Site icon IMLebanon

في الذكرى الـ38 على المجزرة… القاع تدفع مجدداً ضريبة الدم عن الوطن! (بقلم رولان خاطر)

 

 

تقرير رولان خاطر

 

قدّم شهداءك… جوزف ليوس، بولس الاحمر، جورج فارس، فيصل عاد، وماجد وهبة… إنهم شهداء 27 حزيران 2016. ناهيك عن الجرحى، الذين عرف من بينهم، باسل مطر، ميلاد مطر، خليل وهبي، مخايل وهبي، شاد مقلد، طلال مقلد، دينا شحود، مروان ليوس ويوسف عاد، إضافة إلى الرقيب اول محمد سليمان، الجندي حسين خير الدين، المؤهل زوزو اللقيس، والمعاون جان جورج الخوري.

أسماء جديدة تضاف على قافلة شهداء لبنان، وعلى روزنامة شهداء القاع. 28 حزيران 2016 يصادف مرور 38 عاماً على مجزرة القاع التي نفذها نظام الأسد الأب بحق 26 شاباً مدنياً، كٌبّلوا في منطقة بعيدة، مقفرة، وأطلق عليهم الرصاص بغزارة  حتى الموت، وفي كتابه “شهادة حياة”، يقول الأب ميشال بركات: “مساء 28 حزيران إستدعاني الرائد السوري علي ديب وكلّفني التوجه إلى بلدة البزالية لنقل 26 جثة وتسليمها إلى أهاليها، فذهبت إلى مكان إرتكاب المجزرة وذعرت عندما شاهدت 26 جثة مصفوفة بعضها إلى جانب بعض ووجوهها إلى الأرض لأن رصاصاً غزيراً إخترقها من قفا العنق”.

بعد 38 عاماً على مجزرة القاع، شهداء جدد، يسقطون، والأكيد، ليس دفاعاً عن لبنان، وذوداً عن الوطن، إنما اليوم يذهبون، نتيجة غياب الدولة، وقرار الدولة، ومؤسسات الدولة كافة، في وضع حدّ لدويلة “حزب الله”، التي تغرق اللبنانيين في بحر من الدماء.

سواء كانت القاع مستهدفة ام لا، فأهلها من دفعوا اليوم “كمبيالة” من “كمبيالات” “حزب الله” في سوريا، وحكم الدويلة.

راعي أبرشية بعلبك ودير الأحمر المارونية المطران حنا رحمة قال لـIMLebanon: “دفعنا اليوم ضريبة عن كل اللبنانيين، وهذا هو تاريخ المسيحيين، وليس بأمر جديد على القاع ان تدفع ضريبة الدماء عن غيرها، وهذه الحال تدعو اللبنانيين لأن يفتحوا أعينهم جيدا، وأن يدركوا المخاطر التي تحيط بنا، ويعملوا على بناء دولة، إذ لا يمكن أن نستمر سائبين، وهناك قنابل موقوتة بيننا”.

وأضاف: “ما حصل في القاع يظهر الوجه البشع للارهابيين من سوريا إلى العراق وصولا إلى لبنان وكل المنطقة، وعلينا كلبنانيين التكاتف، وبالتالي ليس المقصود المسيحيين من التفجيرات التي حصلت، إنما قد يكون المقصود إفطار في أمكنة محيطة بالقاع، وبالتالي ربنا نجّا لبنان من تفجير كبير، واقتصرت الضحايا على عدد قليل من الشهداء وليس على عدد كبير من الشهداء”.

المطران رحمة أكد أن هذا الوضع يتطلب معرفة مدى تأثير الفراغ في المؤسسات بدءا برئاسة الجمهورية وصولا إلى مجلسي النواب والوزراء سلبا على الوضع العام، الأمر الذي يتطلب من السياسيين تحمّل مسؤولياتهم.

وشدد المطران رحمة على أن الجيش يسهر على حفظ الأمن في المنطقة، ويقوم بضبط المنطقة بشكل جيد.

عملية القاع تؤكد انسياب الأمن، والاستقرار. ومعالجة هذا الأمر لا يكون بالتصاريح المستنكرة البالية، ولا بخطابات شعبوية، إنما بتصميم وإرادة من المسؤولين أن يكونوا على قدر المسؤولية، وأن يفرضوا هيبة الدولة على من يزعزعوا أمنها ويعتدوا على سيادتها، فلا سلام ولا هيبة ولا دولة بوجود الدويلة.

أهالي القاع، سيرفعون غدا وبعد غد وكل غد آت، صلواتهم على ارواح شهدائهم الذين أصبحوا 31 شهيداً، لكنّ نواياهم ستكون كما دائماً من اجل الدولة، كي تبقى الجمهورية ويصمد الوطن ولا يسقط الشهداء.