Site icon IMLebanon

جعجع: القضية اللبنانية قديمة ومتجذرة

 

رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن القضية اللبنانية قديمة ومتجذرة في التاريخ “بدأت مع البطريرك يوحنا مارون واستمرت على مدى  سنوات عديدة حتى يومنا هذا”، موضحاً أن “الابتعاد عنها يعتبر بمثابة نكران لتاريخ طويل ما يجعل المؤمنين بها أشبه بورقة وحيدة تلعب بها الرياح”.

وتطرق جعجع في حديث لنشرة “آفاق الشباب” Horizons (التي تصدر عن مصلحة الطلاب في الحزب) الى الاحباط الذي يعيشه الشباب اللبناني بسبب الظروف الصعبة، معتبراً أن على اللبنانيين أن يكونوا أقوى لتخطي هذه الأوضاع وليس العكس، داعياً الشباب الى الإستنفار لتخطي الوضع الحالي.

ولفت جعجع الى أن “الشعب الذي ينحني أمام الصعوبات هو الشعب الذي ينقرض، والعكس صحيح، لذا مواجهة الصعوبات هي العامل الأساس لاستمرار البلد. وبالتالي، الخطوة الأولى لمواجهة الصعوبات والفساد تكمن باقتناع كل فرد بأن العمل الفردي لا نتيجة له، من هنا على كل فرد الانتساب إلى الحزب الأقرب الى قناعاته للنجاح في تشكيل قوة ضغط تساهم في التفكير بطريقة إيجابية”.

 

تجدون في ما يلي نص المقابلة كاملاً:

 

الحكيم في وجهه الآخر… جعجع لطلاب القوات: “الابتعاد عن القضية نكران لتاريخ طويل”

هو ذلك “المارد المتمرد” الذي يعرفه الجميع قائداً صلباً. صارمٌ في قراراته، لا يهادن ولا يساوم. آمن بقضية تجذرت في نفوس اللبنانيين، وإيمانه بـ”لبنان القوي” جعل منه رجل القرارات الصعبة في الحرب كما في السلم.

وراء هذه الشخصية القوية، شخصية مؤمنة مثقفة تتمتع بصفات مميزة. بعيداً عن السياسة وهموم الوطن والمرحلة الصعبة التي نمرّ بها، كان لأسرة “نشرة آفاق الشباب” الفرصة للتعرف الى “الحكيم في وجهه الآخر”، وكلام عن “القضية” و”الإيمان” وغيرها من الأمور التي ميّزت شخصية “حكيم الجمهورية”.

كانت البداية مع “القضية” حيث اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع أنها تعيش في ذهنه وفي ذهن كل قواتي منذ الولادة، وتختصر تاريخاً طويلاً ذات جذور عميقة وراسخة شبيهة بالاشجار المعمّرة. واستطرد قائلاً: “تخطئ الأوراق الجديدة التي يراها العالم عندما تعتبر نفسها “موجودة بحد ذاتها” لأنها في الحقيقة نتيجة استمرارية لمسيرة طويلة سبقتها”.

“قضية قديمة بدأت مع البطريرك يوحنا مارون واستمرت على مدى  سنوات عديدة حتى يومنا هذا”، هكذا  شرح رئيس حزب القوات قضية “القوات اللبنانية”، موضحاً أن “الابتعاد عنها يعتبر بمثابة نكران لتاريخ طويل ما يجعل المؤمنين بها أشبه بورقة وحيدة تلعب بها الرياح”.

وتوقف الحكيم عند نقطة أساسية مركّزاً على أهميتها في يومنا هذا، ألا وهي التخبط الذي يعيشه الشباب ورؤية الوقائع الملموسة فقط، عائداً بالذاكرة الى زمن الوصاية حيث تحمس الشباب وناضل وتحضّر لمواجهة العدو الظاهر بالرغم من أن الخطر الحقيقي يأتي من العدو غير الظاهر والذي يتطلب نضالاً أكبر.

وركّز أن النضال اليوم هو أمر حتمي وضروري على الرغم من أن القضية لم تعد واضحة كما كانت في السابق، أي في ظل الاحتلال السوري حيث كانت أعمالهم ظاهرة، منها نفي الجنرال ميشال عون واعتقال الدكتور جعجع الى جانب حلّ حزب القوات اللبنانية وغيرها من الارتكابات…

وتطرق الى الاحباط الذي يعيشه الشباب اللبناني بسبب الظروف الصعبة، معتبراً أن على اللبنانيين أن يكونوا أقوى لتخطي هذه الأوضاع وليس العكس، داعياً الشباب لاستعراض إيمانهم والإستنفار لتخطي الوضع الحالي.

وأضاف: “الشعب الذي ينحني أمام الصعوبات هو الشعب الذي ينقرض، والعكس صحيح، لذا مواجهة الصعوبات هي العامل الأساس لاستمرار البلد. وبالتالي، الخطوة الأولى لمواجهة الصعوبات والفساد تكمن باقتناع كل فرد بأن العمل الفردي لا نتيجة له، من هنا على كل فرد الانتساب إلى الحزب الأقرب الى قناعاته للنجاح في تشكيل قوة ضغط تساهم في التفكير بطريقة إيجابية”.

