الهوبس ينجو من إنتفاضة الحكمة المجنونة في الربع الأخير ليحقق إنتصاره الثاني
تقرير خالد مجاعص
شهدت كرة السلة اللبنانية بعد ظهر اليوم الأحد أجمل مباراياتها على الإطلاق في سيناريو مجنون لم تشهده البطولة في تاريخها من قبل. فقد تمكن الحكمة في دقائق من تسكير فارق 24 نقطة من الربع الأخير لينهي الوقت الأصلي من مباراته أمام الهوبس بتعادل 78-78 قبل ان يستسلم في الوقت الأضافي امام مضيفه لينهي هذا ألأخير المباراة بنتيجة 93-88 و يحقق الهوبس فوزه الثاني في بطولة لبنان .
فما هو أكيد أنّ الأمور في فريق الحكمة تقف على نقيضين غريبين عجيبين على طريقة رائعة قصص الأفلام البريطانية “دكتور جاكيل اند مستر هايد”، إذ أنّ الفريق الأخضر وللمرّة الثانية في أقلّ من 48 ساعة، شهد على سيناريوهين متناقضين، الأوّل مسرحه الجزء الأوّل، حيث يبدو الأخضر في شكل كارثيّ دفاعيّاً وسيّئاً هجوميّاً، يقابله في المباراة نفسها شكل مختلف ومعاكس في جزء ثانٍ رائع هجوميّاً ومتماسك جدّاً دفاعيّاً. نعم، للحكمة وجهان، وجه في الجزء الأوّل وآخر مختلف كليّاً في الجزء الثاني.
فما شهده مجمّع ميشال المرّ الرياضيّ في نهر الموت في مباراة الحكمة والهوبس حمل دلالات عدّة أبرزها أنّ فريق الحكمة ما زال يعيش في معضلة دفاعيّة يبدو أنّ لا حلّ لها في المستقبل المنظور، إذ تلقّى الفريق الأخضر في الجزء الأوّل من لقائه أمام الهوبس 48 نقطة في سلّته ليكشف عن هشاشة أدائه الدفاعيّ بعدما كان قد تلقّى أيضاً في الجزء الأوّل من مباراته أمام بيبلوس قبل يومين خمسين نقطة في سلّته.
هذا من ناحية الدفاع، أمّا من الناحية الهجوميّة، فقد فقد فريق الحكمة أمام الهوبس لعبه الجماعيّ المتناسق الذي ظهر فيه أمام بيبلوس والذي عوّل عليه الجمهور الأخضر لإعادة الثقة إلى فريقه تدريجيّاً. فجاءت النتيجة أنّ الحكمة عاد إلى ما كان عليه في بداية الموسم، أي أنّ الاتّكال الهجوميّ بكامله في الفريق ينحصر مجدّداً في هدّافه تيريل ستوغلين الذي سجّل 16 نقطة من مجموع نقاط فريقه الـ26 في الجزء الأوّل الذي انتهى بنتيجة 49-26.
وفي الجزء الثاني من المباراة، حاول فريق الحكمة جاهداً اللحاق بالهوبس مع إعطاء مهمّة هجوميّة أكبر لمهاجمه مايك إيفيبرا إلى جانب تيريل ستوغلين هدّاف البطولة . لكنّ السيناريو كان واضحاً من ناحية تفوّق الهوبس الواضح من ناحية اللعب الجماعيّ المتناسق لأصحاب الأرض، إذ كان واضحاً تكامل الهوبس بتوزيع النقاط بين لاعبيه على عكس الفريق الأخضر، لينتهي الربع الثالث بتقدّم الهوبس 67-48. وفي الربع الأخير، تمكّن الحكمة من تقليص الفارق إلى 7 نقاط بثلاثيّة لباتريك بو عبود ودانك رائع لتود أوبراين بعد تمريرة حاسمة خلفيّة لمايك إيفيبرا، لتشتعل مدرّجات نادي الهوبس الممتلئة بجماهير الحكمة، ليضيف تيريل ستوغلين ،هداف المباراة مع 34 نقطة ثلاثيّة، جعلت الفارق 4 نقاط ليفقد من بعدها الهوبس تركيزه على المباراة وبالتالي يفقد سيطرته على المباراة ليعود الحكمة بسحر ساحر الى المباراة بعدما كان في بداية الربع الثالث الفارق 25 نقطة للهوبس لينتهي الوقت ألأصلي من المباراة بنتيجة متعادلة 78-78 بسلة ثلاثية لمايك ايفيبرا (31 نقطة) للحكمة في الثواني الأخيرة من المباراة في وقتها الأصلي.
الا ان الحكمة الذي استهلك لاعبيه بدنياً وبشكل خاص الثنائي ايفيبرا-ستوغلين في الربع ألأخير لم يعد بأمكانه اللحاق بالهوبس في الشوط ألاضافي الذي انتهى سريعاً لمصلحة الهوبس بنتيجة 93-88 ليعود الهوبس الى البطولة من بوابة الحكمة الذي في المقابل سيعمل جاهداً في محاولة استكشاف ما الذي يحصل في فريقه بين جزء أول كارثي وجزء ثاني بطولي .
