفة من قيادة التنظيم بتجنيد قاصرين وانتحاريين بهدف التمهيد لخلق أرضية للتنظيم. في ما يلي اعترافات عدد من الموقوفين.

فقد أوقف الأمن العام شبكة تُجنِّد قاصرين لمصلحة تنظيم «الدولة الإسلامية»، تنشط بين منطقتي المنكوبين ووادي نحلة الشماليتين. عديد أفراد الشبكة خمسة أشخاص معظمهم لبنانيون يأتمرون بإشارة اللبناني عمر الصاطم، الذي يدير نشاط التنظيم من «عاصمة الخلافة» في محافظة الرقة.

وكشفت المعلومات أنّ عناصر الشبكة يتسترون بغطاء مدرسة دينية في إحدى مناطق الشمال، علماً بأن الموقوفين هم اللبنانيون: بكر س. وخالد خ. وأحمد م. وأ. مهنا، والسوري مهند ج. وبيّنت الاعترافات أن المجموعة كانت تجهّز خلايا للقيام بعمليات أمنية، إضافة إلى الإعداد لتنفيذ عملية ضد الجيش اللبناني في منطقة البداوي.

التحقيقات التي أجرتها المديرية العامة للأمن العام كشفت أن فتاة لبنانية تحمل الفكر الجهادي أقنعت بكر س. الملقب بـ«أبو عمر»، بمبايعة «جبهة النصرة». أقرّ الشاب الموقوف بأنّ السيدة شجّعته علي الالتحاق بـ«النصرة» لـ«الجهاد في سوريا». وذكر أنّها نقدته مبلغاً من المال كي يدفع بدل نقله وتهريبه من الشمال إلى عرسال، ومنها إلى معسكرات «جبهة النصرة» في الجرود. وكان الأمن العام قد رصد اتصالاً بين الموقوف والسيدة المذكورة منذ خمسة أشهر، أبلغته فيه أنّها مُكلّفة باستقبال «مجاهدين واستشهاديين» سيصلون إلى لبنان. وطلبت منه معاونتها، لكونها منقبة لا يمكنها استقبالهم. أما عن مكان وجودها، فقد تبيّن أن السيدة المذكورة غادرت لبنان ببطاقة هوية مزوّرة إلى سوريا، ثم انتقلت إلى الرقة حيث انقطع الاتصال بها.

وذكرت المعلومات أن الموقوف كان أحد تلامذة الشيخ أسامة عنتر (موقوف في سجن رومية بتهمة تجنيد جهاديين) حيث كان يتردد إلى المسجد الذي يؤمّه الأخير لحضور دورات دينية. بدأت العلاقة بين الرجلين منذ عام ٢٠١٠. تنقل بكر خلالها بين عدد من المهن (بيع إطارات السيارات وتصليح إشبمانات ودهان الموبيليا). وفي عام ٢٠١٤، التحق بكر بـ«جبهة النصرة». وبدأ الدعوة حيث نجح في تجنيد عدد من الأشخاص. خلال عام، انتقل أفراد المجموعة إلى جرود الجبة في القلمون، حيث خضعوا لدورات عسكرية وشرعية. غير أن عدداً من الشبان المذكورين رضخوا لضغوط ذويهم، فعاد قسمٌ منهم إلى عرسال. في تلك الأثناء، تمكنت الأجهزة الأمنية من توقيف بكر. خلال التحقيقات، تبيّن أنّ اثنين من مجموعته كانا من عداد مجموعة أحد أمراء تنظيم «الدولة» ابراهيم بركات، التي شاركت في معارك ضد الجيش في الشمال.

أثناء وجود بكر في معسكرات «النصرة» في القلمون، أبلغه «أمير المفخخات» أنّه جهّز سيارة بكمية من المتفجرات، كاشفاً أنّّه تقرر تفجيرها في اليوم نفسه في الضاحية الجنوبية. وطلب القيادي المذكور من بكر الدعاء لـ«الاستشهادي اللبناني الذي سيقود السيارة المفخخة». وخلال التحقيق، أفاد بكر بأنّه سمع بحصول العملية في اليوم التالي في منطقة اللبوة. لم يدم الوئام بين بكر وفرع «القاعدة» السوري. في عام ٢٠١٥، بايع تنظيم «الدولة الإسلامية» بتزكية من شخص يُدعى أمين س، ليلتحق بمجموعة خالد خ. الملقب بـ«خلدون». البيعة تمّت في مسجد في منطقة المنكوبين بطرابلس، علماً بأنّ بكر كُلّف بتجنيد قاصرين لتأليف خلايا نائمة للتحضير لقدوم تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى لبنان. وكان تكليفه يقضي بإعدادهم لتنفيذ عمليات أمنية قد تُكلّفهم بها قيادة التنظيم مستقبلاً. وبحسب معلومات الأمن العام، «جنّد بكر ١٢ شخصاً؛ بينهم عدد من القاصرين»، علماً بأنّه كان يجتمع بهم داخل متجر للألعاب يملكه خالد. وهناك يُعطيهم دروساً في الدين والقرآن الكريم. كما كان يحثّهم على الجهاد مع تنظيم «الدولة». تحدّثت المصادر عن رأسين للمجموعة، كاشفة أنّ أحدهما قُتل ويُدعى نوح سيف، فيما الآخر موجود في مخيم عين الحلوة. وذكرت المعلومات أنّ نوح قبل مقتله كان قد طلب من بكر تجنيد استشهاديين. وجرى تجنيد انتحاري لتنفيذ عملية في الداخل اللبناني، لكن سيف قُتل في تلك الأثناء فأُرجئت العملية. وأفادت المعلومات بأنّه قبل وقوع تفجير برج البراجنة بيومين، أُبلغ بكر بأنّه «سيسمع خبراً مفرحاً، ملمحاً إلى وقوع تفجير أو عمل أمني».

