أشارت صحيفة “اللواء” إلى أنّه بانتظار إعلان النتائج الرسمية والنهائية، فرضت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية في أقضية جبل لبنان الستة، عمليات تقييم لا سيما لدى الأحزاب التي واجهت العائلات والزعامات التقليدية على امتداد مراكز الأقضية والبلدات الكبرى في منطقة مترامية قدّر عدد الناخبين فيها بأكثر من 400 ألف ناخب، وبنسبة اقتراع تخطت انتخابات العام 2010 التي تجاوزت الـ55 في المائة، من أصل 834،768 ناخباً:
ـ تمكن حزب الكتائب بالتحالف مع النائب ميشال المرّ من مواجهة تفاهم معراب في المتن، ساحلاً وجبلاً، واثبت النائب المرّ قدرته على الإمساك بقاعدة انتخابية على مدى العقود الأربعة بالتحالف مع حزب “الطاشناق” الذي آثر العمل ضمن اللوائح المدعومة من المرّ وفريقه.
ـ أثبت رؤساء البلديات من جبيل إلى سن الفيل والدكوانة والحدث والدامور وبلدات أخرى في جبيل وكسروان انهم يتمتعون بقدرات شعبية وانتخابية لا تحتاج إلى دعم الأحزاب بل تتفوق عليها.
ـ تختلف التفسيرات لحجم المشاركة الكثيفة في الانتخابات، حيث تجاوزت في جونية وكسروان الـ 62 في المائة، في حين تراوحت بين الضاحية الجنوبية والحدث والشوف بين 32 و55 في المائة.
ولعل من أبرز الأسباب حجم المنافسة والتدخل الحزبي والسياسي الناشط باعتبار ان رؤساء والأحزاب المسيحية كلهم اما مرشحون أو داعمون للبلديات، لا سيما في مراكز الأقضية مثل: دير القمر وبيت الدين والشويفات وجونية وجبيل الذي وصف رئيس بلديتها الحالي زياد حواط الانتخابات التي فرضتها مرشحة منفردة من حركة “مواطنون ومواطنات في دولة”، بأنها كانت استفتاء رفع نسبة مؤيديه إلى ما لا يتجاوز الـ90 في المائة.
والعامل الثاني في هذه المعركة كان عامل المال، حيث تمّ العثور على حالات محددة وأحيل المتورطون بها إلى القضاء المختص.
ـ على أن الحدث الانتخابي الكبير كان في بلدية جونيه التي زارها النائب عون السبت داعماً لائحة مرشحه حبيش، وعازفاً على وتر إنفاق مال من شخصية جاءت من افريقيا (وهو يقصد الداعم للنائب سليمان فرنجية في معركة الرئاسة جيلبير شاغوري)، في محاولة منه لإثارة مشاعر الناخب وتحريضه على لائحة التجدد.
وبكل المعايير، وقبل إعلان النتيجة الرسمية، سواء فاز حبيش أم خصمه البواري، فان التقارب في الأصوات وتوزع أصوات الناخب الكسرواني في ما يمكن وصفه بالمناصفة، من شأنه في رأي مراقبين سقوط خرافة المرشح المسيحي القوي للرئاسة الأولى.
وكان من أهم النتائج أن لا نواب ولا زعماء مسيحيين أقوياء، كما دلت نتائج انتخابات البلديات في جبل لبنان المسيحي، من الشوف إلى جبيل وصولاً إلى كسروان والمتن وجرده.
ـ ليس حدثاً أن تتقدّم أو تفوز لوائح “حزب الله” في الضاحية الجنوبية، لكن الحدث حجم الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها معارضو المحادل البلدية في قرى وبلدات المتن الجنوبي من الضاحية إلى بعبدا.
ـ أما في الإقليم فسجلت الانتخابات حضور العائلات، في وقت كان الدعم الحزبي يتراجع، لا سيما في شحيم وبرجا التي واجهت لائحة “الجماعة الاسلامية” اللائحة المدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي.
ـ يسجل لوزير الداخلية نهاد المشنوق والعاملين في الوزارة من أجهزة أمنية إدارة متقدمة للعملية الانتخابية، حيث انتقل الوزير من الاقليم والضاحية فبعبدا وجونيه للاشراف ميدانياً على سير العمليات الانتخابية، وإعطاء ما يلزم من توجهات للمحافظ والقائمقامين لمعالجة الشكاوى، وملاحقة الذين تسببوا ببعض الإشكالات، سواء الأمنية أو الإدارية أو المالية، مع التأكيد على فوز 474 بلدية بالتزكية و310 مخاتير، في محافظة جبل لبنان.
