Site icon IMLebanon

ما مصير “التيار” و”القوات” بعد معركة جونية؟

 

 

 

أكدت أوساط سياسية مراقبة للانتخابات البلدية والاختيارية أن الاستحقاق الذي كللت ثاني مراحله الأحد 15 أيار بالنجاح أمنا وادارة، يعيد الى لبنان صورته الاصلية المشعة ديموقراطيا في ظل محيط يغلي ويشهد ثورات على أنظمة بعيدة كل البعد عن هذه الديموقراطية، ويظهر ان تخطي المهل الدستورية وتجاهلها عبر التمديد المزدوج لمجلس النواب وعبر الاحجام عن انتخاب رئيس للجمهورية، هو شواذ لن يصبح قاعدة في لبنان ولا بد ان تنتهي فصوله قريبا…

وتشير الاوساط عبر “المركزية” الى ان نسبة الاقتراع التي لامست الـ60% في بعض أقضية جبل لبنان، شكلت دليلا قاطعا الى ان الناس عطشى الى ممارسة حقوقها الديموقراطية بعد أن حرمت منها في السنوات الماضية، كما ان نتائجها أظهرت استقلالية معينة لدى كل مواطن، اذ لم تصوت “على العمياني” للوائح المشكلّة، بدليل التشطيب الذي بدت مفاعيله جلية في الارقام…

هذا على صعيد الصورة العامة لانتخابات الاحد، أما في طيّات المشهد البلدي، فتتوقف الاوساط عند أمّ المعارك في كسروان التي شكّلت جونية مسرحها، فتشير الى ان ما أفرزته الصناديق من نتائج أولية غير رسمية حيث تبين فوز لائحة “كرامة جونية” مع خرق من 4 أعضاء من لائحة “جونية التجدد”، يؤشر الى أن “التيار الوطني الحر” الذي أراد الانتخابات في جونية، استفتاءً على شعبية رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون، خاصة بعد ان تحولت المدينة في المهرجانات الانتخابية التي نظمها رئيس “كرامة جونية” جوان حبيش الى “عاصمة لمسيحيي الشرق ولموارنة لبنان”، لم يحصد تماما ما كان ينتظره من معركة اثبات الوجود التي أعلنها. فالمنازلة التي استخدمت فيها كل الوسائل الضرورية للحشد والتجييش، ونزل الى أرضها العماد عون شخصيا اضافة الى العميد شامل روكز لاستنهاض الهمم، صحيح انها انتهت بفوز حبيش وبالتالي أظهرت ان الجنرال لا يزال صاحب حضور لافت في جونية، الا ان نتائجها أظهرت أيضا تراجعا أصاب بقوة موجات “التسونامي” البرتقالية التي كانت اجتاحت كسروان ابان الانتخابات النيابية الاخيرة. وعليه، تتابع الاوساط، سيصعب على العماد عون تسييل ما أفرزته المدينة في السباق الذي يخوضه الى بعبدا، ذلك ان جونية لم تعطه التفويض المطلق الذي كان ينتظره ولم تكرّسه الزعيم المسيحي الاقوى “بدون منازع”. في المقابل، تشير الاوساط الى ان حجم العائلات الكسروانية التي واجهت “التيار” في جونية تظهّر أيضا بعد معركة الأحد، ففي حين كان يقال ان كلمة هذه العائلات التقليدية هي الاقوى، تبين ان الحرب التي دارت على أرضها لم تكن فصولها سهلة عليها وانتهت بهزيمة ولو مشرّفة لها.. وتعتبر الاوساط ان تصويت الناخبين في جونية أكد رغبتهم في التغيير وفي افساح المجال امام طاقم جديد لتقديم ما لديه للنهوض بواقع المدينة…

في غضون ذلك، تتوقف الاوساط عند مصير تحالف “التيار” و”القوات اللبنانية” بعد معركة جبل لبنان، فطرفاه تواجها في أكثر من مدينة من جهة، لكن الابرز انهما فشلا معا في معظم المعارك التي خاضاها في وجه قوى محلية وعائلية وحزبية أخرى في مناطق المتن وكسروان من جهة ثانية. وتلفت الى ان معارك الأحد ونتائجها لا بد ان تخضع لقراءة متأنية من قبل كل الاطراف التي شاركت فيها، وقد تكون مقدمة لتحالفات واصطفافات جديدة عشية الانتخابات النيابية التي بدأت طبولها تقرع بقوة.