IMLebanon

باسيل: استرداد الحقوق ليس بالمس بحقوق الآخرين

 

اشار وزير الخارجية جبران باسيل الى انه قد يكون اللبناني، على اختلاف انتمائه وطائفته وجد توازنه بهجرة البلد الى الخارج حيث وجد فرص عمل، وفي هذا المجال نحن، كمثلكم، غادرنا البلد بالهجرة، بالتهجير، في ظروف القتل، المجاعة، والاضطهاد الذي حمل أشكالا كثيرة، جسدية، نفسية، اقتصادية.

باسيل، وخلال لقاء تعارف وتكريم لباسيل نظمته الجمعية الخيرية الأرمنية “AGBU”، لفت “الى تعذر التواصل مع لبنانيي الاغتراب في بلدان كثيرة من العالم بواسطة اللغة – الأم”، قائلا: “الأمر يشكل صعوبة بالغة لنا كلبنانيين مقيمين ولهم كلبنانيين مغتربين، لا سيما حين نعجز عن إيجاد لغة مشتركة نتواصل بها، وهذا الواقع يدفعنا الى أن نتعلم منكم، فباعتقادي لا يتعارض الإندماج الكبير في بلد غير بلد المنشأ مع الانتماء الى الوطن – الأم”.

وتابع باسيل: “الموارنة عاشوا العزلة بلجوئهم الى الجبال مكونين حيثية معينة وتفكيرا معينا وقد هددهم ذلك بخطر الانعزال، ومارسوا الانعزال وفتشوا على ارتباطات بعيدة عن لبنانيتهم من أجل حماية أنفسهم. جميعنا كأقليات بالمعنى العددي، معرضون لهذا ولن نتجاوزه إلا بانفتاحنا على بعضنا البعض، وإيجاد أوجه التشابه بيننا. وقد فاجأتني رؤية كشاف لبناني في استقبالي، وليس كشاف الأرمن، وفي هذا مثال يحتذى، وأفضل تربية لأولادنا هي الانخراط في الحياة الكشفية”.

وإذ شدد على “وجوب أن يجد كل مكون، ذاته، في مكان أوسع من لبنانيته، ومن أرمنيته، ومن طائفته، ومن جمعيته، في مساحة أكبر تتسع له”، قال: “هذه نقطة قوتنا، في أن لدينا انتماء كبيرا مع فكر واسع، يجعلنا ننجح حيثما كنا، وننتمي الى المكان الذي نكون فيه، لأن التأقلم ليس بالأمر السهل. هذا ما نختبره في مؤتمر الطاقات الاغترابية، فهو فخر كبير أن يأتي تسعون لبنانيا من تسعين دولة، ومنهم من لا يجيد لغات أجنبية، وبالرغم من صعوبة التواصل، هم يأتون من نجاحات، وهذا مؤشر على عظمة الفكر اللبناني”.

وتابع: “ما يجمعنا هو الاضطهاد الذي عشناه منذ مئة وسنتين، ويشكل ذلك رباطا قويا بيننا، يجب أن نعمقه بالانفتاح لا بالانغلاق، بالحماية بواسطة الانفتاح، لا بالحماية بواسطة الانعزال، وهذا ما يحصل لمواجهة الأخطار. وبات هذا واقع المسيحيين في هذا البلد. ينبغي عليهم أن يفكروا على أساس أنهم خرجوا من المظلومية، ولا يعني ذلك أنهم استردوا حقوقهم كاملة، بل هم على طريق استرداد هذه الحقوق، ليس من خلال المس بحقوق الآخرين، أو بإخافتهم وإشعارهم بأنهم معرضون للعودة الى زمن يستطيعون فيه ممارسة الفوقية أو القوة الفائضة على الآخرين، ونحن جميعا معنيون بأن نعيش في طمأنينة مع ذاتنا ومع الآخرين”.

January 25, 2017 01:13 PM