Site icon IMLebanon

خيبة آمال «إيرباص» في الرهان على صفقات إيران

AirbusFabriceBregier
بيجي هولنيجر

رئيس الشركة العملاقة في صناعة الطائرات، ينتظر الموافقة على صفقة مع طهران بقيمة 25 مليار دولار، في الوقت الذي يتصدّى فيه للتحدّي “الكبير” لطرح طائرة A350.

يُعرَف عن فابريس بريجييه أنه يخطو بحذر بين التحدّي والفرصة في شركة إيرباص، مجموعة الدفاع والفضاء الرائدة في أوروبا.

من ناحية، الرئيس التنفيذي لقسم إيرباص الذي يصنع طائرات الركّاب يعتقد أنه في “الأسابيع المقبلة” سيحظى بموافقة الولايات المتحدة، على اتفاق بقيمة 25 مليار دولار لبيع 118 طائرة إلى إيران – واحدة من أكبر الصفقات منذ رفع بعض العقوبات في كانون الثاني (يناير) الماضي.

من ناحية أخرى، يبدو أن الخطر يلوح في الأفق في الوقت الذي تعمل فيه شركة إيرباص على إنتاج أحدث طائراتها.

يعترف بريجييه أن هناك خطرا في أنه لن يكون قادراً على الوفاء بوعده هذا العام لتسليم 650 طائرة من طائرات الركّاب A350 ذات الجسم العريض، بسبب عدم وجود أبواب مراحيض شغّالة ومقاعد درجة رجال الأعمال.

في الوقت نفسه، هناك مشاكل تسنين مع المحركات الجديدة التي تُشغّل أحدث نسخة من طائرة إيرباص قصيرة المدى، A320neo، وهو ما دفع الزبون الأكثر تدقيقا في صناعة الطيران، الخطوط الجوية القطرية، إلى إلغاء أول عملية تسليم لها. حتى نكون منصفين، العقبات في لعبة إنتاج الطائرات عالية المخاطر ليست بالأمر الجديد. كل من مجموعة إيرباص والمجموعة الأمريكية المنافسة بوينج، اللتين تتمتّعان باحتكار ثنائي في صناعة طائرات الركّاب، قد اضطرتا في الماضي لدفع تكاليف إضافية بالمليارات، في الوقت الذي حاولتا فيه تجاوز حدود تكنولوجيا الفضاء مع طائرات مثل A380 سوبرجامبو العملاقة و787 دريملاينر.

الفرق هذه المرة هو أن كلتا الشركتين تطالبان بجهود لا تمتد فقط عبر عدة أنواع من الطائرات في وقت واحد، بل تماماً عبر سلسلة التوريد، وبوتيرة محمومة.

مع نحو ثمانية أعوام من الإنتاج المدوّن في دفاتر الطلبات الخاصة بهما، فإن شركتي صناعة الطائرات الأوروبية والأمريكية تُنتجان طائرات ركّاب أكثر مما أنتجته أي منهما على الإطلاق.

على الرغم من أن بريجييه يستطيع الإشارة إلى إدخال سلس بصورة كبيرة لطائرة A350 متوسطة الحجم الشائعة، إلا أن ضغوط تسريع الإنتاج بدأت تظهر، حيث اضطرت شركة إيرباص الأسبوع الماضي لإخبار الخطوط الجوية الصينية أن طائرة A350 المُقرر تسليمها في تموز (يوليو) المقبل لن تصل حتى أيلول (سبتمبر) المقبل. يقول بريجييه في مقابلة مع صحيفة فاينانشيال تايمز، “من الجنون عندما نرى كل الجهود التي بُذلت منذ عام 2007 لتطوير طائرة جديدة كلياً، مع تكنولوجيا جديدة، أن نرى أننا متأخرين لأنه لا توجد لدينا مقاعد درجة رجال الأعمال أو مراحيض ذات نوعية ملائمة”.

ويؤكد أنه سيحتفظ بهدف تسليم طائرة A350 في الوقت الحالي نتيجة الاعتقاد الراسخ أنه يُمكن التغلّب على المشاكل مع زودياك، الشركة الفرنسية لتزويد أدوات المقصورة لمجموعة إيرباص.

ويعترف أنه سيكون على إدارة إيرباص إعادة النظر في الوضع في نهاية آب (أغسطس) المقبل. عندها فقط، سيعرفون ما إذا كانت المراجعة ضرورية، وإن كانت كذلك، “متى سيكون علينا إعلام المساهمين”.

