Site icon IMLebanon

صيف من الصدمات ينتظر أسواق المال

StockMarketsFear

دان ماكرام ونيكول بيلوك

يبدي بعض أكثر المستثمرين ثراء في العالم تذمرا كتذمر المتشائمين بالأسعار. يحذر كارل آيكان، وهو ملياردير ناشط، من أن السوق الأمريكية ربما تواجه “يوم حساب” إذا لم يكن هناك إنفاق حكومي، أو تخفيضات ضريبية لتعزيز الاقتصاد. أخيرا طلب ستانلي دركين ميلر من زملائه في مؤتمر خاص بمديري صناديق التحوط “أن يخرجوا من سوق الأسهم”.

السؤال الموجه إلى المستثمرين الذين يتفكرون في الأشهر المقبلة هو ما إذا كان يَحسُن بهم الاستماع لهذه الثرثرة. في الوقت الذي انتعشت فيه سوق الأسهم الأمريكية من لحظات الشك التي هزتها بداية العام، انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأسبوع الماضي وهوى إلى المنطقة السلبية.

والأكثر أهمية، كان يوم أمس يمثل ذكرى الذروة التي وصل إليها مؤشر ستاندرد آند بورز 500. وعدم تجاوز المستوى المرتفع السابق بعد مرور عام، مع تراجع أرباح الشركات على مدى أربعة أرباع متتالية، يشيران إلى أن السوق تفقد الزخم.

يقول نيكولاس كولاس، كبير المختصين الاستراتيجيين في السوق لدى كونفيرجيكس “أفضل شيء يمكنك قوله عن الأسهم حاليا هو أن لا أحد يحب الأسهم في الوقت الراهن”.

ويفيد استبيان حديث أجراه “بانك أوف أمريكا ميريل لينتش” بأن مديري الصناديق العالميين يستعدون “لصيف من الصدمات” – يحتفظون بـ 5.5 في المائة من محافظهم في صورة نقد. ويمثل هذا مستوى أعلى من المستوى عندما هدد أعضاء الكونجرس الجمهوريون بفرض إعسار على السندات الأمريكية في عام 2011، وأعلى أيضا مما كان عليه في ذروة المخاوف الخاصة بخروج اليونان من منطقة اليورو.

يقول باسكال بلانك، كبير الإداريين الاستثماريين في شركة أموندي “إننا انتقلنا إلى فترة زمنية تتسم بالعوائد المتناقصة”. والنمو الاقتصادي والأرباح الاستثمارية ربما يكونان خافتين أكثر من قبل. وفي الوقت نفسه، تبدو المخاطر أحادية الجانب.

مثل هذه المشاعر موجودة في أماكن أخرى في العالم حيث يواصل المستثمرون إبداء قلقهم إزاء المخاطر السياسية والصدمات الاقتصادية. مثلا، إيميل فان دين هيليجينبيرج، رئيس توزيع الأصول لدى “إل جي آي إم”، يعتبر التهديد المتمثل في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من بين الأحداث الأوروبية الخمسة ذات المخاطر المحتملة.

والأحداث الأربعة الأخرى هي المفاوضات الأوروبية التركية الخاصة بإبرام اتفاق حول الهجرة، والدعم المقدم لليونان الذي يحتاج إلى مزيد من الجدال والمناقشات، وانتخابات إسبانية تلوح في الأفق في الشهر المقبل بعدما فشلت انتخابات جرت أخيرا في الوصول بالبلاد إلى تشكيل حكومة جديدة، كذلك تواجه إيطاليا تصويتا دستوريا يصفه فان دين هيليجينبيرج بأنه “ربما يتحول ليصبح استفتاء على شعبية الاتحاد الأوروبي ككل”.