واعتبر جعجع أنه كان ليكمل الطب في الجامعة الأميركية في بيروت لولا بدء الحرب والتحاقه بالمقاومة، مؤكداً أنه لم يندم على هذا الخيار الوطني.

وبالإنتقال إلى “الإيمان”، يرى جعجع أن “الإيمان” لم يعد في مكانته المعهودة في عالمنا الجديد، وهذا ما نأسف عليه باعتباره خسارة كبيرة ويجب العمل على استعادتها، معتبراً أن “الإيمان أبعد من القدرات العقلية والمادية أي الفيزيائية لأي إنسان منا”.

وأضاف: “يعدّ الإيمان أداة تواصل مع “البُعد الآخر”، وهو أساس وجودنا، وفيه نجد الطاقة والقوة الفعلية، وبالتالي عدم الإيمان يعتبر بمثابة قطع التواصل مع “النبع الأساسي” والاعتماد على بعض “الجداول” الصغيرة التي لا تراها سوى العين المجردة. من هنا تكمن أهمية العودة إلى الإيمان والمحافظة على ما تبقى منه في حياتنا، إذ هناك “أبعد مما نراه وأبعد مما نعرفه وندركه. لكل إنسان “بُعد آخر” خاص به، متى تخلى عنه تخلى بطريقة غير مباشرة عن بعده الأول المتواجد على أرض “المادة” في معناها الفيزيائي”.

ودعا “الحكيم” الشابات والشبان للعودة إلى الإيمان والتفكير من هذا المنطلق بحسب الديانة التي ينتمون إليها، متوجهاً الى المسيحيين خصوصاً للعودة إلى الإيمان المسيحي وعدم الرضوخ إلى الشكوك التي تولّدها تصرفات بعض رجال الدين، ومشدداً على أن هذه الأمور لا علاقة لها بالدين، والمطلوب تخطي كل هذا “التشويش” بالعودة إلى النبع الأساسي. أما للشباب غير المسيحيين فنبّههم من التأثر بأفكار الجماعات المتطرفة كـ”داعش” وغيرها.

تابع: “أهم ما يجب أن تعرفوه أيها الشباب هو حتمية وجود البعد الآخر ووجوب البحث عنه وضرورة الإيمان به لنتمكن من التصرف بحكمة”.

واستذكر جعجع زمن الإعتقال حيث أُخرج من البعد الأول، ما دعاه للجوء الى البعد الآخر عند الوجود الفعلي، شارحاً فكرته بعملية تشبيه بسيطة: “يمكننا القول إن البعد الآخر كالـ”Software” أما البعد الذي نعيش فيه اليوم كالـ”Hardware” الذي من الممكن تحطيمه، في وقتٍ علينا العمل للمحافظة على ذلك الـ”Software” وتطويره. عملتُ خلال فترة الاعتقال على تطوير ذلك الـ”Software””.

وشدد على أن الإيمان، بالنسبة له، كان خشبة الخلاص الوحيدة، مشيراً الى أنهم اعتقدوا أنهم بإخراجه من البعد الأول يقضون عليه، إلا أنهم لم يعلموا  أن في”البعد الآخر” استطاع “الحكيم” التقدم كثيراً والتعمق بالحياة أكثر فأكثر ليحقق ما كان يسعى للوصول إليه في هذا العالم”.

وعاد الحكيم بالزمن إلى زنزانته موضحاَ أنه قضى الفترة الأولى من سجنه بالصلاة، أما التفرغ إلى القراءات والثقافة فجاءت في مرحلةٍ لاحقة، وتحدث “الحكيم” عن الكتب التي قرأها وكان أولها للكاتبة الفرنسية “مارسيل أوكلير” بعنوان “تيريز أفيلا”، مشيراً إلى أنه اعتمد طريقة خاصة للقراءة، قائلاَ: “كل كتاب كنت أقرأه في ستة أشهر على الأقل، فالقراءة كانت تنسيني مرور الوقت داخل الزنزانة”.

وختم الحكيم متحدثاً عن مصلحة الطلاب في القوات اللبنانية، ولفت إلى الدور المهم الذي تلعبه في استقطاب الطلاب من مختلف المدارس والمعاهد والجامعات من أجل تأمين استمرارية الحزب وبناء مستقبل البلاد.

كما وجه جعجع رسالة إلى المسؤولين في المصلحة داعياً إياهم إلى إدراك مسؤولياتهم ومهامهم وأهمها الثقافة والمعرفة، معتبراً أن “من أراد أن يخوض غمار العمل السياسي عليه أن يستطلع تاريخ بلاده وتراثه”.

وأضاف: “كنت أشعر مراراً بالتعب لذا كنت أحاول إبعاد نفسي عن هذا الشعور، ورفضت الإستسلام لهذا الواقع، فالسلام الداخلي الذي أنعمُ به موجود لدى كل شخص، وهو شيء بعيد عن السياسة، لا بل هو أمر نفسي وموجود في اللاوعي لدى كل إنسان، ويأتي ذلك نتيجة كل ما عاشه الإنسان منذ صغره”. ودعا الشباب الى قراءة كتب “للنسّاك” للتصالح مع أنفسهم والوصول إلى السلام الداخلي.