Site icon IMLebanon

“الكوستابرافا” على خطى “برج حمود”؟

costabravalandfill

كتب ايلي الفرزلي في صحيفة “السفير”:

أزمة النفايات لم تحل. والترقيع المستمر لا يبدو أنه سينتج حلاً يطمئن اللبنانيين إلى أن مأساتهم التي تخطى عمرها السنة، غير قابلة للتكرار.

بعد أكثر من أسبوع على إعادة فتح مطمر برج حمود، لا تزال آلاف الأطنان مرمية في الشوارع وفوق الجسور. جل ما في الأمر أنها وضبت في أكياس بيضاء، ظن من كدسها أن تأثيرها على حاستي الشم والنظر سيكون ألطف.

القرار الذي اتخذ يقضي عملياً بعدم نقل النفايات التي سبق وتكدست في الشوارع، إلى مركز التجميع الموقت في برج حمود. وعليه، فإن النفايات ستبقى في الشوارع، بحلتها الجديدة، إلى حين الانتهاء من تجهيز الخلية الأولى في مطمر برج حمود، والتي وعد المتعهد داني خوري بإنهائها في 7 تشرين الأول المقبل.

عندها، يفترض نقل النفايات المكدسة، والتي لم يكن بالإمكان فرزها بسبب تعفنها، إلى الطمر مباشرة. لكن منذ الآن بدأت تتصاعد المخاوف من احتمال عدم وفاء خوري بالتزامه الانتهاء من خلية الطمر الأولى في الموعد المحدد.

وبرغم تأكيد مصادر متابعة أن العمل يجري ليلاً ونهاراً في برج حمود لتعويض الفترة التي توقف فيها العمل نتيجة اعتصام «الكتائب»، وبالتالي بدء مرحلة الطمر، فإن ثمة من يشكك بقدرة المتعهد على إنجاز العمل في الفترة المقررة. وهو أمر إذا صدق سيعني مرحلة جديدة من الأزمة، لن تكون نتيجتها بقاء النفايات الموضبة في الشارع فحسب، إنما يصل الأمر إلى احتمال تراكم النفايات الحديثة مجدداً، إذ إن مركز تخزين النفايات في برج حمود شارف على الوصول إلى الحد الأقصى من قدرته الاستيعابية والتي تصل إلى نحو 180 ألف طن.

وفي هذا السياق، نوقش سابقاً احتمال تبادل النفايات بين برج حمود والكوستابرافا، بحيث يصار، في حال امتلاء مركز التجميع في برج حمود، إلى نقل النفايات إلى كوستابرافا، على أن يتم بعد تجهيز المطمر، إعادة الكميات نفسها من حيث أتت. لكن، هذا الإجراء لن يكون ممكناً من دون توافق سياسي وبلدي في كلا المنطقتين.

صحيح أن مشكلة برج حمود تحتل الصدارة، إلا أن الكوستابرافا له مشاكله أيضاً. وهي مشاكل ستؤدي، إذا لم تعالج، إلى التوقف عن نقل النفايات إليه. فبعد انتهاء العمل في الخلية الأولى من المطمر منذ أكثر من شهر، لا يزال العمل في الخليتين الثانية والثالثة متوقفاً. وكان متعهد المطمر جهاد العرب قد اشتكى إلى مرجعية سياسية من وجود ردميات هائلة (غير ردميات حرب تموز) في المنطقة يفترض إزالتها قبل بدء العمل. وهذه الردميات، يضاف إليها النفايات التي كانت بلديات الضاحية تنقلها إلى الموقع خلال الأشهر الثمانية للأزمة قبل سنة، تشكل عائقاً أمام بدء تحضير الخلية. إلا أن الوزير المكلف إدارة ملف النفايات أكرم شهيب أبلغ «السفير» أن العمل جار لحل هذه المشكلة، وبدء إزالة الردميات المتراكمة، مطمئناً إلى أن الخلية الثانية ستكون جاهزة قبل امتلاء الخلية الأولى وهو ما سيضمن استمرار ردم النفايات بشكل صحي وعلمي.