أما خالد خ. (مواليد ١٩٩٣) الملقب بـ«خلدون»، فسبق أن أوقف عام 2007 لعلاقته بأحد عناصر تنظيم «فتح الإسلام» أحمد مرعي، على خلفية أحداث نهر البارد ليُطلق سراحه في اليوم التالي. يومها كان صغير السن، لكن أُعيد توقيفه لاحقاً لمشاركته في جولة الاشتباكات بين جبل محسن وباب التبانة، ثم خرج بكفالة مالية مقدارها ٣ ملايين ليرة. تعرف خالد إلى بكر في سجن رومية، ثم توطّدت علاقتهما في الخارج. أما سبب التحاقه بتنظيم «الدولة»، فردّه إلى تأثره بإنجازاتهم العسكرية في الميدان السوري. وإثر خروجه من السجن، بدأ الإعداد لتشكيل خلايا لمناصرة أكثر التنظيمات تشدداً في منطقة وادي خالد. تعاون مع الشقيقين عمر ومحمد ص. بإشراف اللبناني نوح سيف الموجود في الرقة منذ أكثر من سنتين. عرض خالد على نوح إنشاء مجموعة تعمل لمصلحتهم في المنكوبين ووادي خالد، فاستمهله الأخير لاستشارة أميره في الرقة قبل أن يرد بالإيجاب. جرى بعدها تحديد الأهداف التي من أبرزها إعداد خلايا لتهيئة الأرضية لقدوم تنظيم «الدولة» والتحضير لعمليات أمنية خاصة. وكما حصل مع بكر، كان لسيدة دورٌ أساسي مع خالد. فقد رصد الأمن العام تواصلاً بين خالد وسيدة جزائرية تنتمي إلى تنظيم «الدولة»، أبلغته أنّها تريد الذهاب إلى سوريا للجهاد، ثم لعبت دور صلة الوصل بينه وبين أحد قادة التنظيم في الرقة.

العنصر الثالث في الشبكة الموقوفة يدعى أحمد مهنا، تربطه علاقة قوية بخالد. اعترف أحمد بأنّ صديقه خالد يحمل فكر تنظيم «الدولة»، كاشفاً أنّه يتردد إلى مسجد يؤمه شيخ يحمل فكر «النصرة»، وأنّ لدى إمام المسجد شقيقاً يقاتل مع ولديه في صفوف تنظيم «الدولة الإسلامية» منذ سنوات. وأنّ ولدين آخرين قُتلا في صفوف التنظيم، فيما الثالث موقوف في سجن رومية. كما ذكر أحمد أنّه يتلقى دروساً في القرآن الكريم على يد أستاذ يحمل فكر تنظيم «الدولة». أما عن علاقته ببكر، فذكر أنّها بدأت في منطقة عيون السمك، كاشفاً أنّهما قاتلا معاً في صفوف «النصرة» في سوريا قبل الانشقاق عنها. وبحسب مصادر التحقيق، فإنّ كلاً من علاء ص. وبسام ن. وعلي د. وسليمان م. جرى توقيفهم أيضاً، علماً بأنّ هؤلاء كانوا يخضعون لدورات دينية على أيدي مشتبه فيهم بالارتباط بالتنظيم المذكور.

وفي السياق نفسه، جاءت إفادة أحمد م. الشاب العشريني كان يتردد إلى مسجد التقوى للصلاة خلف الشيخ سالم الرافعي، مشيراً إلى أنّه كان متعاطفاً مع «الثورة السورية» في بدايتها. في تلك الأثناء، أي في عام ٢٠١٢، أُعلنت ولادة تنظيم «جبهة النصرة». ذكر أحمد أن الشيخ الرافعي كان يحثّهم على الانضمام إلى «الجبهة» للجهاد في صفوفها، كاشفاً أن الشيخ عرّف شقيقه إلى كل من أسامة منصور وشادي المولوي بوصفهما مسؤولين في التنظيم على الساحة اللبنانية بهدف تنسيق انتقاله إلى سوريا عبر عرسال. وذكر أحمد أنه مع شقيقه جنّدا سبعة أشخاص انتقلوا عبر عرسال للقتال في سوريا. وذكر أحمد أن الانتقال إلى الرقة كان يجري برّاً عبر الحدود اللبنانية السورية أو بحراً عبر تركيا، أو ينتقل الشخص، إن لم يكن مطلوباً عبر مطار بيروت إلى تركيا، ومنها إلى الرقة.