
رأى النائب والوزير السابق محمد عبدالحميد بيضون أن مجرد حصول لقاء بين الرئيس سعد الحريري والدكتور سمير جعجع هو الدليل على حاجة الطرفين إلى تنسيق مواقفهما في ظل الضغوط التي تتعرض لها البلاد، وخروجهما من حالة الارتهان لترشيحات رئاسية من خارج المفاهيم السيادية والاستقلالية، خصوصا أن الرئيس الحريري يتعرض لضغوط هائلة وأهمها تلك المتأتية من النائب وليد جنبلاط بهدف دفعه إلى تبني ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، الأمر الذي إن تحقق فسيؤسس حكما لانهيار اقتصادي كبير وبالتالي “سقوط الجمهورية نظرا لارتباط عون سياسيا وعضويا بالمحور الإيراني المعادي للدول العربية.
ولفت بيضون في حديث لصحيفة “الأنباء” الكويتية إلى أن سمير جعجع وعلى الرغم من استمراره في ترشيح العماد عون، فإنه قام بالخطوة الأولى الداعمة للرئيس الحريري في وجه الضغوط التي يتعرض لها الأخير، لكن تبقى العبرة بكيفية تفادي الرجلين الانزلاق إلى خديعة السلة المتكاملة المقترحة، والتي تخفي وراءها تمرير انتخاب العماد عون على رأس الجمهورية مقابل تنازل الأخير عن مواقفه في ملف النفط، بديل التفاهم الثنائي والمفاجئ بين عون والرئيس نبيه بري على المراسيم النفطية كثمن دفعه العماد عون من أجل وصوله إلى الكرسي الرئاسي، ما يعني من وجهة نظر بيضون، أن السلة المتكاملة ظاهرها البحث عن حلول للأزمات اللبنانية، وباطنها أمران: الأول هو تطويق الحريري لمقايضته على ترئيسه الحكومة مقابل ترئيس عون للجمهورية، والثاني هو المحاصصة المسبقة في ملف النفط.
على صعيد آخر وعن قراءته لخطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في يوم القدس، لفت بيضون إلى أن الجيش اللبناني ليس في حاجة إلى شهادة نصر الله لإثبات قدراته سواء في حماية الساحة الداخلية، أو في استبساله بالتصدي للإرهاب.
معتبرا من جهة ثانية أن كلام نصر الله عن استعداده لحماية القرى المسيحية على الحدود اللبنانية ـ السورية برمش العيون يخفي في ثناياه تعزيز دور سرايا المقاومة في البلدات المسيحية على حساب دور الدولة والقوى العسكرية الشرعية، محذرا بالتالي أهالي القاع ورأس بعلبك من الوقوع في هذا الشرك كي لا يتحولوا إلى بيئة مستهدفة مباشرة من الإرهاب.
وردا على سؤال، ختم بيضون مذكرا بأن تقرير رئيس المخابرات العسكرية في اسرائيل أكد أن عشرات السنوات المقبلة لن تشهد مواجهة عسكرية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وذلك مرده إلى سقوط شهية حزب الله في قتال إسرائيل نتيجة غرقه في الوحول السورية، ما يعني عمليا أن كلام نصر الله عن إسرائيل غير قابل للصرف على أرض الواقع، خصوصا أن حزب الله يقتل في سورية تحت المظلة الروسية حليفة الكيان الإسرائيلي.