Site icon IMLebanon

هل يشارك جعجع في الحوار تثبيتاً لترشيح عون؟

 

 

 

كتب داود رمال في صحيفة “السفير”:

كل من يلتقي العماد ميشال عون في هذه الأيام يخرج بانطباع مفاده أنه سيتوج رئيسا للجمهورية قبل نهاية آب المقبل، وأنه ليس مستبعدا أن ينتقل من الرابية مباشرة الى القصر الرئاسي الصيفي في بيت الدين!

لا يفصح «الجنرال» أمام زواره عن «سر» اطمئنانه الكبير لحتمية انتخابه في هذا الموعد حداً أقصى. يكتفي عون بتمرير إشارات سريعة عن معطيات يملكها تشير الى أن الأمور تسير في هذا الاتجاه. يلح البعض عليه بأن معطياته مختلفة، فيجيب أنه حصل على ضمانات معينة وأن السعودية رفعت عنه «الفيتو» نافيا كل ما يقال من معلومات بأن الأميركيين أكثر تشددا من السعوديين في رفض وصوله الى القصر الجمهوري.

في المقابل، يرى آخرون أن «الجنرال» يتعمد إشاعة هذه الأجواء، عشية أيام الحوار الثلاثة في مطلع آب، في محاولة لوضع سقف للتفاوض على البنود التي ستتم مناقشتها. ويقول أحد أقطاب طاولة الحوار إن استراتيجية عون في بث معطيات عن حتمية انتخابه تعبر عن حراك ما ولكن لا نتائج مضمونة حتى الآن.

يعتبر القطب أنه «كان يفترض بالعماد عون، بعد مصالحته مع حزب القوات اللبنانية التي توجت بإعلان النيات، إشراك القوات بالتساوي والتوازي في معركة الرئاسة، إذ إن الجميع لاحظ غياب أية عملية تكاملية بين الطرفين وأي توزيع للأدوار يصب في خانة تهيئة الظروف التي تؤمن المقبولية عند الرافضين للانتخاب»، يضيف: «فجأة، قرر رئيس «القوات» التحرك على خط تزكية «الجنرال»، لكنه اصطدم بموقف وليد جنبلاط الضبابي وحمّال الأوجه وبموقف سعد الحريري الذي لا يريد التنازل عن استمرار تبني ترشيح سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية».

يرى القطب أن الطرفين يملكان بعض الأوراق، ومنها أن ينجح عون بإقناع حليفه جعجع بكسر مقاطعته لجلسات طاولة الحوار الوطني، خصوصاً تلك التي ستعقد مطلع آب والمخصصة للسلة السياسية المتكاملة وأساسها انتخاب رئيس للجمهورية، فإذا استطاع عون إقناع «القوات» بحضور طاولة الحوار معه، فعندها لا يبقى في المواجهة وحده، بل يثبت جدية طرفي «إعلان النيات» في مسألة الإجماع على نهائية ترشيح عون للرئاسة، إذ لا مبرر لاستمرار مقاطعة «القوات» للحوار، لا بل ستضفي مشاركتها جدية من شأنها كسر الجمود والبدء في صياغة حل للأزمة السياسية القائمة في لبنان».

في المقابل، يلفت قيادي في قوى «14 آذار» إلى ان «انضمام رئيس القوات الى طاولة الحوار أمر مرحب به، لا بل حاجة وطنية تبرهن، في حال حصولها، على أن سمير جعجع في المحطات الكبرى يغلّب المصلحة العامة على الحسابات الضيقة ولو ارتد الأمر عليه سلبا على مستوى الشارع المسيحي».

يوضح القيادي الآذاري أن «فريقنا السياسي بتقاطعاته مع قوى في الفريق الآخر حول مسألة الرئاسة يمتلك أوراقاً وحججاً مهمة في مسألة مقاربة الاستحقاق الرئاسي والملفات الأخرى، من حكومة وبيان وزاري وقانون انتخاب وغيرها، وبالتالي لا يذهب إلى النقاش والتفاوض في طاولة الحوار صفر اليدين».

يؤكد القيادي نفسه أن «أي طرح في طاولة الحوار لجهة التسليم برئاسة عون كمدخل لتنازلات من قبل داعميه في الملفات الاخرى، سيقابل حتماً بإبداء تيار المستقبل وحلفائه استعدادهم للبحث في كل البنود المطروحة للتفاوض في طاولة الحوار تحت سقف ترشيح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، باعتبار أن الأخير هو من صميم قوى 8 آذار وترشيحه هو طرح متقدم جداً من قبلنا ودليل على إرادة وشجاعة في إنهاء الأزمة السياسية بعنوانها الرئاسي».

يختم القيادي في «14 آذار» بالقول :»اذا قرر أحدنا تقديم تنازل إضافي، فهل يمكن أن يعطي «الجنرال» عون الضمانات المطلوبة، سواء على مستوى رئاسة الحكومة والثلث المعطل والبيان الوزاري والقانون الانتخابي وتعيينات الفئة الأولى»؟