
رأى البعض أن مشاركة النائب الزغرتاوي إسطفان الدويهي في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية أمس الاربعاء 28 أيلول، تشكل سهامًا سياسية مباشرة سددها المرشح سليمان فرنجية في اتجاه الحلفاء والخصوم، لا سيما منهم حزب الله والتيار الوطني الحر، كما أن كثيرين عزوا المشهد الرئاسي المستجد إلى الدينامية السياسية التي أطلقها الرئيس سعد الحريري منذ عودته إلى بيروت، في محاولة جديدة لاتمام الاستحقاق في أقرب الآجال.
وفي السياق، قيّمت أوساط سياسية شمالية مقربة من بنشعي عبر “المركزية” الحراك الرئاسي المستجد، فأشارت إلى أن زيارة الرئيس الحريري إلى بنشعي مهمة كونها إشارة واضحة إلى أن زعيم “المستقبل” يريد أن يباشر حركته السياسية (التي يصر كثيرون على أنها لم ترق بعد إلى مستوى مبادرة رئاسية) من حليفه الرئاسي أولا.
وبحسب الاوساط، فإن الحريري أكد لفرنجية استمرار المشاورات بين الطرفين، غير أنه حثه على التحرك في اتجاه حلفائه، لا سيما حزب الله، لتعزيز فرصه الرئاسية القوية أصلا. اذ لم يعد جائزا أن يواصل فرنجية مقاطعة الجلسات تضامنا مع الحزب، فيما يجهد الحريري لتأمين وصوله إلى قصر بعبدا، علما ان البعض اعتبر أن في هذا الخيار كلفة كبيرة تكبدها الحريري، خصوصا على المستوى الشعبي.
وتشير الأوساط الشمالية إلى أن الحريري دعا مرشحه الرئاسي إلى الانتقال إلى التحرك الفعلي على الأرض بعدما اعتبر أنه أدى واجبه لجهة محاولة اقناع حلفائه بالانضمام إلى دائرة مؤيدي فرنجية، ما عدا القوات اللبنانية المتمسكة بالعماد ميشال عون.
أمام هذه الصورة، قرر فرنجية، بحسب المصادر المقربة منه، ضخ المزيد من الحياة في عروق ترشحه الرئاسي، وهذا ما يفسر إلى حد بعيد مشاركة الدويهي في جلسة الأمس، في وقت قرأ كثيرون في هذا الحضور مؤشرا إلى مشاركة المردة في أي جلسة رئاسية مقبلة.
وتشدد المصادر أيضا على أن الزعيم الشمالي لن يتوانى عن الذهاب حتى النهاية في السباق إلى بعبدا. وهو يؤكد يوميا انه مرشح نهائي، لملء الشغور الرئاسي، بدليل التغريدة التي نشرها أمس عبر “تويتر”، محذرا من مغبة اللجوء إلى خيار الجنرال عون، في موقف اعتبر بمثابة إطلاق صافرة بدء حملته الانتخابية.
غير أن الأوساط الشمالية لا تفوّت فرصة التذكير أن مواقف فرنجية تشير بوضوح إلى تموضعه الجديد الذي يسمح له بتكريس ثقله السياسي على الساحة الداخلية. غير أن هذا لا ينفي اتجاهه إلى التواصل مع الضاحية لإقناعها بتأييده، في حال انعدام حظوظ زعيم الرابية، لتبقى الرئاسة بين أيدي 8 آذار، ما دامت الفرصة سانحة لمكسب ثمين كهذا.