Site icon IMLebanon

استشارات التأليف حُسمت!

 

يبدأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في العاشرة والربع من قبل ظهر الأربعاء 2 تشرين الثاني 2016 الاستشارات النيابية الملزمة وينهيها الخميس 3 تشرين الثاني 2016 لتسمية رئيس الوزراء المكلف.

وبالتنسيق بين بروتوكول مجلس النواب والدوائر المعنية في القصر الجمهور، حدّد آخر موعد في الاستشارات للرئيس نبيه بري.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر رئيس المجلس بأن بري طلب ان يكون في آخر المواعيد، لئلا يضطر الى زيارة القصر الجمهوري ثلاث مرات، بحكم موقعه رئيسا للمجلس، ثم رئيساً لكتلة التنمية والتحرير، وأخيراً ليطلعه الرئيس عون على حصيلة الاستشارات.

وفيما يعقد بري اجتماعاً لكتلته اليوم لاتخاذ القرار المناسب أبلغه الرئيس فؤاد السنيورة في اتصال أمس اعلان كتلة المستقبل تسميتها الرئيس سعد الحريري لرئاسة الوزراء.

وقد نقل زوار بري عنه ان لا قرار لديه وحزب الله حتى الآن بتسمية الذي سيختارانه لرئاسة الحكومة.

وعزا كل ما يتردد عن توحيد موقفه والحزب في هذه النقطة الى انه في كل الاستحقاقات لتأليف الحكومة كان موقفنا واحداً.

وعن امكان اقدام كتلته على تسمية الحريري، أجاب رئيس المجلس بسؤال: هل هناك مرشح آخر؟ من هو؟

مصادر متابعة قالت انها لا تتوقع أن يتجه “حزب الله” الى تسمية الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة وهو لم يفعل ذلك سابقاً سواء مع رفيق الحريري او سعد الحريري منذ العام 1992، الا انها ترجح ان يمضي الرئيس بري، رغم التباعد الحاصل، بتسمية الحريري لعدم تعميق الشرخ الحاصل معه واظهار موقف الثنائية الشيعية كأنه موجه ضد الطائفة السنية وخصوصاً بعد الكلام السابق عن العودة الى ميثاق العام 1943 والثنائية المارونية السنية.

وأكدت المصادر ان الرئيس بري سيحصل على حصة وازنة في الحكومة المقبلة، وينوي حزب الله كما دوماً التنازل من حصته لارضاء بري والمحافظة على التضامن الشيعي.

وأكدت ان طلب بري عدم حضوره أول الاستشارات ثم حضوره مع كتلته في اليوم الاول، لا يعود الى مواعيد سابقة أو أسباب أمنية كما قالت مصادره، بل يدخل في سياق الموقف المعترض، ولعدم اعلان موقفه في الترشيحات باكراً، افساحاً في المجال لمزيد من الاتصالات.

وفي المعلومات ان نواب كتلة الوفاء للمقاومة لم يتبلغوا حتى مساء أمس قرار الحزب، لكنهم على الارجح لن يعلنوا أمام الاعلام قرارهم، بل سيتركونه في عهدة الرئيس عون حتى مساء الخميس في انتظار بلورة موقف بري.

من جهتها، قالت مصادر “كتلة المستقبل” لصحيفة “الأخبار” إن الرئيس سعد الحريري تحدث عن “مرحلة جديدة وعهد جديد يفترض التعاطي مع الرئيس ميشال عون كرئيس للجمهورية لا كخصم”. وقال أمام نواب الكتلة إن “الأمور بدأت تتحسّن مع الرئيس نبيه بري”. وأشارت المصادر الى تغيير إيجابي في موقف بري لناحية “أجواء إيجابية نتيجة الاتصالات التي أجراها، والتي بيّنت أن كل الأطراف، بما فيها حركة أمل، لا تسعى لافتعال مشكلة”.

