
أقامت عائلة وزير الدفاع وقائد الجيش الأسبق الراحل العماد فيكتور خوري، قداسا عن روحه في كنيسة مار يوحنا المعمدان في عمشيت، حضره رئيس البلدية الدكتور انطوان عيسى وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير وحشد من أبناء المنطقة.
احتفل بالقداس الخوري ميشال صقر الذي عدد مآثر الفقيد ومناقبيته، منوها بروح المسؤولية التي حافظ عليها طيلة توليه مهامه.
والقى المحامي انطوان زخيا كلمة عائلة الراحل، أشار فيها الى أن العماد خوري “هو سليل عائلة منذورة للبنان من عمشيت، منذ إنضواء رب العائلة المرحوم يوسف الخوري تحت لواء الجيش ليصبح رفيق مؤسس الجيش الوطني الأول الرئيس الراحل اللواء فؤاد شهاب”.
وقال: “إعتنق الراحل مبادىء الجيش واتخذ منها عنوانا لمسيرته التي فاضت بالشرف والتضحية والوفاء. لم ينتظر القيادة ليكون قائدا، بل كان نداء الواجب يستدعيه في أكثر من محطة في حياته. ففي ذلك الليل المظلم الأسود بلغ الى مسامعه خبر المذبحة التي ارتكبت في حق المدنيين الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ في بلدة شكا العزيزة وكان الجيش في حال تفكك، فانبرى مع مجموعة من المخلصين الشرفاء لطرد الغزاة المجرمين منها وتم ذلك بسرعة قياسية فأصبحت شكا شهرته الثانية وعائلته الثانية”.
أضاف: “ما هو الا وقت قصير ليستدعى الى قيادة الجيش لجمع شمله وإعادة بنائه من جديد، ثم اقتضت الظروف القاسية توليه وزارة الدفاع الوطني فلبى نداء الواجب، يومها لم يحسده أحد على تلك المهمة، ما كانت القيادة التي تولاها: خزا وطنافس وبرفير … لكنه حمل لواءها ومشى مشواره بين ألغام لا ترحم، الصغير من بين تلك الألغام قاتل: من الفياضية الى العاقورة الى عمليات خطوط التماس في بيروت في نيسان 1981 وإنتهاء بإعطائه الأوامر بإطلاق النار على دورية إسرائيلية حاولت تخطي الحاجز على مدخل وزارة الدفاع”.
وتابع: “لما اجتاح العدو الإسرائيلي جنوب لبنان، وبتكليف من الرئيس العظيم الآخر الراحل الياس سركيس غادر العماد فيكتور لبنان متوجها الى الأمم المتحدة لينضم الى رئيس بعثة لبنان فيها، ومرة جديدة حقق للبنان إنجازا تاريخيا هو القرار 425 الذي شكل الشرعية والمشروعية لتحرير الجنوب الذي تم عام 2000. وبعد قبول إستقالته عاد الراحل الى عمشيت التي إستردته ليلازمها بطلا كتب بإسمها صفحات مجيدة في تاريخ لبنان، وبقي فيها الى ان أسلم الروح”.
وبعد أن شكر المحامي زخيا باسم العائلة جميع الذين قاموا بواجب العزاء حضورا وتشريفا واتصالا، ختم قائلا: “عائلته تفتقده بالعاطفة، ولبنان يخسر بغيابه عظيما آخر أفرزت له صفحات في كتاب الكرامة الوطنية، التعزية إذا، ليست للعائلة وحدها بل للقضية الوطنية التي بذل التضحيات من أجلها بصمت كما كان رحيله بصمت”.