Site icon IMLebanon

السعودية وترشيح عون لا ارتياح.. ولا اعتراض

 

 

كتب سليمان نمر في صحيفة “السفير”:

تشي الأجواء في الرياض أنّ السعودية «غير مرتاحة»، وربما تكون مستاءة من خطوة الرئيس سعد الحريري تأييد ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في لبنان. ولكن المملكة لن تعارض عملية انتخابه رئيساً «انطلاقاً من دعوتها الدائمة الى ضرورة ملء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية»، وفق مصادر سعوديّة قريبة من الحكم.

ولذلك، ثمّة وجهة نظر لدى أهل الحكم في الرياض تقول بترك الحريري «يُقلّع شوكه بيديه» وعدم التدخّل في الموضوع اللبناني في انتظار ما ستسفر عنه التطوّرات اللاحقة.

ولكن هذا لا يعني أنّ الرياض «غير قلقة وغير مطمئنة» على مستقبل لبنان من التحالف بين الرئيس اللبناني المفترض ميشال عون و «حزب الله»، بل وعلى مستقبل «السنّة».

ما يزيد قلقها هو تسلّم الحريري لرئاسة الحكومة وفق شروط سيفرضها «حزب الله» وحليفه الرئيس نبيه بري «الذي سيستخدم عصا المعارضة» بوجه الحريري عبر فرض «الثلث المعطل» في الحكومة، ما يحوّله إلى رئيس حكومة ضعيف.

كما أنّ عدم ممانعة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله في ترؤس الحريري الحكومة المقبلة لم ينعكس تراجعاً للموقف السعوديّ المعاديّ لـ «الحزب». وهذا ما بدا جلياً في بيان الحكومة السعودية، أمس الأوّل، الذي جدّدت فيه «عزمها على مواصلة التصدي لأنشطة «حزب الله» الإرهابية بالتعاون مع الشركاء الدوليين».

أكثر من ذلك.. فإنّه في اليوم الذي أعلن فيه الحريري دعمه لترشيح عون، كانت الرياض تعلن تطبيق عقوبات مشتركة مع الولايات المتحدة ضدّ خمسة أشخاص متّهمين بتقديم أموال ودعم لـ «حزب الله».

ويمكن القول إنّ شكوك السعوديّة كبيرة بشأن عودة الحريري لرئاسة الحكومة إثر انتخاب عون رئيساً، إذ إنّ هناك من يتوقّع أن يقوم «الثنائي الشيعي» بالمماطلة بما يؤدي الى تأجيل تشكيل الحكومة لأشهر حتى يحين موعد الانتخابات النيابية.

ويقول مصدر ديبلوماسي غربي في الرياض لـ «السفير» إن باريس هي التي سعت الى تشجيع المملكة على القبول بمسعى الحريري لحلّ مسألة الفراغ بالقبول بترشيح عون، غير أن الرياض لم تعلن تأييدها لمبادرة الحريري ولم تعلن معارضتها لها «وإن كانت غير راضية.. لا بل قلقة بشأن مستقبلها».

ويرى المصدر أنّه «يمكن لعون حينما يصبح رئيساً أن يُطمئن المملكة ويتودّد إليها عبر تخفيف ارتباطه وتحالفه مع «حزب الله»، ويكون رئيساً لكلّ لبنان واللبنانيين».

ويذهب ديبلوماسي غربيّ أبعد من زميله، ليعلّق على هذا الكلام قائلاً: «إن الموقف يتطلّب من الرئيس العتيد انقلاباً بهدف إرضاء الرياض»، متسائلاً: «هل هذا الاحتمال وارد عند العماد عون المشهور بكثرة انقلاباته؟».