Site icon IMLebanon

التحالف المسيحي… من التعطيل إلى مشروع قيام الدولة القوية

 

 

 

تؤكد اوساط التحالف المسيحي لـ”المركزية” ان تشكيل الحكومة هو اول انتصار للبلد بعد انتخاب رئيس الجمهورية، ما يضع قطار الدولة على السكة على رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجهها لان القوى المعطّلة لمشروع قيام الدولة سعت وتسعى جهدها لمنع هذا المسار من الانطلاق او على الاقل تسهيل دربه، لكن التشكيل هو اشارة قوية على طريق بناء الدولة في لبنان، خصوصا في ظل وجود ثقل لقوى التحالف المسيحي الذي تعرض لحرب شعواء من اجل تحجيمه داخل الحكومة.

وتعتبر ان ميزان القوى السياسي داخل الحكومة مطمئن جدا، ذلك ان بين وزراء الرئيس عون والتيار الوطني الحر(9) والقوات اللبنانية (4) وتيار المستقبل (7) والحزب الاشتراكي(2) يكون المجموع 22 وزيرا ، علما ان ليس الهدف من هذا الرقم اتخاذ قرارات فئوية ضد هذا الفريق او ذاك، انما العبور الى الدولة والتأكيد على سياسات العهد في بناء جمهورية قوية.

واذ تستبشر الاوساط خيرا بما جرى من دون تسجيل تحفّظات على اي نقطة، تؤكد ان ادعاء الطرف الاخر انه المنتصر هو مجرد محاولة لضخ الاوكسيجين في بيئته واعطاء تطمينات بفعل عودة الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة ونيل تيار المستقبل وقوى اساسية في فريق 14 اذار حصصا وازنة داخل الحكومة. اما رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر، فسيكونان الضمانة لكل القوى السياسية.

وماذا عن البيان الوزاري والمتاريس التي قد تنصب في وجه انجازه؟ تلفت الاوساط الى ان القوى السياسية كافة لها مصلحة في الانتقال من مرحلة التشكيل الى العمل الفعلي من اجل انجاز المهمة الاساسية المنوطة بها بعد نيل الثقة، اقرار قانون الانتخاب واجراء الاستحقاق في الربيع المقبل على اساسه، ما يرفع منسوب الاعتقاد بأن العرقلة في هذا المحور بالذات قد تكون مستبعدة. بيد ان المسار الذي انتهجه البعض منذ انتخاب الرئيس عون حتى اليوم غير مطمئن، ذلك ان افتعال المشكلات بات ملازما لكل محطة واستحقاق، وعن سابق تصور وتصميم، من اجل تأخير انطلاقة العهد وضرب صورته. وتوقعت ان يكون خطاب القسم الذي شكل موضع اجماع من القوى السياسية كافة، هو المنطلق والاساس للبيان، آملة الا يتم افتعال مشكلات لتنطلق الحكومة في اسرع وقت وتذهب مباشرة الى العمل الميداني لان الكثير الكثير ينتظرها ان على مستوى قانون الانتخاب او النهضة التي يحتاج اليها البلد.

وترى ان تشكيل الحكومة أدى الى ضخ ايجابية كبيرة، خصوصا عشية الاعياد المتوقع ان تريح الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد في مؤشر الى الاتجاه نحو مزيد من الاستقرار، في وقت تذهب المنطقة الى عدم الاستقرار، وهذا مكسب تجب المحافظة عليه والتمسك به الى الحد الاقصى، لان ما تحقق ان بالانتخابات الرئاسية او بتشكيل الحكومة يؤشر الى ان القوى السياسية في لبنان، على رغم اختلافها، قادرة على ان تذهب في اتجاه ترسيخ عوامل الاستقرار وانتظام الحياة السياسية.