والسياسة النقدية موضع اهتمام هي الأخرى. فبينما يعترك جزء كبير من العالم مع واقع أسعار الفائدة السلبية، يستعد “الاحتياطي الفيدرالي” الأمريكي لدفع تكاليف الاقتراض إلى مستوى أعلى. وفكرة حدوث ارتفاع في أسعار الفائدة في حزيران (يونيو) عاودت الظهور مرة أخرى الأسبوع الماضي، مع نشر المحاضر الخاصة باجتماعات البنك المركزي الأمريكي في نيسان (أبريل)، الخاصة بتحديد أسعار الفائدة، ما يشكل ضغطا على سوق الأسهم في الولايات المتحدة.

واستنادا إلى سوق العقود الآجلة تزداد احتمالات حدوث ارتفاع في أسعار الفائدة في حزيران (يونيو)، لكن السوق لا تزال تشير تقريبا إلى أن فرصة حدوث ارتفاع في الاجتماع المقبل تبلغ واحدا إلى أربعة – وهذا مؤشر على شكوك بأن “الاحتياطي الفيدرالي” ربما يتحرك قبيل التصويت على خروج بريطانيا.

تريفور جريثام، رئيس صناديق الأصول المتعددة في “رويال لندن أسيت مانيجمنت”، يشير إلى أنه مثقل قليلا بالأسهم، لكن من الممكن أن يكون الصيف الصعب أمرا طبيعيا. ويقول “عملت أسواق الأسهم العالمية على تحقيق عوائد بمتوسط 10 في المائة سنويا فيما يتعلق بالدولار الأمريكي منذ عام 1973، بما في ذلك الدخل. وبشكل يصعب تصديقه وصلت العائدات خلال الأشهر من أيار (مايو) إلى أيلول (سبتمبر) إلى مستوى قريب من الصفر”. والتفسير الذي يقترحه ربما يكون موسميا، لأن النشاط الصناعي يتباطأ خلال فترة الصيف. وربما يجد المحللون والمستثمرون الذين يزورون المصانع والمكاتب أن من الصعب عليهم إصدار حكم بشأن ما إذا كان الافتقار إلى وجود نشاط واضح أمرا مؤقتا، ما يؤدي إلى توخي الحيطة والحذر.

أما باري نوريس، رئيس شركة أرجونوت كابيتال، فهو أكثر تشاؤما. يقول “إن العرض يفوق الطلب لكل سلعة في العالم تقريبا، باستثناء سمك السلمون”. ويجادل بأن تأخير الحساب يتم فقط لفترة تراوح ما بين ستة و12 شهرا.

ويقول “إن ما تعرض له المستثمرون هو ما يسمى اندفاع السوق المتشائمة. مثلا، بعد انهيار الدوت كوم في عام 2000 انخفض سعر السهم لدى شركة نوكيا من 60 يورو إلى تسعة يوروات، لكن مع حالات اندفاع بنسبة 50 في المائة أو أكثر في أربع مناسبات، تبين أنها تحولات نحو الوجهة النهائية. وزيادة في أسعار الفائدة تؤدي إلى تعزيز الدولار، أو إشارات لحدوث تباطؤ في الصين يمكنها إعادة المخاوف إلى الصدارة”.

وهناك عامل لبس آخر يلوح في الأفق، هو الانتخابات الرئاسية الأمريكية. ومن المتوقع أن يشحذ المرشحان – المفترض أنهما هيلاري كلينتون عن الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري – رسائلهما في المؤتمرات المتتالية التي ستعقد في تموز (يوليو) ما يمنح المستثمرين مادة تعينهم على الدخول في التعاملات قبيل النتيجة النهائية للتصويت في تشرين الثاني (نوفمبر).

في الوقت نفسه، إجماع التوقعات هو العودة إلى نمو الأرباح والإيرادات في الولايات المتحدة خلال النصف الثاني من العام، الذي يُنظَر إليه على أنه محفز لأسعار الأسهم الآخذة في الارتفاع لتصل إلى ذروتها التي حققتها عام 2015.

تقول ديان جافي، وهي مديرة استثمارات أولى “في تي سي دبليو”، “ما أريد التركيز عليه هو التحول في الأرباح. إذا تقدمت الأرباح بالطريقة التي نعتقد أنها ستسلكها، فإننا سنتجاوز المستوى المرتفع في السوق”.