بريجييه هو أكثر تفاؤلاً بشأن الصعوبات مع المحرك المروحي الموجّه لطائرة A320neo، التي تزوده شركة برات آند ويتني، الذي أثبت أنه يبرد ويُعاد تشغيله بشكل أبطأ مما كانه متوقعاً. يقول بريجييه إنه مع ذلك، المحرك يُقدّم توفيرا في الوقود بشكل كبير أكثر من نسبة الـ 15 في المائة الموعود بها وشركة برات آند ويتني وجدت حلا للمشكلة.

يبدو أنه على ثقة بأن شركة برات آند ويتني ستفي بجدول مواعيد شركة إيرباص.

ويقول “إن ما نراه يجعلني واثقاً بأن [برات آند ويتني] ستفي بالخطة”. مع ذلك، فإن شركة إيرباص تتقدّم في مواعيد تسليم الجيل الحالي من طائرات A320، التي بدون شك تمنح بريجييه راحة أكبر بكثير بأنه يستطيع الوفاء بوعده لتسليم 650 طائرة هذا العام.

البديل لا يمكن تصوره. نقص في التسليم يُمكن يؤدي إلى تخفيض توقعات النقود والأرباح المستقبلية في إيرباص.

هذا سيكون أمرا غير مرحب به في أي وقت، خصوصاً الآن، لأن المساهمين قلقين على نحو متزايد بشأن التوقعات لدورة الطيران بعد أعوام من طفرة الطلبات.

عقد إيران يمكن أن يساعد على تهدئة جزء من ذلك القلق. حيث إن طهران ترى أنها بحاجة إلى 500 طائرة، بإمكان الطلبات الإيرانية الحفاظ على استمرار الدورة لفترة أطول قليلاً فقط.

شركة إيرباص كانت سريعة في الحصول على خطاب النوايا الخاص بها للطائرات من طهران، وذلك بتوقيع الاتفاقية أثناء زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إلى فرنسا بعد 12 يوما من رفع بعض العقوبات. يقول بريجييه إن الصفقة “تُحرز تقدّماً في كل مكان”.

ويقول إن المصارف الأوروبية أشارت إلى أنها على استعداد لدعم عملية البيع بمجرد أن تسمح السلطات الأمريكية لتراخيص التصدير بالمضي قُدماً.

يقول أشخاص مشاركون في العملية إن هناك بنكا ألمانيا واحدا على الأقل وافق على تحويل الأموال للصفقة المقومة باليورو، في حين أن أحد البنوك الصينية عرض تقديم الدعم. البنوك في الشرق الأوسط وشركات تأجير الطائرات مستعدة للمشاركة. أحد الأشخاص المشاركين في النقاشات يقول إن إيرباص تتوقع الحصول على الموافقة التنظيمية بحلول منتصف تموز (يوليو) المقبل، على الرغم من أن هذا قد يتعثر.

“نحن نقترب من وضع اللمسات الأخيرة على صفقة الشراء مع خطوط الطيران الإيرانية. آمل أننا نقترب كثيراً من القرار [التنظيمي] النهائي” على حد قول بريجييه.

صفقة إيران ستكون بمثابة انقلاب بالنسبة لبريجييه، وتذكير بأهمية فرع طائرات الركّاب في شركة إيرباص بالنسبة للمجموعة الأوسع. في الأعوام الأربعة منذ ارتفاع بريجييه من منصب كبير الإداريين التشغيليين إلى منصب الرئيس التنفيذي للقسم، ازداد تراكم الطلبات من 4682 طائرة إلى 6759، في حين ارتفعت دورة المبيعات بنسبة 20 في المائة لتُصبح 45.9 مليار يورو في عام 2015، من أصل إجمالي المجموعة البالغ 64.5 مليار يورو.

الشركة تفوّقت على شركة بوينج باعتبارها رائدة في صناعة الطائرات صغيرة الحجم مع عائلة طائراتها A320، كما استغلت أسعار الصرف لتقديم أسعار منافسة أدنى مما تقدمه شركة صناعة الطائرات الأمريكية. رغم مساره الثابت حتى الآن، إلا أن سمعة بريجييه تعتمد على الطريقة التي يقوم بها هو وفريقه بإدارة الطور الثاني من النمو. وهو يفهم نطاق العمل، ويقول إنه مستعد له.

نعم، برنامج الطائرة A350 “شاق للغاية”، لكن وظيفته هي “إدارة المخاطر”.

على الرغم من الصعوبة التي يبدو عليها هذا الأمر من الخارج، إلا أن بريجييه لا تثبط همته. وهو يقول إنه حيث إن هناك 6800 طائرة قيد الانتظار من أجل إنتاجها، فإن شركة إيرباص “لم تشهد قط مثل هذا الوضع الجيد”.