إلا أن “تيار المستقبل” لا ينفي حذره من عوائق قد يضعها ما يسمى بـ”حزب الله” في طريقه إذا اختار العودة إلى سياسة التعطيل التي اعتمدها في مقاربته مع الملف الرئاسي طوال سنتين ونصف، بحسب ما يقول النائب في الكتلة محمد الحجار لـ”الشرق الأوسط”.

من جهته، لم ينف النائب في كتلة “التغيير والإصلاح” آلان عون احتمال مواجهة بعض الصعوبات في التأليف، قائلاً: “التكليف لن يكون صعبا إنما قد تكون هناك بعض العوائق في التأليف، مع تأكيدنا على أن الرئيس سيبذل كل الجهود لعدم استثناء أي طرف”.

وقال عون لـ”الشرق الأوسط”: “التوجه هو لتكليف الحريري الذي يملك الأصوات الكافية لذلك، أي 65 صوتًا أو النصف زائدا واحدا من عدد النواب”.

وفي إطار متصل، اعتبرت مصادر سياسية لـ”السياسة” ان رئيس البرلمان، اذا ما قرر البقاء خارج نادي الحكومة الحريرية فإنه سيشكل جبهة معارضة من العيار الثقيل ترتكز الى كتلة الاصوات الـ44 التي لم تنتخب عون، بيد ان موقف رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية يبقى غير محسوم، ما دام سيتحالف انتخابيا مع الحريري، إذ لا يعقل ان يمهد لتحالف من هذا النوع بمعارضة حكومته والاسهام في عرقلة العهد الجديد.

إلى ذلك، قال النائب وليد جنبلاط لصحيفة “السفير” إن “اللقاء الديموقراطي” سيسمي الرئيس سعد الحريري، داعيا الى تشكيل حكومة وحدة وطنية تتسع للجميع، حتى تكون قادرة على التصدي للتحديات التي تواجه لبنان.

بدوره، أشار الرئيس أمين الجميل إلى أن حزب الكتائب الذي لم يسمّ العماد ميشال عون رئيسا للبلاد بناء على موقف مبدئي، سيسمي الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة من منطلق أنّه “حليف من حقبة طويلة وشريك بثورة الأرز كما أنه يرأس كتلة نيابية مهمة ويمثل شريحة واسعة من الطائفة السنية الكريمة”.

وقال الجميل لصحيفة “الشرق الأوسط”: “حزب الكتائب لم يحسم موضوع مشاركته في الحكومة وهو ينتظر ما سيعرضه عليه رئيسها، وبالتالي إذا شعر أن حضوره سيكون فعالا وليس رمزيا فعندها سيكون شريكا فيها”.

ورجّح الجميل أن تتشكل الحكومة المقبلة من أكثرية كبيرة وتحظى بنسبة كبيرة من تأييد مجلس النواب، معتبرا أنه وإن قامت معارضة من خارج السلطة فهي ستكون غير قادرة على تشكيل كتلة وازنة تتمكن من الاعتراض على القرارات الحكومية والمحاسبة الفعالة؛ نظرا إلى أنه وفي الوضع الراهن يتم إعادة تركيب التحالفات السياسية بين الكتل والأحزاب.

نائب “تيار المردة “سليم كرم أشار إلى توجه للتصويت لسعد الحريري لتولي رئاسة الحكومة، على أن تتخذ “كتلة المردة” قرارا نهائيا في خصوص المشاركة في الحكومة الأربعاء 2 تشرين الثاني 2016.

وقال كرم لصحيفة “الشرق الأوسط”: “لا أعتقد أن البلد يحتمل معارضة هدّامة في هذه المرحلة، خصوصا أننا نمر بوضع سيئ للغاية يستدعي أن نكون يدا واحدة لإعادة هيكلة البلد وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية وإعادة المسار الديمقراطي والذي انطلق مع انتخاب رئيس إلى ما كان عليه قبل عامين ونصف”.