
جهاد عبدو، اسم لمع في سوريا وفي المنطقة العربية، فمن منا لا يتذكّر “رياض” في باب الحارة. جهاد، الممثل السوري الشهير، ابتسم له القدر مجددا اليوم بعد حياة قاسية في المهجر وخرج من الفقر المدقع الى اضواء السينما العالمية.
فهو هاجر من سوريا الى لوس انجلوس في العام 2011، حين بدأت رياح “الربيع العربي”، واصبح واحدًا من بين أربعة ملايين من اللاجئين السوريين الموزعين في أصقاع الأرض، يعتاش من الدولارات القليلة التي يجنيها من توصيل البيتزا.

واخيرا ابتسم لجهاد القدر مجددا، اذ قرر المخرج الالماني فرنر هرزوغ منحه دور البطولة في فيلم من انتاج هوليوود الى جانب الممثلة الاوسترالية نيكول كيدمان.
ويحمل هذا الفيلم اسم “كوين اوف ذي ديزيرت” او ملكة الصحراء، يرتقب ان يخرج الى صالات العرض في الربيع، وهو يروي قصة عالمة الاثار البريطانية غرترود بيل التي اضطلعت بدور سياسي في العراق بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى.
ويقول جهاد عبدو – الذي غير اسمه الى “جاي” بسبب ان اسمه شكل صدمة للمجتمع الاميركي وذلك لارتباط كلمة “الجهاد” بالمجموعات الاسلامية المتطرفة – انه “يؤدي كل المشاهد الى جانب نيكول كيدمان”، لافتا الى انها لطيفة جدا، ومحترفة كثيرا، وهي امرأة ذات قلب كبير وذكاء شديد وذهن متقد، وقد ساعدته منذ اللحظات الاولى”.
واضافة الى هذا الفيلم، انطلق جاي عبدو في اعمال جديدة، منها مسلسل “ذي باتريوت” على “امازون”، وفيلم “بون فوياج” القصير للمخرج السويسري مارك ريمون ويلينكس الذي يتوقع ان يكون ضمن ترشيحات جوائز اوسكار، و”هولوغرام فور ذي كينغ” مع توم هانكس.

يذكر ان جهاد كان أثار سخط السلطات السورية عليه حين رفض المشاركة في تظاهرات مؤيدة للنظام، وفي حلقات تلفزيونية تدافع عن الرئيس السوري. وشكلت مقابلة اجرتها معه صحيفة “لوس انجلوس تايمز″ في بيروت بداية القطيعة التامة مع السلطات السورية، اذ اتهم فيها اجهزة الامن في بلده بالفساد وبتعذيب المعارضين.
وحين عاد الى دمشق، تعرّض لتهديدات وضغوطات، منها تحطيم زجاج سيارته، لدفعه الى تقديم اعتذار علني عن مواقفه، كما يقول.

