Site icon IMLebanon

قصر بعبدا “ينفض” غبار.. الشغور

baabda-residence

كتبت باسمة عطوي في صحيفة “المستقبل”:

فرح “اللمسات الأخيرة” هو الانطباع الذي يقرأه زائر قصر بعبدا أمس، على وجوه جميع من تولوا حراسة وإدارة القصر الجمهوري خلال عامين ونصف العام من الفراغ ، بدءا من عناصر الحرس الجمهوري عند المدخل الرئيسي، مرورا “بالبستنجي” الذي يقف على سُلّم ليشذب غصن شجرة غير متناسق مع أقرانه، وعناصر الامن الذين يتولون تفتيش الزوار ونقلهم إلى مدخل القصر المخصص لهم، وصولا إلى مكتب مدير عام رئاسة الجمهورية أنطوان شقير الذي تحول إلى”خلية نحل” يجتمع فيها كل مسؤولي المديريات، أي الاعلام برئاسة رفيق شلالا والبروتوكول برئاسة لحود لحود والحرس الجمهوري برئاسة العميد وديع الغفري لتنسيق المهام في ما بينهم والتحضير لإستقبال يليق برئيس البلاد.

لوجستيا يظهر التنسيق في أكثر من مكان في القصر، فعناصر الحرس الجمهوري زادوا من منسوب التدقيق في الوجوه خصوصا بعد “الضمور” الذي أصاب زائري القصر، وعمال الصيانة توزعوا بين مكتب الرئيس وقاعتي الاستقلال و25 أيار والقاعة المخصصة لإجتماع مجلس الوزراء، للتأكد لمرة أخيرة من أن كل الاجهزة تعمل بشكل صحيح، بدءا من تمديدات الهاتف وصولا إلى توصيلات الكهرباء ومكيفات الهواء والبرادي والسجاد والمقاعد، صعودا إلى مكان إقامة الرئيس حيث جرى وضع لمسات على الديكور والغرف وتزويد المطابخ بما يلزم من مؤن لإستقبال الرئيس والزوار. لم يظهر التعب على الوجوه لسببين، الاول أن أعمال الصيانة والتطوير الاداري للمديريات لم تتوقف خلال فترة الشغور، والثاني أن الجميع مشتاق لضغوط العمل وزحمة الزوار وأضواء الكاميرات و”المناكفات” مع الاعلاميين الذين يسعون وراء خبر جديد في أروقة القصر، فيما المسؤولون الاداريون والعسكريون يحاولون ضبطهم تحت حجة “الالتزام بأصول البروتوكول وعدم التنقل بين مكاتب المسؤولين إلا بعد إذن من العميد الغفري”.

في مديرية الاعلام، التجديد طال كل التفاصيل بدءا من غرفة الصحافة وطاولاتها وخزائنها وأجهزة الفاكس والهواتف، وصولا إلى غرفة المصورين والتمديدات الخاصة بالنقل المباشر ومكاتب موظفي المديرية ورئيسها. هذا التطوير الشكلي تكامل مع تطوير تم خلال فترة الشغور مع مشاريع عملت عليها المديرية العامّة للرئاسة وهي مكننة برنامج الموارد البشرية، وضع برنامج مخصص لإعداد الجردات السنوية على الموجودات، برنامج إدارة المحاسبة، البريد الداخلي، أعمال مجلس الوزراء، ووضع برنامج معلوماتي خاص لحفظ المراسيم والقوانين، إعادة تكوين وترميم الملفات الورقية الخاصة بهذه المراسيم والقوانين، إعادة ترميم وتجهيز القاعة الخاصة بالمحفوظات كما بوشر بإنجاز مشروع أرشيف الرؤساء السابقين للجمهورية، لكون الأحداث التي مرت على لبنان في السابق أطاحت جزءاً من أرشيف المديرية العامة، وهذا المشروع حيوي ومهم جداً لكونه يشكل جزءاً أساسياً من ذاكرة الجمهورية بكل مراحلها قبل الاستقلال وبعده، وكل هذا الجهد والتحضير سيتوج بجولة ستنظمها رئاسة الجمهورية لوسائل الاعلام يوم السبت المقبل على أرجاء القصر، تمهيدا لإستقبال الرئيس الجديد يوم الاثنين المقبل.

ترجمة هذا التنسيق يشرحه شقير لـ”المستقبل” بالقول: “نحن في طور وضع اللمسات الاخيرة على كل زوايا القصر بدءا من مكتب الرئيس وصولاً إلى مقر الاقامة والحدائق، كما أن الحرس الجمهوري يقوم بواجباته لجهة إتخاذ التدابير اللازمة لحماية الرئيس، كما أن مكتب الاعلام سيصدر تباعاً بيانات لتسهيل مهمة التغطية الإعلامية لوسائل الاعلام يوم الانتخاب، وما نقوم به منذ بداية الاسبوع هو التنسيق بين الجميع لتكامل عملنا وجهودنا، وذلك من خلال ورش عمل مكثفة لكل من مديرية الاعلام والبروتوكول والجهاز الفني، بالتنسيق مع الحرس الجمهوري لمنع أي تضارب في المهام يوم الانتخاب ووصول الرئيس”.

يشرح شقير أيضا مهام المديريات يوم الانتخاب بالقول:”بالنسبة لنا عندما ينتخب الرئيس ويؤدي خطاب القسم يصبح رئيسا للجمهورية، وفي هذه اللحظة تبدأ مهامنا(حرس جمهوري وبروتوكول وإعلام)، بمعنى أنه بعد إنتخاب الرئيس، يدلي رئيس مجلس النواب نبيه بري بكلمة ترحيبية ثم تعقد جلسة حلف اليمين ثم ينتقل الرئيس المنتخب إلى إحدى قاعات المجلس النيابي لتقبل التهاني، بعدها يقدم له الحرس الجمهوري التشريفات على وقع نشيد التعظيم، ليغادر بعدها الرئيس الجديد مجلس النواب متوجها إلى القصر الجمهوري حيث يقام له إستقبال ثان على مدخل القصر، ويمكن لعائلة الرئيس أن تنضم إليه في اليوم نفسه أو في اليوم التالي، لتبدأ بعدها رحلة مواكبتنا لفخامة الرئيس طوال سنوات عهده”.