Site icon IMLebanon

الـLebanophobia من نكتة الى خلل نفسي يجتاح اللبنانيين!

1

 

كتب سيرج مغامس:

هل سمعتَ بـ”Lebanophobia”؟ ام انت ممن يعيشون هذا “المرض” الذي يتغلغل بين اللبنانيين؟ “الليبانوفوبيا” او “الخوف من اكمال بقية حياتك في لبنان” لم يعد مجرّد نكتة يتناقلها رواد مواقع التواصل بل بات واقعاً معاشاً رفضنا ذلك ام قبلنا به…

الاسباب طبعا لا تعد ولا تحصى من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة وازمة لجوء خانقة، وأزمات سياسية وأمنية، خضات وصراعات واشتباكات، فساد واعتداءات وانتشار للنفايات، وانتشار للسلاح بأيدي كل مواطن، كل تلك الأمور تسبب قلقا وهلعا لدى المواطن اللبناني الذي يخاف على مصيره ومستقبله ويتملكه هاجس الخوف من بلده ليصبح متوجّساً من فكرة البقاء في لبنان!

علم النفس بات يعترف بالـLebanophobia!

هل ان ظاهرة الليبانوفوبيا حقيقة فعلية؟! الطبيب النفسي احمد يوسف يكشف عبر IMLebanon ان ثمة خوف جماعي ينتج عن عدم الشعور بالأمان والاستقرار وكل الأمور الأخرى من ازمات اقتصادية ومعيشية وامنية وغيرها تأتي في الدرجة الثانية، فالمشكلة الأساسية في المجتمع اللبناني هو أننا نفقد الشعور بالأمان، وهذا الشعور نفقده عندما يفقد النظام هيبته وسلطته، فعندما تُفرض القوانين على كل المواطنين بطريقة عادلة وقوية سيشعر الشعب بالأمان والاستقرار”.

ويشرح ان الشعور بهذه “الفوبيا” موجود منذ زمن طويل وتحديدا من 26 عاما، فبعد انتهاء الحرب اللبنانية في العام 1990 واقرار اتفاق الطائف الى الآن لم يقدر المجتمع اللبناني ولا المجتمع السياسي ان يحقق ويحمي المواطنين وينتقل من التشتت الى التجميع ويتمثل بالشعور الدائم بالحاجة لجنسية اخرى والعيش في مجتمع آخر…”.

هذه الحالات التي تعالَج

ويعتبر أن “علم النفس بإمكانه أن يساعد الاشخاص على تخطي بعض المشاكل التي يعانون منها بسبب عدم الشعور بالامان ولكن لا يمكنه ان يحل مشكلة البلد”، كاشفاً أن “الحالات التي نعالجها هي نتيجة الازمات والصراعات التي نعيشها في لبنان، فتنعكس سلبا على حياة المواطن الخاصة والاجتماعية والعائلية لأن عدم الشعور بالامان يخلق مشاكل كبرى”.

جورج خباز: الخوف من الذات!

الكاتب المسرحي والممثل الكوميدي جورج خباز الذي يعتبر من اهم الفنانين الذين يضعون “الاصبع على الجرح” بطابع كوميدي هادف،  يؤكد لـIMlebanon أن “من يخاف من وطنه يخاف من نفسه لأن “وطنك هو أنت” لذلك عندما تأخذ قرارا بأن يكون وطنك مثلما انت تريد من دون ان تخاف منه وتفتخر فيه يمكن القيام بعمل ينقل عدوى ايجابية لكل مَن مِن حولك بأي موقع او مهنة كنت، فيمكن للمواطن القيام بتوازن ما على الأقل اذا لم يستطع ان يقوم بتغيير جذري، لذلك الخوف من الوطن هو الخوف من الذات”.

ويضيف خباز: “هناك صراع مع الضمير، وأنا شخصيا لا أخاف أبدا من وطني بل اخاف على وطني، لذلك اسعى لكي اكون متنبها لكل الامور التي اقوم بها لتشكل توازنا ولو بسطيا في ظل كل الصراعات التي تحصل من حولنا، فكلنا خلايا في هذا الجسم الذي هو الوطن وعلينا مساعدة بعضنا لكي ننهض بالبلاد”.

نعيش صراعا وخوفا من الغد

ويلفت الى أننا “نعيش من العام 1975 على هذه الحالة وبصراع وخوف من الغد، وهذا الامر ليس بجديد على اللبناني فهو تأقلم مع هذا الموضوع ويعيش كل يوم بيومه، وعلى الرغم من أنه لا يمكنه التخطيط للمستقبل إلا ان اللبناني اصبح متمرسا بهذا الأمر ويعطي دروسا فيه لاشخاص جدد يعيشون تلك الازمات خصوصا في محيطنا في الدول العربية”.

ويشدد على أن “الخوف من الغد ليس عائقا كبيرا، ولكن هناك امر واحد يسبب أزمة كبرى وهو كميّة العلم لدى الشبان والشابات مقابل القدرات في لبنان من دون فرص لكي يكونوا هؤلاء موجودين بمجتمعهم بالشكل الذي يليق بهم، فهذه هي المشكلة الاكبر في المجتمع وعلى الدولة والحكومة ان تجد حلا لهذا الامر لانه يشكل خطرا، فالطموحات والقدرات كثيرة ولكن ليس هناك فرص او مكان للشبان لان قدرات البلد اقل بكثير من قدراتهم”.

كالنبتة التي ننزعها من جذورها…”

خباز وفي نفحة تفاؤلية يؤكد ان “هذا البلد لم يقدر ان يهزمه أحد على مر العصور وعلى الرغم من كل الاحتلالات، والخوف هو من فقدان مواطنيتنا وايماننا ببلدنا، واذا قررنا الرحيل فنصبح مثل النبتة التي ننزعها من جذورها ونضعها في مكان آخر وهناك خطر كبير ألا تعيش، فهذا البلد بحاجة لشبابه ولانقاذه ولا يمكننا فصل الشعب عن الدولة، فالشعب هو الذي يقرر من الدولة ويقرر النواب وقانون الانتخاب، والنواب الذين يختارهم الشعب هم الذين يقررون مصير الوطن لذك الأمر بين أيدينا”.

هل من حل؟

وعن مدى استمرار هذه الظاهرة، يأسف د. يوسف لان “هذا الامر سيطول جدا وللاسف ليس هناك من حل لهذا الموضوع في القريب العاجل لان الامور متجهة نحو الاسوأ والمجتمع غير قادر على خلق نخب جديدة تنتج رؤية جديدة وفكر جديد وسياسية جديدة واشخاص جدد يحولوا المجتمع لرؤية اخرى، لذلك ستبقى الفوبيا موجودة لفترة طويلة الى أن ينتج المجتمع لحمة وطنية متماسكة على مبدأ الدولة والقانون”…