أكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن المسلمين هم أول ضحايا الإرهاب المتستر بلباس الدين بينما هو في الواقع لا دين له، وأن المسلمين المعتدلين الذي يشكلون الغالبية الساحقة من المسلمين في العالم، هم أول هدف للإرهاب المتطرف باسم الدين، لأنهم في الواقع أول المواجهين له.
الحريري، وخلال استقباله في السراي الحكومي المرشحة للرئاسة الفرنسية مارين لوبين، قال: “الخطأ الأكبر في مقاربة هذا الموضوع هو الخلط الطائش الذي نشهده في بعض وسائل الإعلام والخطابات بين الإسلام والمسلمين من جهة وبين الإرهاب من جهة ثانية”.
كما أكد الرئيس الحريري أن اللبنانيين والعرب كما بقية شعوب العالم ينظرون إلى فرنسا على أنها البلد المنبع لحقوق الإنسان وفكرة الدولة التي تساوي بين جميع أبنائها من دون أي تمييز عرقي أو ديني أو طبقي.
وشرح الرئيس الحريري أن لبنان الذي لا يتجاوز عدد سكانه الاربعة ملايين نسمة بات يستقبل على أراضيه قرابة مليوني لاجئ سوري وفلسطيني، وهو الأمر الذي يعرض اقتصاده وبناه التحتية لضغط غير مسبوق، وهو الأمر الذي تعمل الحكومة اللبنانية على وضع خطة متكاملة لمواجهة أعبائه، لمطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته كاملة في هذا المجال.
وبعد اللقاء تحدثت لو بين الى الصحافيين فقالت: “بعد أن التقيت عون، اجتمعت مع الحريري، حيث تباحثنا في الأزمة السورية، وقد عبّر كل منا عن موقفه تجاهها، وتبادلنا وجهات النظر حول عدة نقاط، وقد كانت لنا تحليلات مشتركة ولا سيّما حول الضرورة القصوى لوضع كل الدول التي تسعى لمحاربة التطرف الإسلامي حول طاولة واحدة، وتحديدا تنظيم “داعش” الذي يتوسع بشكل كبير في العديد من الدول، بما فيها فرنسا ويقوم بتجنيد العديد من الأشخاص في الكثير من الدول ايضا ولا سيما في المدن الفرنسية، وهذا التطرف الإسلامي لا زال يحوز على الأهمية والدعم في فرنسا.
بالتأكيد هناك بعض الاختلاف في وجهات النظر، ولكن هذا لا يدعو إلى الاستغراب نظرا للوضع الجغرافي لبلدينا، وقد اوضحت للرئيس الحريري موقفي حيال الأزمة السورية والذي عبرت عنه منذ بدء هذه الازمة وهو بأنه لا يوجد أي حل قابل للحياة ومعقول خارج الاختيار ما بين الثنائي بشار الأسد من جهة والدولة السلامية من جهة أخرى.
وقد قلت بشكل واضح أنه في إطار السياسة الأقل ضررا والأكثر واقعية، أرى أن بشار الأسد يشكل اليوم حلا يدعو إلى الإطمئنان أكثر بالنسبة إلى فرنسا من الدولة الإسلامية، اذا تسلم هذا التنظيم الحكم في سوريا، مثلما حصل في ليبيا حيث تسلم الحكم بشكل جزئي بعد غياب السيد القذافي.
اضافت: كما سبق وقلت لقد تبادلنا وجهات نظر مشتركة كما تناقشنا حول اختلافاتنا في تحليل المواضيع، وهذا أمر طبيعي، فلبنان ليس فرنسا وكل يدافع عن مصالحه وهذا امر طبيعي للغاية فكلانا وطنيين كل يدافع عن مصلحة بلده وهي ليست نفسها.
لقد سعدت بلقائي الرئيس الحريري وعبّرت له عن تهانينا للعمل الذي قام به والده وتحديدا اعادة إعمار هذه المدينة الجميلة بيروت.
